جرثومة المَلوية البَوابية جرثومة تصيب المعدة وتُعدُّ الإنتان الأكثر شيوعًا في العالم، ونُلاحظ شيوعها أكثر في البلدان النامية؛ إذ يتراوح شيوعها من 30.6% إلى 82% في دول شرق المتوسط، وقد تسببت هذه الجرثومة في بعض الالتهابات المَعدية ويمكن أن تسبب أمراضاً أكثر خطورة أيضًا؛ كالقرحات المَعدية وحتى سرطان المعدة؛ إذ تُدمِّر هذه الجرثومة بِطانة المعدة جاعلة إياها دون حماية أمام الحموض والإنزيمات المَعدية. ولا يعاني معظم المصابين بجرثومة المَلوية البوابية أيَّة أعراض أو علامات، ولا يزال سبب عدم ظهور الأعراض غير معروف، لكن يُعتقَد أن البعض يُولَدون بمقاومة زائدة للأعراض الضارة لجرثومة المَلوية البوابية؛ أي أنَّ كثيرًا منا قد يُصاب هذه الجرثومة في جسمه دون أن يدري! لكن كيف تنتقل هذه الجرثومة من شخص إلى آخر؟! تنتقل هذه الجرثومة إمَّا بالاتصال الفموي كالتقبيل، وإمَّا بالتشارك في الأواني والطعام مع شخص مصاب، وإمَّا بالتَّماس مع قيء أو براز الشخص المصاب، وإمَّا عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث بهذه الجرثومة. وتزداد عوامل خطورة الإصابة بالجرثومة في بعض الحالات مثل: العيش في الأماكن المزدحمة أو في الدول النامية أو في دولة لا تُؤمِّن مصادر مياه نظيفة أو حتى العيش مع شخص مصاب بهذه العدوى. وعند وجودها؛ يمكن للإصابة بعدوى هذه الجرثومة التظاهر بالعديد من الأعراض مثل: • حكة أو ألم حرقة في البطن. • ازدياد ألم البطن سوءًا إذا كانت معدة المريض فارغة. • غثيان. • فقدان الشهية. • تجشؤ متكرر. • انتفاخ البطن. • فقدان الوزن غير المقصود. لكن في حال وصلت الأعراض إلى وجود ألمٍ حادٍّ ومزمن في البطن أو براز أو قيء مُدمَّيين أو صعوبة بالبلع؛ يجب حينها التوجه إلى الطبيب مباشرة لإجراء الفحوص اللازمة. لكن كيف نستطيع حماية أنفسنا من الإصابة بهذه الجرثومة أو تقليل احتمالية الإصابة بها على الأقل؟ للوصول إلى ذلك علينا أن؛ نحافظ على غسل اليدين بعد قضاء الحاجة أو قبل التحضير للطعام، إضافة إلى الابتعاد عن الطعام والمياه غير الموثوقة المصدر وعدم تناول أي شيء لم يُطبَخ بعناية أو طعام مقدَّم من أشخاص غير نظيفين. كيف يجري الفحص لاختبار وجود عدوى بهذه الجرثومة؟ يُجرَى الفحص بالعديد من الطرق؛ منها: اختبار التنفس أو عينة البراز أو الدم أو خِزعة من بطانة المعدة بعد عملية تنظير عن طريق الفم. في حال وجود أحد الأعراض السابقة والتأكيد المخبري للإصابة بهذه الجرثومة يبدأ علاجها وفق الآتي: إعطاء المريض مضادات حيوية مدة تتراوح من 10 أيام وحتى أسبوعين، إضافة إلى أدوية أخرى تُقلل حموضة المعدة؛ مثل؛ مثبطات مضخة البروتون أو حاصرات مستقبِلات الهيستامين 2 أو غيرها؛ إذ يُثبط إفراز الحموض عن طريق مثبطات المضخة البروتونية أو قافلات مستقبِلات الهستامين 2 مما يساعد على شفاء بطانة المعدة من الالتهاب وقد تساعد المضادات الحيوية على أداء عملها تجاه جرثومة المَلوية البوابية داخل المعدة. ويكون العلاج التقليدي باستخدام نوعين من المضادات الحيوية مع أحد أدوية الحموضة وإعادة الاختبارات بعد 4 أسابيع على الأقل للتأكد من العلاج، أو تغييره إن لزم الأمر.