شهدت الساحة اليمنية مؤخراً عدداً من الأحداث المتسارعة والهامة في بعض الملفات التي شكلت تحديات جديدة أمام الحكومة الشرعية الى جانب تحدياتها الراهنة، ومن هذه الأحداث كارثة تفشي فيروس "كورونا" بشكل كبير بالذات في مناطق سيطرة الحوثيين وطريقة تعامل الميليشيات الحوثية مع هذه الجائحة، وايضاً انعقاد " مؤتمر المانحين" الثلاثاء الماضي في العاصمة السعودية الرياض، والعامل المشترك بين هذه التطورات هي انها تمس المواطن اليمني بشكل مباشر، لذلك كان لابد للحكومة الشرعية برئاسة الدكتور معين عبد الملك، أن تقوم بمسؤولياتها في التعامل مع هذه المستجدات وإحاطة المواطن بما تم اتخاذه بشأنها وما سيتم مستقبلاً، بشفافية ووضوح.
قرارات هامة
ويوم الخميس الماضي، اجتماعاً موسعاً لمجلس الوزراء برئاسة الدكتور معين عبدالملك، لمعالجة عدد من هذه الملفات، وجهود الحكومة المبذولة للتعاطي معها وفق الأولويات الملحة، حسب توجيهات فخامة رئيس الجمهورية ، بما في ذلك مواجهة تفشي وباء كورونا وتبعات المنخفض المداري، وفي الإجتماع، أشاد مجلس الوزراء بالتنظيم والإعداد الجيد من قبل المملكة العربية السعودية لمؤتمر المانحين 2020م، بالشراكة مع الأمم المتحدة، ومساندتها السخية ودعمها للشعب اليمني، وجدد التأكيد على ضرورة تفعيل آليات التنسيق مع الأمم المتحدة لإيجاد خطة مشتركة، وتبني سياسات مناسبة، لتوظيف المنح والمساعدات بطريقة فعالة تخفف من معاناة الشعب اليمني وتضمن إيصال الإغاثة إلى مستحقيها، وضمان عدم نهبها أو مصادرتها من قبل مليشيات الحوثي.
تشكيل وحدة تنفيذية
كما أقر المجلس تشكيل وحدة تنفيذية برئاسة وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، وعضوية وكيلي وزارتي المالية والإدارة المحلية، للإشراف على صرف المبالغ المالية المخصصة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وتم تكليف وزارة الصحة العامة والسكان بإصدار قرار بتشكيل لجنة فنية من المختصين في الوزارة لتحديد احتياجات القطاع الصحي، والعمل على صرف تلك المبالغ لمواجهة فيروس كورونا وفقاً للاحتياج.
شكر الكوادر الصحية
وخلال الإجتماع، أشاد مجلس الوزراء بالجهود الفاعلة للكوادر الصحية العاملة التي تتقدم الصفوف في مواجهة وباء كورونا، مؤكداً أن الحكومة ستواصل دعمها لهم في تأدية واجبهم ورسالتهم وتوفير كل المستلزمات والوسائل والحوافز التي تساعدهم في هذه المهمة، وفي الوقت نفسه جدد استنكاره للرفض المستمر من قبل مليشيا الحوثي للنداءات المتكررة من أجل توحيد جهود مواجهة جائحة كورونا، والاستمرار في انتهاج تلك المليشيات لسياسة التكتم على تفشي الوباء في مناطق سيطرتها وإخضاع الطواقم الطبية للترهيب.
التغيرات المناخية
وفيما يتعلق بالمنخفض المداري، أكد مجلس الوزراء دعمه الكامل لجهود السلطات المحلية وغرف الطوارئ للتعاطي مع تبعات هذا المنخفض على محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وعدن ومأرب، بما في ذلك الحد من الخسائر البشرية وفتح الطرقات وتصريف مياه الأمطار وعمليات "الإصحاح البيئي" لمنع انتشار الأوبئة.
حديث صريح
وكان رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، قد أجرى حواراً مع قناة "العربية" عبر فيه بشفافية عن ما يختلج في صدور المواطنين من القضايا الساخنة مثل كورونا وإعادة الإعمار وإنهاء الإنقلاب الحوثي، وكاشف ابناء الشعب بحقيقة مايدور بخصوص هذه القضايا.
آلية الرقابة والتقييم
وعن مؤتمر "المانحين" قال الدكتور معين، بأن التحدي الأبرز أمام الحكومة هو كيفية وصول هذه المساعدات إلى المواطن اليمني اينما وجد، باعتبارها حكومة تهتم بكل اليمنيين، مشيراً الى وجود إشكالية في موضوع وصول المساعدات إلى من يستحقها في كل المناطق وبالذات في مناطق سيطرة الحوثيين، ولذلك دعت الحكومة الى مراجعة لآليات التقييم والشفافية والرقابة على ذلك، وتلافي الأخطاء التي ترافقت مع خطط الاستجابة الإنسانية خلال السنوات الماضية، خاصة وأن المبلغ قليل هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادية، ومن المهم أن تصل المساعدات إلى مستحقيها في كل المناطق.
حرف الجهود الاغاثية
بعض وكالات الأمم المتحدة تداري الميليشيات
وأكد الدكتور معين، خلال اللقاء التلفزيوني، أن الحكومة ستوجه مبلغ المانحين لصالح قطاعات الصحة والتعليم، واعترف بوجود إشكالية في أداء بعض وكالات الأمم المتحدة فيما يخص الرقابة والتقييم، قائلاً بأن بهذه الوكالات كانت تتبع سياسة "المداراة" مع الحوثيين، إضافة الى أن استخدام المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين آليات تخضع بشكل كبير لإرادة الحوثيين، مما يحرف كل جهود الإغاثة الإنسانية خارج أطرها ويتسبب في فقدان جزء كبير من هذه المساعدات ووصولها لمستحقيها، واضاف: " إن مسار السلام هو الذي سيحقق الخير لكل اليمنيين وهو الأقرب والأقل كلفة، وهو الذي سيحول المساعدات الانسانية الى مساعدات تنموية".
تقارير مروعة
الدكتور معينن، صرح خلال اللقاء بأن وباء كورونا "انفجر" في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، أشار الى حملة "ترويع ومعاملة لا إنسانية لأي مريض"، لذلك فالكثير من المرضى في صنعاء لا يتحدثون عن إصابتهم بالمرض. وتابع : " التقارير التي تصلنا من صنعاء مروعة، و التعامل مع أسر المصابين بجهل مع وباء كورونا في صنعاء سبب كارثة حقيقية، نحن نفكر الآن بشكل أكبر أن يكون هناك بروتوكول للعلاج في المنازل، هناك آليات أكثر انضباطاً في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة، ولدينا محافظات نموذجية في التعامل مثل حضرموت".
عملية السلام
وفيما يتعلق بمصير عملية السلام في اليمن، قال د. معين أن هناك تعاطي إيجابي من الحكومة وذلك بعد توجيهات من رئيس الجمهورية حول مقترحات تقدم بها مبعوث الأمين العام مارتن غريفيث، لكنه قال أنهم قوبلوا "بتعنت حوثي كبير" ضد مقترحات التهدئة، وأضاف : "كان الأساس إنسانياً أن يكون هناك تنسيق مشترك لعمل وطني لمواجهة كورونا، ووقف إطلاق النار الذي أعلن ثم جُدد ولم يكن هناك تجاوب من قبل الحوثيين في ذلك".
الوساطة الروسية
ورداً على سؤال المذيع حول صحة مزاعم تتحدث عن دور روسي للضغط على الحوثيين، قال رئيس الوزراء "لا حاجة لتعدد اللاعبين، هناك إجماع حول الملف السياسي في اليمن ومرجعيات متوافق عليها إقليمياً ودولياً، ولا حاجة لدور إقليمي خارج الإجماع، والقفز فوق هذه المرجعيات".
ووصف الدكتور معين المعركة ضد الانقلابيين بانها "معركة طويلة" وأنها " معركة كل اليمنيين" بغض النظر عن تقدم أو تراجع القوات الشرعية كيلو مترات هنا أو هناك، قائلاً : " نحن نتحدث عن معركة يحدث فيها دورات وإخفاقات وانتصارات، لكن هي معركة وهدف لكل يمني، عودة صنعاء إلى أحضان الشرعية، وعودة النظام والقانون إلى إطار نظام سياسي ناظم لكل القوى السياسية، ولا يمكن أن تبقى صنعاء مختطفة لدى الميليشيات كل هذه الفترة".
المصدر: الوطن نيوز
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً