قديماً قال شاعر العربية الأشهر أبو الطيب المتنبي:
على قَدْرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ
وتأتي على قَدْرِ الكرامِ المكارِمُ
والواقع يقول أن الاستجابات التي تمت لنداءات إنسانية تم توجيهها لدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر جاءت على قدر إنسانيته، وتتلاءم مع حجم تفانيه ورغبته في خدمة مجتمعه، والتخفيف عن مواطنيه، ومعالجة أي معاناة يلمسها في أي منطقة.
ولعلنا لا نحيد عن الصواب إن قلنا أن ابن دغر الإنسان قد جاء متماهياً مع ابن دغر المسئول المحنك والأكاديمي المتميز والسياسي الفذ، لتشكّل بذلك أنموذجا فريداً لرجل الدولة الذي يحتاجه بلدٌ كاليمن في ظرفها الراهن، ليتجاوز من خلال تلك الشمائل بموطنه كل الصعاب، ويسير بسفينته إلى بر الأمان.
والمتابع لتحركات بن دغر الميدانية يرى فيه رجل دولة من طراز فريد، والمتعمق في حياة هذا الرجل يجد جوانب مضيئة عديدة، ليس أولها ثباته عند الشدائد التي تُحدِقُ بوطنه، ولا آخرها تفقد أحوال المواطنين عن كثب. ونحن هنا سنكتفي برصد بعض من الجوانب المضيئة في حياة بن دغر الإنسان، والتي تمثلت باستجابته العاجلة للعديد من المناشدات الإنسانية التي وصلت إليه.
ونبدأها بما وجه به دولته من علاج للشاعر الكبير عبدالودود سيف عقب مناشدة الأدباء والكُتَّاب لعلاجه على نفقة الدولة. حيث صرح مصدر في مكتب رئيس الوزراء بتاريخ الأول من مايو الجاري أن الدكتور أحمد عبيد بن دغر وجه بعلاج الشاعر والناقد اليمني الكبير عبدالودود سيف على نفقة الدولة في العاصمة المصرية القاهرة .
وتأتي هذه الالتفاتة الإنسانية من بن دغر في إطار اهتمام الحكومة ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ودولة رئيس مجلس الوزراء بالفنانين والمبدعين، وعدم توانيها في تقديم العون والمساعدة لهم.
وكان عدد من الأدباء والكتاب قد أطلقو حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ناشدوا من خلالها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بالتدخل العاجل لانقاذ حياة الأديب عبدالودود سيف وعلاجه على نفقة الدولة عرفاناًً بما يمثله هذا الرمز الأدبي اليمني وإنصافاً واعترافاً بمسيرته الابداعية الممتدة على مدى عقود كواحد من أهم شعراء الحداثة من الرعيل المؤسس لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
* ومثلما استجاب رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر لمناشدة الأدباء بشأن الشاعر الكبير عبدالودود سيف، استجاب دولته لرسالة الأستاذ خالد الرويشان بشأن منح طلاب أوائل الجمهورية حقوقهم التعليمية بعد أن ماطل مسئولو التعليم العالي في إيجاد الحلول لمشكلتهم رغم التوجيهات السابقة لرئيس الوزراء.
* ومن جانب آخر كان بن دغر قريباً من مواطنيه حتى وهم على الحدود، حيث استجاب لمناشدات العالقين في منفذ الوديعة بالثالث من شهر سبتمبر الماضي وأصدر قراراً عاجلاً بتشكيل لجنة حكومية مكونة من نائب وزير النقل ناصر أحمد عباد شريف ووكيل وزارة الحج لقطاع الحج والعمرة مختار الرباش و رئيس الهيئة العامة لتنظيم النقل البري جمال الشوبلي لإيجاد حلول عاجلة للعالقين اليمنيين في منفذ الوديعة وخاصة حجاج بيت الله الحرام .
وفور ذلك اتجهتْ اللجنة الحكومية إلى منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية، للإطلاع عن كثب على أوضاع الحجاج اليمنيين العالقين في المنفذ، وعملت على تسهيل إجراءات مرور الحجاج اليمنيين وحل كافة الإشكاليات لتيسير حركة المركبات العالقة في المنفذ.
* في الثاني من أكتوبر 2017م استجاب دولة رئيس الوزراء د. أحمد عبيد بن دغر لمطالب ممثلي الموظفين في شركة بترومسيلة الذين التقوا به إثر وقفة نظموها أمام مدخل معاشيق . وأفادوا عن تحديد موعد لعقد اجتماع بقصر معاشيق مع إدارة الشركة مع المجلس المحلي لمحافظة حضرموت بممثلي الموظفين خلال مدة أقصاها عشرة ايام، وبحضور معاليه شخصياً للبت في موضوع رجوع الموظفين إلى العمل.
* وفي لفتة إنسانية أخرى في الثلاثين من سبتمبر 2017م استجاب الدكتور بن دغر لمناشدة السيدة كلثوم عبده عسيري التي تقدمت بها لدولته ونشرها مجموعة من الصحفيين. حيث وجه رئيس الوزراء نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء صالح الزنداني بصرف مرتبات السيدة كلثوم المتأخرة بناء على الشكوى المرفوعة منها.
والتي تضمنت عدم استلامها لمرتباتها منذ أشهر بعد أن بلغت السن القانوني للتقاعد، حيث كانت تشغل منصب مشرفة التمريض لمستشفى باصهيب العسكري.
* ويستمر عطاء بن دغر الإنساني ليتجسد مجدداً من خلال استجابته لمناشدة إنسانية بتاريخ الرابع عشر من فبراير 2018م، حيث وجه دولته بصرف مساعدة علاجية لفتاة من أبناء محافظة عدن أُصيبت في العمود الفقري أثناء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي على المحافظة.
وجاء توجيه رئيس مجلس الوزراء تجاوباً مع النداء الذي وجهه الممثل والمخرج محمد الرخم رئيس مجلس إدارة مؤسسة يمن أرتس للفنون والتراث لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، والذي ناشدهم من خلاله بمساعدة الفتاة التي تتلقى العلاج حاليا في جمهورية مصر العربية. وهي ابنة الأستاذ خالد التوي.
* وكان للمبدعين والأدباء نصيباً أكبر في اهتمامات بن دغر الإنسانية، حيث سارع موجهاً بصرف مساعدة عاجلة للأديب محمد القعود بعد عرض مكتبته للبيع بتاريخ الثامن من أبريل الفائت.
وذكرت المصادر حينها أن رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وجه بصرف مساعدة عاجلة لرئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصنعاء الشاعر محمد القعود عقب ساعات من عرض الأخير مكتبته للبيع جراء تدهور الأوضاع المعيشية في البلد .
وأكد رئيس قطاع التلفزيون اليمني جميل عزالدين في تغريدة على صفحته الرسمية في تويتر أن بن دغر وجه بصرف مساعدة عاجلة للأديب محمد القعود بعد ساعتين من عرضه مكتبته الشخصية التي تحتوي على أكثر من 8 آلاف كتاب للبيع، من أجل الوفاء بديونه وتسديد إيجار شقته بصنعاء.
ومن يعرف الدكتور بن دغر عن قرب يدرك حجم الإنسانية والنُبل الذي يتصف به، ومدى ما يشعر به تجاه مواطنيه، والجهد الكبير الذي يبذله من أجل معالجة أي إشكالات تواجه المواطنين في مختلف المناطق المحررة.
وحين تجود الينابيع بفيض مائها العذب، لا تنتظر ممن يستقي منها ويروي ظمأه شكراً ولا امتنانا، وهكذا هو بن دغر، يجوظ ولا ينتظر من الآخرين شكراً وامتنانا، ليقينه أنه يقدم خدمة جليلة لمواطنين هو مسئول عنهم، ويالتالي لا يحتاج من أحد كلمة شكر، لكن الواجب والضمير يقولان أنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
شكراً بن دغر. ========================================
*المصدر: صحيفة الوطن الاتحادي
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً