منذ أن دشنت حربها على الجمهورية شرعت مليشيا الدمار الحوثية في تجنيد كل شيء دون مراعاة عرف أو التزام بقانون أو شرع.. ففي حين تجرم القوانين والأعراف الدولية تجنيد الأطفال وتعتبر ذلك انتهاكا جسيما لحقوق الطفولة وجريمة ضد الانسانية شرعت المليشيا الحوثية إلى اغتيال الطفولة بالزج بهم إلى محارق الموت وعلى ما يبدو فإن المليشيا وجدت في براءتهم وعقولهم الصافية النقية ضالتها فشرعت في تبني وسائل لاستقطابهم.
تجنيد العقول
خلال العام الماضي أقامت المليشيا الحوثية دورات طائفية فكرية من خلال إنشاء أكثر من 3 آلاف مركز صيفي في صنعاء ومختلف مناطق سيطرتها، لغرض الاستقطاب والتجنيد ودوما ما تحول الجماعة الموالية لإيران جدران المدارس إلى معارض تعلق عليها صور القتلى من عناصرها في سياق سعيها لتحريض الطلبة على الالتحاق بجبهات القتال.
رئيس مؤسسة تمكين المرأة اليمنية زعفران زايد، تحدثت -في ندوة نظمها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات عبر الاتصال المرئي، تحدثت عما يتعرض له الأطفال في مناطق سيطرة المليشيا من عنف جسدي وجنسي، مشيرة إلى أن المليشيا تستغل الأنشطة الصيفية لغسل أدمغة الأطفال من خلال محاضراتها الطائفية.
استغلال الظرف المعيشي
الناشطة السياسية الدكتورة وسام باسندوة من جهتها أشارت إلى أن مليشيا الحوثي تقوم باستمالة الأهالي ودفع الأموال لهم واستغلال حاجاتهم المادية، كما تقوم عبر الندوات التوجيهية بغسل أدمغة الأطفال وشحنها بالفكر الطائفي العنصري الاستعلائي وبأفكار الجهاد وأفكار القتال وإرسالهم إلى جبهات القتال بدلا من إرسالهم إلى المدارس.
استغلال كورونا
الخبيرة الألمانية في مجال مكافحة الإرهاب في ألمانيا يان سانت بيير، تطرقت إلى طرق استخدام الأطفال في الحروب من قبل الجماعات المتمردة أو الإرهابيين وأكدت أن الجماعة الحوثية استغلت أخيرا تفشي فيروس «كورونا» وقامت بإغلاق أكبر عدد من المدارس وشجعت الأطفال على الالتحاق بالجبهات.
استقطاب مستمر
في الأشهر الأخيرة كثفت المليشيا الحوثية من تحركات قادتها في أوساط المجتمعات المحلية سواء في صنعاء أو في غيرها من المحافظات لاستقطاب المزيد من المجندين وبخاصة من صغار السن وطلبة المدارس، بحسب ما أفادت به مصادر حقوقية إذ بدأوا حملات منسّقة في الأحياء والتجمعات السكنية والقرى، لحض السكان على تقديم أبنائهم الصغار إلى معسكرات التجنيد باعتبار ذلك أفضل وسيلة مزعومة لحمايتهم من العدوى والابتعاد عن مصادر الخطر.
المليشيا الحوثية بدلا من أن تدعوا الأطفال والشباب إلى البقاء بمنازلهم للحفاظ على حياتهم وصحتهم من مخاطر (كورونا)، طالبتهم بإنقاذ أنفسهم وسرعة الالتحاق بجبهات القتال باعتبارها أماكن آمنة وخالية من الوباء وبعيدة عن المدن والمناطق المزدحمة.
دون علم أهاليهم
كثير من الأطفال وصغار السن يجري استدراجهم من قبل عناصر المليشيا دون علم ذويهم أثناء وجودهم في الشوارع أو المساجد أو الأسواق، بمن فيهم الأطفال تحت سن 15 عاما حسب قصص باتت معروفة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.
اختفاء الأطفال
مصادر محلية بمحافظات المحويت وحجة وذمار وإب أكدت بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن الفترة الأخيرة شهدت اختفاء العشرات من الأطفال اليمنيين، ما يرجح قيام المليشيا باستدراجهم إلى معسكرات التجنيد.
وأبلغ مواطنون في محافظتي إب وذمار قبل أشهر قليلة عن اختفاء العشرات من الأطفال تحت سن الثامنة عشرة، حيث خرجوا من منازلهم ولم يعودوا إليها، وهي ذات الواقعة التي تحدث عنها ناشطون في محافظتي حجة والمحويت.
مصادر حقوقية بصنعاء كشفت عن تفشي ظاهرة اختطاف الأطفال في مناطق سيطرة المليشيا خصوصا في العاصمة ومحافظات: إب وعمران وحجة والمحويت وذمار مؤكدة أن الظاهرة أصبحت يومية وتتراوح بين 3 إلى 6 أطفال وغالباً ما يكون الاختفاء بين أوقات الظهيرة والمغرب، حيث يخرج بعضهم من المنزل ثم لا يعودون بعدها.
الدكتورة وسام باسندوة أشارت إلى أيديولوجيا ترسيخ الطائفية ونظرية الاصطفاء العرقي من قبل مليشيا الحوثي، موضحة أن أعداد المجندين من الأطفال في صفوف الميليشيا الحوثية يصل إلى أكثر من 30 ألف طفل تحت سن 15 سنة.
جرائم ضد الانسانية بحق الطفولة
المحامية الأميركية في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي إيرينا تسوكرمان، شددت على ضرورة أن تلعب المنظمات والمؤسسات الدولية دوراً كبيراً في وقف ظاهرة تجنيد الأطفال لدى المليشيا الحوثية وإيصال انتهاكاتها وجرائمها بحق الطفولة إلى المحاكم الدولية.
ونبهت الناشطة اليمنية الحقوقية الدكتورة أروى الخطابي، من جهتها، على أهمية قيام الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بالطفولة، بممارسة الضغط على المليشيا الحوثية لإيقاف تجنيد الأطفال حتى لا يصحو المجتمع الدولي على كارثة كبيرة وهي تأسيس جيش عقائدي إرهابي لايختلف عن داعش والقاعدة، بحسب تعبيرها.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً