تحولت حياة مواطن يمني إلى مأساة إنسانية على يد ميليشيا الحوثي، التي واصلت فرض إتاوات على سكان صنعاء، لتحول الميسورين منهم إلى فقراء لا يجدون قوت يومهم.
المأساة التي عاشها المواطن اليمني "أسعد" تسطر فصلًا جديدًا في إرهاب الميليشيا للمدنيين لهثًا وراء المال بعد الهزائم المتلاحقة التي طالتها، وحالة الرفض الشعبي المتنامية ضدها.
ظل أسعد يعتمد على راتبه من عمله بالتدريس 10 سنوات بصنعاء، إلى أن فقد عمله بسبب ما عانته البلاد من فوضى فرضها الحوثيون، وسلبوا أموال البنك المركزي ليحرموا الموظفين من رواتبهم، ليضطر إلى فتح محل بسيط لبيع إكسسوارات ولوازم الهاتف الجوال، عوضًا عن فقده وظيفته.
دفع أسعد كل ما يملك وباع مصوغات زوجته، بل واستدان المال لتأسيس المحل، أملًا في أن يعيش مستورًا، وما إن كادت الأحوال تتحسن معه ويبدأ سداد ما عليه من ديون، حتى دهمت ميليشيا الحوثي محله، ليخيروه بين دفع الإتاوة (تحت ما يسمى المساهمة في المجهود الحربي)، أو مواجهة مصير مجهول، وبالفعل أخذوا ما يريدون من أموال المحل.
لم تترك الميليشيا "أسعد" إلا ودهمت محله بين حين وآخر، تطلب الأموال تحت مسميات زائفة؛ تارةً تزعم أنه مطالب بسداد ضرائب، وأخرى تدَّعي أنه مطالب بدفع زكاة، وبعد خمسة أشهر من الاضطهاد الحوثي باع أسعد محله، عقب تراكم الديون عليه، ليعمل في ورشة سمكرة.
وهكذا دمر الحوثيون حلم "أسعد" في الحياة الكريمة، كما يحاولون تدمير اليمن كله، فلم يعد "أسعد" سعيدًا، كما اليمن؛ إذ يتنظر شعبه -وتحديدًا أهالي صنعاء- التخلص من الحوثيين إلى غير رجعة.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً