الرئيسية - تحقيقات - المخترعة دينا المشهري في حوار خاص: مشروعنا ليس منتجًا تسويقيًا بل اختراعاً علمياً يعيد التوازن البيولوجي للبشرة
المخترعة دينا المشهري في حوار خاص: مشروعنا ليس منتجًا تسويقيًا بل اختراعاً علمياً يعيد التوازن البيولوجي للبشرة
الساعة 04:16 مساءاً (متابعات)
- لا نبحث عن موزّعين.. بل عن شركاء علميين يؤمنون برسالتنا

- "DINDADO" من كوريا إلى العالم العربي: ثورة في التجميل الحيوي تبدأ من الميكروبيوم الجلدي

- ببتيدات نادرة مستخلصة من قناديل البحر تعيد للبشرة ذكاءها الطبيعي: سر "جوهر ديندادو" يُكشف

- العلم في خدمة الجمال: ما الذي يجعل "DINDADO" مختلفًا عن صيحات التجميل السطحية؟

- من المختبر إلى الأسواق العالمية: "DINDADO" يشق طريقه إلى الخليج، ماليزيا، وأميركا

- التجميل النظيف يبدأ من الداخل: "جوهر ديندادو" يغيّر قواعد العناية بالبشرة

في زمنٍ يزدحم بالوعود التسويقية والمستحضرات البراقة، برز مشروع "جوهر ديندادو" ليُعيد الاعتبار للعلم كمرجعية أولى في العناية بالبشرة، ويؤسس لمفهوم جديد يُعرف بالتجميل الحيوي النظيف.. في معرض كوريا 2025، لم يكن تتويج "ديندادو" بالميدالية الذهبية وجائزة "أفيا" من الاتحاد الدولي للمخترعين مجرد لحظة فخر، بل تتويجًا لمسار علمي امتد لسنوات، جمع بين البحوث البيولوجية الدقيقة والتطبيقات الميدانية الواقعية.

وراء هذا الابتكار تقف الدكتورة دينا سيف المشهري، العالمة الكيمائية اليمنية المقيمة في كوريا الجنوبية، والتي نجحت في تحويل اكتشاف بيولوجي فريد - مستخلص من قناديل البحر - إلى نواة علاجية تعيد بناء البيئة الميكروبية للبشرة، وتفتح آفاقًا جديدة في فهم جذور مشاكل الجلد.

في هذا الحوار الصحافي.. تكشف "المشهري" عن تفاصيل المشروع، خصوصيته العلمية، أسرار التفاعل الدولي معه، خطط التوسع في الأسواق العربية، وشروطها في اختيار شركاء يشاركونها الشغف بالعلم والمسؤولية.. رحلة تبدأ من أعماق البحار ولا تقف عند حدود الجمال، بل تتخطاه إلى قيمة إنسانية وعلمية أعمق: احترام النظام البيئي للبشرة وإعادة الذكاء الطبيعي لخلاياها.

إليكم نص الحوار:

* بدايةً.. ماذا يمثل لكم الفوز بالميدالية الذهبية وجائزة "أفيا" من الاتحاد الدولي للمخترعين في معرض كوريا 2025؟

** هذا التتويج يمثل خلاصة مسار علمي طويل وجهد مستقل امتد على مدى سنوات. هو اعتراف دولي بمشروع متكامل انتقل من المختبر إلى الواقع، ولم يكن مجرد فكرة أو نموذج أولي. الجائزة منحت الابتكار مصداقية علمية قوية وفرصة حقيقية للتوسع التجاري، خاصة في أسواق تبحث عن حلول فعلية مبنية على العلم لا على وعود تسويقية جوفاء.

عزّز من حضور المشروع

* كيف تقيّمين التفاعل الدولي مع مشروعك "جوهر ديندادو" خلال فعاليات المعرض؟

** التفاعل العلمي الدولي مع "جوهر ديندادو" كان لافتًا ومميزًا، تلقى المشروع اهتمامًا كبيرًا من لجان التحكيم والوفود الأكاديمية، وجرى نقاشه على مستوى تقني عالٍ، باعتباره يمثل نقلة نوعية في التعامل مع البيئة الجلدية. كثيرون وصفوه بأنه أحد أبرز الابتكارات التي قد تفتح مرحلة جديدة في علوم العناية بالبشرة، لأنه يجمع بين تركيبة بيولوجية فريدة ونظام علاجي متكامل أثبت فعاليته ميدانيًا.. هذا التفاعل عزّز من حضور المشروع عالميًا، سواء على المستوى العلمي أو التجاري.

الابتكار البيولوجي

* ما الذي يميز "جوهر ديندادو" عن غيره من المشاريع؟ ولماذا اعتُمد كحالة دراسية مستقلة؟

** تميّز المشروع ينبع من كونه منظومة علمية مكتملة تجمع بين الابتكار البيولوجي والتطبيق الفعلي.. وهذا ما أهّله ليُعتمد كحالة دراسية مستقلة داخل برامج أكاديمية رفيعة.

أولًا: يعتمد على نواة بيولوجية فريدة مشتقة من نوع نادر من قناديل البحر، وهي مادة ببتيدية طبيعية تُسهم في استعادة التوازن الحيوي للميكروبيوم الجلدي وتحفيز الوظائف الحيوية للبشرة من الداخل.

ثانيًا: يعالج جوهر المشكلة الجلدية وليس فقط أعراضها، عبر آلية مزدوجة تشمل ترميم النظام البيولوجي الداخلي وتهيئة البشرة لامتصاص فعّال للعلاجات الموضعية.

ثالثًا: تم تطويره وفق أسس دقيقة ومعايير دولية صارمة، ما جعله مرجعًا أكاديميًا في تحويل الاكتشافات العلمية إلى حلول تطبيقية فعلية.

اعتماده كحالة دراسية لم يكن مجاملة، بل استند إلى كونه نموذجًا ناجحًا لتحويل المعرفة العلمية إلى منتج واقعي يتوافر في الأسواق دون المساس بعمقه البحثي أو موثوقيته.

منظومة الجلد الحيوية

* ما أبرز الخصائص الحيوية التي تميز "نواة جوهر ديندادو" عن غيرها من الحلول الجلدية المتوفرة؟

** النواة البيولوجية الخاصة بـ"جوهر ديندادو" تمثل تطورًا نوعيًا في مجال التجميل الحيوي، لأنها لا تقتصر على النتائج الشكلية، بل تدخل بعمق في منظومة الجلد الحيوية، وأبرز ما يميزها:

1- أصل ببتيدي طبيعي متوافق بيولوجيًا تحتوي على ببتيدات دقيقة تتفاعل بانسجام تام مع البشرة، ما يضمن توافقًا عاليًا دون آثار جانبية.

2- دعم ذكي للميكروبيوم الجلدي تعمل النواة على تغذية وتحفيز البكتيريا والفطريات النافعة التي تشكل الميكروبيوم، ما يعيد التوازن البيئي للبشرة من الداخل.

3- تحفيز طبيعي للتجدد الخلوي خلافًا للمنتجات التي تفرض تسريعًا اصطناعيًا، تقوم هذه التقنية بتنشيط الوظائف الحيوية الكامنة في الجلد بشكل طبيعي دون اضطرابات.

4- تهيئة البشرة لامتصاص أفضل للعلاجات من خلال إعادة تنظيم بيئة الجلد الداخلية، تصبح البشرة أكثر قدرة على التفاعل مع المكونات النشطة في المستحضرات الأخرى.

5- مفعول مزدوج: فوري ومستدام تظهر نتائج ملموسة منذ الاستخدام الأول، لكن الأهم أنها تُعيد بناء بنية الجلد من الداخل، ما يحقق تحسنًا جذريًا طويل الأمد.

6- فلسفة احترام النظام البيئي للجلد يلتزم "جوهر ديندادو" بمبدأ علمي واضح: لا إصلاح دون احترام للبنية الحيوية الأصلية للبشرة. وبالتالي، يعالج جذور الاختلال البيولوجي بدلًا من التغطية السطحية للأعراض.

التوازن الطبيعي للميكروبيوم

* كيف تعمل تقنيتكم الحيوية على إعادة بناء البيئة الميكروبية للبشرة؟ وما مدى استدامة هذا التأثير؟

** التقنية تعتمد على آلية بيولوجية دقيقة تهدف إلى استعادة التوازن الطبيعي للميكروبيوم الجلدي عبر تغذية انتقائية للبكتيريا والفطريات النافعة، باستخدام ببتيدات مستخلصة من قناديل البحر، ولا يتم إدخال كائنات خارجية، بل يجري تحفيز الآليات الذاتية للبشرة لتعيد بناء بيئتها الحيوية من الداخل، من خلال تحسين البيئة الحاضنة وتعديل الحموضة (pH) لتهيئة الظروف المثلى لنمو واستقرار الكائنات المفيدة، والأهم أن التأثير ليس مؤقتًا؛ بل يؤدي إلى تكوين طبقة دفاع بيولوجي مستدامة، تمنع الانتكاسات وتقاوم الالتهابات، وهذه الاستدامة نابعة من الطبيعة نفسها، لأن النظام البيولوجي يعيد تفعيل قدرات الجلد دون حاجة دائمة للتدخل الخارجي، ما لم تتعرض البشرة مجددًا لعوامل مدمرة.

الاختبارات المخبرية والميدانية

* هل هناك دراسات سريرية أو بيانات علمية موثّقة تثبت فعالية منتجكم على المدى الطويل؟

** نعم.. مشروع "جوهر ديندادو" يرتكز على قاعدة علمية صلبة، مدعومة بسلسلة من الدراسات والاختبارات المخبرية والميدانية التي تثبت فعاليته الحيوية واستدامة نتائجه على البشرة، ففي الاختبارات المخبرية، لاحظنا تحفيزًا ملحوظًا لنمو البكتيريا النافعة، مع تثبيط للميكروبات الضارة، إلى جانب تعزيز إنتاج مكونات حيوية للبشرة، مثل السيراميدات والببتيدات المضادة للميكروبات.

كما أُجريت دراسة شبه سريرية (Pilot Study) استمرت لمدة 8 أسابيع على مجموعة متخصصة من المستخدمين، وأسفرت عن نتائج إيجابية لدى أكثر من 87%، شملت تحسينًا في توازن الميكروبيوم، وانخفاضًا في تفاعلات الحساسية، وزيادة في امتصاص البشرة للعناصر النشطة بنسبة وصلت إلى 40%، أما الاختبارات الميدانية، فقد تم توزيع المنتج على مستخدمين من بيئات ومناخات مختلفة، وأثبتت التجارب توافق المنتج وفعاليته في ظروف متعددة، مما يبرهن على قوته واستقراره في مواجهة التحديات اليومية المتغيرة.

أثبت "ديندادو" جدارته كمنتج

* ما رؤيتكم لتوسيع مشروع "جوهر ديندادو" في العالم العربي؟ وما الأسواق المستهدفة أولًا؟

** مشروع "جوهر ديندادو" ليس مجرد منتج تجميلي، بل مبادرة علمية عالمية تعيد تعريف العناية بالبشرة بالاستناد إلى الابتكار البيولوجي واحترام الخصوصيات البيئية والثقافية لكل سوق، وبدأنا من كوريا الجنوبية، التي تُعد من أكثر الأسواق تطورًا في عالم التجميل، حيث أثبت "ديندادو" جدارته كمنتج علمي يحقق نتائج ملموسة عبر دعم الميكروبيوم الجلدي بكفاءة.

الأسواق التالية المستهدفة تشمل ماليزيا، إندونيسيا، والولايات المتحدة، لما تتمتع به من وعي عالٍ بالابتكار والتجميل المستدام، أما السوق العربي، خاصة في الخليج، مصر وبلاد الشام، فهو سوق نعتبره امتدادًا لهويتنا، ويحظى بمكانة خاصة، خصوصًا أن المستهلك العربي يقدّر المنتجات الكورية الأصلية ذات السمعة العلمية.. لكننا ندرك بمرارة أن كثيرًا من ما يُسوّق على أنه "كوري" هو في الحقيقة نسخ منخفضة الجودة تُنتج بطرق تجارية لا تراعي المواصفات الأصلية.

نحن في "جوهر ديندادو" نرفض هذا الواقع، ونصرّ على تقديم منتج أصيل، نشارف على كل تفاصيل إنتاجه يدًا بيد مع المختبرات والمصانع الكورية.. لذا فإن دخولنا إلى السوق العربي ليس فقط خطة تسويق، بل رسالة علمية وأخلاقية نعتز بحملها، ونؤمن أن السوق العربي يستحق منتجًا يعكس جوهر الابتكار الحقيقي، لا مجرد صورة تجارية.

شغف حقيقي بالعلم والابتكار

* ما الشروط التي ترونها ضرورية في المستثمر أو الشريك العربي لتفعيل هذه الشراكة العلمية؟

** في "ديندادو"، لا نبحث عن شريك تقليدي، بل عن رؤية مشتركة وشغف حقيقي بالعلم والابتكار، ونحن نُقدّر المستثمر الذي يدرك عمق المشروع ويحترم طبيعته العلمية، وليس فقط أرباحه التجارية، وأهم شروطنا:

- احترام الجانب العلمي والبيولوجي للمشروع. - التزام صارم بالشفافية في كل مراحل التسويق والتوزيع.

- الإيمان بديندادو كابتكار علمي أصيل، لا كعلامة تجارية تجميلية عابرة.

- الشراكة طويلة الأمد القائمة على القيم والرسالة، لا على الربح السريع.

- القدرة على تحمّل المسؤولية الأخلاقية والبيئية، والعمل كشريك تطوير لا كمجرد موزّع.

- نفضّل المستثمرين الاستراتيجيين المحترفين القادرين على تفعيل الشراكة علميًا وسوقيًا، ونقدّر الطموح، لكننا لا نراهن اليوم إلا على الجادّين الحقيقيين في الميدان.

مسؤولية علمية

* كيف يمكن لمشروعكم إحداث نقلة نوعية في صناعة التجميل الحيوي العربي؟

** مشروع "جوهر ديندادو" يُمثل نقلة نوعية حقيقية في مفهوم العناية بالبشرة، لأنه لا يعيد تدوير منتجات موجودة، بل يقدّم اختراعات أصلية طُورت من عمق البحث البيولوجي، وتم اختبارها ميدانيًا، ونحن نطمح إلى:

- ترسيخ مفهوم التجميل الحيوي النظيف (Clean Biocosmetics) القائم على تركيبات علمية دقيقة تحترم البشرة والبيئة.

- تقديم نموذج عمل أخلاقي يعيد الاعتبار للعناية كمسؤولية علمية لا كفرصة تجارية.

- تحرير السوق العربي من التبعية لعلامات لا تراعي طبيعة واحتياجات البشرة العربية.

- إطلاق مرجعية عربية فاخرة ومبتكرة، تنافس عالميًا بمحتواها العلمي لا فقط بهويتها الشكلية.

- نؤمن أن التغيير الحقيقي لا يبدأ من عبوة جذابة، بل من لحظة تلتقي فيها المخبر بالضمير، وهذا هو جوهر "ديندادو".

مصادر بحرية طبيعية

* اخترتم عبارة "من أعماق البحار إلى قمم الابتكار" شعارًا لرحلتكم.. ماذا تمثّل هذه العبارة لكم؟

** هذه العبارة ليست مجرد شعار دعائي، بل تلخيص روحي وعلمي لمسارنا:

- من أعماق البحار: لأننا انطلقنا من مصادر بحرية طبيعية، نقية، قبل أن تُشوّهها الصناعات التجارية السطحية.

- إلى قمم الابتكار: لأننا حوّلنا هذه المواد إلى منتج يكرّم العلم، ويُحدث فرقًا حقيقيًا في عالم العناية بالبشرة.. إنها باختصار رحلة من العمق إلى القيمة، ومن المادة الخام إلى رسالة خالدة، وهذا ما نطمح لتوصيله في كل قطرة من "جوهر ديندادو".

نظام بيولوجي متكامل

* كيف ترين العلاقة بين الاكتشافات البيولوجية والتطبيقات التجميلية في تشكيل مستقبل العناية بالبشرة؟

** أعتقد أن مستقبل العناية بالبشرة يُصاغ في المختبر لا في السوق.. فكلما تعمق فهمنا للميكروبيوم، والجينات، وآلياتها الحيوية، وتمكّنا من تحليل التفاعلات الكيميائية داخل التركيبات، أصبحنا قادرين على تقديم حلول تُخاطب بنية البشرة من الداخل، لا مجرد أعراضها الظاهرة، في "ديندادو"، ننطلق من فرضية علمية، نختبرها في المختبر، ثم نحوّلها إلى منتج يمثّل أداة تغيير حقيقي، ونؤمن أن الجمال نظام بيولوجي متكامل، وأن ثورة التجميل القادمة ستكون قائمة على الأدلة العلمية لا على الادعاءات التسويقية.

حلولًا تستند إلى أبحاث

* هل تُعدّ "ديندادو" مجرد علامة تجارية أم منصة علمية ذات رسالة؟

** "ديندادو" ليست مجرد اسم على عبوة؛ بل منصة علمية ناطقة بالعربية، تحمل شغفًا، ووعيًا، ورسالة.. وُلدت من علم البيولوجيا التجديدية، ومن إيمان عميق بأن العناية بالبشرة تبدأ من جذورها البيولوجية، لا من سطحها.. نحن لا نصنع مستحضرات تجميل، بل نبتكر حلولًا تستند إلى أبحاث دقيقة، تُعيد للبشرة ذكاءها الفطري وتحررها من الاستهلاك السطحي.. حتى اسم "ديندادو" يحمل رمزية: ("DIN" تشير إلى الإيمان والعطاء واسم المؤسِسة، و"DADO" ترمز إلى وحدات البناء وحجر النرد، حيث نصوغ المستقبل بثقة وابتكار، باختصار، ديندادو ليست علامة.. بل رؤية.

صقل الذات والفكرة معًا

* أنتم تقيمون في كوريا الجنوبية.. كيف ساهم هذا المحيط العلمي في صقل تجربتكم الابتكارية؟

** كوريا لم تكن مجرد بيئة علمية متقدمة، بل كانت مساحة زمنية نقية لصقل الذات والفكرة معًا.. انضباطها، احترامها للوقت، وشغفها بالمعرفة، شكّلت بيئة مثالية أعيش فيها رسالتي لا أُستهلك في تفاصيل يومية.. وسط أمة تقرأ وتخطط وتنتج بلا كلل، أدركت أن الابتكار لا يُولد من الفوضى، بل من السكون المنضبط، ومن هذا النسيج، خرجت "ديندادو".

جائزة أفضل مشروع

* كيف تقيّمين تطوّر مشاريعك من كيمياء الكبد إلى علم التجميل الحيوي؟

** رحلتي لم تبدأ من كيمياء الكبد كما يُشاع، بل من مشروع تخرّج في كلية العلوم التطبيقية بجامعة تعز.. حينها، أجريت تحليلاً علميًا لبعض مستحضرات التجميل المتوفرة في السوق، وكشفت عن مكوّنات ضارة.. قدمت بديلًا طبيعيًا متكاملًا، فاز بجائزة أفضل مشروع عام 2012.. عرضت المشروع في ورشة علمية كبرى بحضور صناع قرار أكاديميين وصناعيين، ومن هنا بدأت رحلتي كمطوّرة في شركة "المتنوعة" لهائل سعيد أنعم.

لاحقًا، فزت بجائزة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2013، واستخدمت التمويل لتأسيس مصنع صغير. لكن صعوبات لوجستية، وتأخر وصول المعدات، ثم اندلاع الحرب، حالت دون اكتمال التجربة، وذهبت إلى كوريا لأول مرة للمشاركة في معرض اختراعات، وفزت بميدالية ذهبية وجائزة من الاتحاد الألماني للمخترعين.

وفي 2015، وخلال زيارتي الثانية إلى كوريا بابتكار جديد حول الأنسولين، صُدمت برؤية نسخة مقلدة من أحد منتجاتي في السوق الكوري - نفس التركيبة، وحتى نفس العبوة التي كنت أرفضها لعدم جاذبيتها!.. لكن التحليل أثبت أن الجودة لم تكن مماثلة؛ وهو ما أعاد ترسيخ قناعتي بأن "الروح الكيميائية" هي ما يميّز الابتكار الحقيقي، ومنذ تلك اللحظة، توسعت إلى كيمياء الكبد، ثم الدهون، فالكشف البيولوجي، واليوم إلى مشروع "جوهر ديندادو" الذي يمثّل انطلاقة جديدة في التجميل الحيوي.

سنوات من الأبحاث

* ما أبرز التحديات التي واجهتكم في تطوير "جوهر ديندادو" حتى أصبح جاهزًا للطرح التجاري؟

** التحديات بدأت من المختبر، لا من السوق. دراسة توازن المايكروبيوم الجلدي، ومعرفة علاقته بالتوتر والتلوث والمستحضرات الصناعية، تطلّبت سنوات من الأبحاث الذاتية الدقيقة.. ثم جاءت معضلة تأمين المواد الخام بمعايير كيميائية صارمة تُحافظ على النقاء والفعالية دون المساس بالأمان البيولوجي.. أما التحدي التجاري، فكان كيف نُقدّم هذا العمق العلمي في منتج جذّاب، ضمن سوق سريع الإيقاع وميّال للمظهر لا الجوهر.. وللحد من المخاطرة، استخدمت تغليفًا ومسميات مألوفة، دون المساس بجوهر المنتج، ورغم كل شيء، نجحت "جوهر ديندادو" في تقديم مقاربة علمية شمولية للجمال، ترتكز على بيولوجيا الميكروبيوم، وتُجسّد أول منتج تجميلي كوري برؤية علمية وروح عربية.

عدسات عيون طبية

* ما المشاريع الجديدة التي تعملين عليها حاليًا؟

** أعمل على تطوير خط متكامل للعناية بالشعر، يركّز على مايكروبيوم فروة الرأس، وعلاقته بالمناعة وصحة البصيلات، من خلال تركيبات نباتية مُخمّرة تضمن التوازن والامتصاص الفعّال.. كما أعمل على مشروع عدسات عيون طبية وتجميلية، وقد قطعنا فيه خطوات متقدمة، لكنه مؤجل مؤقتًا لإعطاء الأولوية لمشروع البشرة، وهناك أيضًا خط جديد للعطور، استكمالاً لفلسفة "ديندادو" التي ترى الجمال منظومة متكاملة تبدأ من الداخل.

مركز أبحاث مستقل

*وهل هناك نية لتأسيس مركز أبحاث يحمل اسم "ديندادو كور"؟

** بالتأكيد.. نعمل على إنشاء مركز أبحاث مستقل باسم (Dindado Research Hub)، يضم محورين:

1- تطوير داخلي (Dindado Core): يُغذي منتجاتنا بأبحاث مستمرة في الميكروبيوم، الكيمياء الحيوية، والتجميل الجزيئي.

2- توسّع مجتمعي: نطمح إلى احتضان الباحثين الشباب، خصوصًا من اليمن، الذين نرى فيهم طاقات مذهلة رغم ضعف الموارد، نريد توفير كيان قانوني دولي يمنحهم أدوات البحث والتسويق، ويحميهم من الاستنزاف النفسي والعلمي.

الابتكار يبدأ في الذهن

* كيف يمكن للشباب العربي تحويل أفكارهم إلى ابتكارات عالمية؟

** الابتكار لا يبدأ في المصنع بل في الذهن.. للشباب العربي أقول: فكّر تطبيقيًا، وجرّب بأدواتك البسيطة.. تقبّل الفشل كجزء من التطوّر.. افهم حاجات المستخدم أولًا، ثم انطلق إلى الإبداع الحر.. احصل على دعم قانوني ومؤسسي يحميك.. تعلّم مهارات ريادة الأعمال والتسويق، فالاختراع وحده لا يكفي.. ما ينقص الابتكار العربي ليس الموهبة، بل النظام الداعم.

العلم لا يعترف بالهوية

* ما رسالتك للمرأة العربية الطامحة لدخول مجال الابتكار العلمي؟

** لا تنتظري الإذن من أحد.. ابدئي من حيث أنتِ، بما لديكِ.. اعملي على أساس علمي، واعملي بيديكِ.. العلم لا يعترف بالهوية، بل بالإصرار.. أنتِ قادرة على فتح أبواب أُغلقت طويلًا.. أعيدي تعريف العلم بلغتك، بطريقتك، واثبتي أن للمرأة العربية مكانًا في مستقبل الابتكار.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص