في الوقت الذي يشارك فيه رئيس الجمهورية اليمنية المشير الركن عبدربه منصور هادي في أعمال القمة العربية الطارئة بقصر الصفاء بمنطقة مكة المكرمة التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يشارك رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك في أعمال اجتماعات الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة للمستوطنات البشرية تحت شعار “الابتكار لتحسين مستوى المعيشة في المدن والمجتمعات” المنعقدة في العاصمة الكينية نيروبي خلال الفترة من 27 حتى 31 مايو الجاري والتي سيشارك فيها 3 آلاف شخصية حكومية ومختصة في مجال التنمية المستدامة، بينهم رؤساء دول وحكومات وممثلين عن القطاع الخاص، في صورة تظهر حقيقة حرص القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء على حضور الجمهورية اليمنية بشكل فاعل في المحافل الدولية والعربية.

استقبال وحفاوة لائقة

لقيت زيارة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك إلى العاصمة الكينية نيروبي، للمشاركة  في أعمال اجتماعات الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة للمستوطنات البشرية حفاوة واستقبال يليق بمعالي رئيس الوزراء والجمهورية اليمنية بشكل عام.

وقد كان في مقدمة مستقبلي رئيس الوزراء لدى وصوله الى مطار نيروبي الدولي، وزير السياحة الكيني نجيب بالعلاء، والقائم بأعمال السفارة اليمنية لدى نيروبي عبدالسلام العواضي.

وعلى هامش أعمال اجتماعات الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة للمستوطنات البشرية استقبل فخامة رئيس جمهورية كينيا اوهور كينياتا في مقر الامم المتحدة بالعاصمة نيروبي، دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك.

وفي القصر الرئاسي بالعاصمة نيروبي أيضا استقبل الرئيس الكيني الدكتور معين عبدالملك وفي اللقاء نقل رئيس الوزراء تحيات فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الى الرئيس الكيني، وحرصه على تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، وشكره للموقف الكيني الثابت والمستمر في دعم الشرعية اليمنية ورفض الانقلاب.

وأكد اللقاء الحرص المشترك على تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين والشعبين الصديقين.

بدورها استضافت الجمعية العامة لموئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في دورتها الأولى المنعقدة بالعاصمة الكينية نيروبي رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، كمتحدث شرفي في فعالية بعنوان “الترابط بين العمل الإنساني والسلام والتنمية والقدرة على الصمود في المدن العربية”.

من جانبه عبر رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، منوها بالمواقف الكينية الداعمة للشرعية اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.

حضور فاعل في فعاليات الأمم المتحدة

القى رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك كلمة في افتتاح فعاليات اجتماعات الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة للمستوطنات البشرية تحدث فيها عن التحديات التي تواجه المنطقة العربية وخاصة الدول التي تشهد صراعات وبينها اليمن وادت إلى تعطل الخدمات وتدمير البنية التحتية وتأثير ذلك على ملايين المدنيين وما نتج عنه من موجات نزوح كبيرة.

وعرض الدكتور معين عبدالملك رؤية الحكومة اليمنية للتعامل مع بناء المدن المتضررة ومعالجة الابعاد النفسية والاجتماعية جراء الدمار والحرب، وقال ” السؤال الذي يفرض نفسه هو هل نحن مستعدون وقادرون على التعامل مع هذا الوضع، واؤكد هنا ان ارادتنا قوية وماضون بدعم من الاشقاء والاصدقاء للتغلب على كل الاثار التي خلفتها حرب مليشيا الحوثي على الشعب اليمني منذ انقلابها على السلطة الشرعية”.

وفي خطوة تثبت جدية الحكومة اليمنية ورؤيتها لتحقيق التنمية الحضرية المنشودة والاحتياجات القائمة في الجوانب الاسكانية والخدمية والبنى التحتية، قال رئيس الوزراء ” ومع سعينا لتحقيق التنمية الحضرية، لكن لدينا في اليمن إرث حضاري عالمي تمتد جذوره إلى الاف السنين، وحريصون على الحفاظ عليه، وقد خصصنا بتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية 20 بالمائة من عائدات النفط للتنمية المحلية في المحافظات، والتي لديها اجندة حقيقية لتحديث مخططاتها الحضرية لتكون مواكبة للتطور”.

ولفت رئيس الوزراء عناية الحاضرين إلى ضرورة تثبيت الأمن قبل الاستثمار بقولة ” إننا نضع أيدينا على احد اهم أسباب الصراعات في العالم، فكما انه لا تنمية بدون أمن واستقرار فإنه لا استقرار بدون تنمية، ولذا وللوصول الى سلام شامل مستدام في اليمن فإنه لزاما علينا وعلى المجتمع الدولي الذي يعمل معنا لتحقيق السلام في اليمن بأن يدعم مسيرتنا لتحقيق التنمية وإطلاق عجلة إعادة الاعمار واستعادة التعافي الاقتصادي”.

وأكد ان الحكومة اليمنية تدرك ان هذا الواقع لا يمكن عكسه ولابد من التعامل معه وإيجاد الحلول المناسبة له، وقال “لذا نعمل على محاور أساسية تمكنا من إعادة اعمار اليمن وفقا لأسس سليمة وبما يضمن تحصين الحواضر المدنية من الازمات والصدمات المستقبلية، وهذه المحاور تتمثل في وضع سياسات حضرية وطنية”.

جهود وانجازات … اتفاقية تعاون

لم تكن زيارة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك إلى العاصمة الكينية نيروبي جوفاء وخاوية الوفاض فقد وقعت الجمهورية اليمنية على اتفاقية تعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)،  بحضور  رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ووكيلة الامين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لموئل ميمونة شريف.

ونص الاتفاق الذي وقعه عن جانب اليمن نائب وزير الأشغال العامة والطرق الدكتور محمد ثابت، ومدير المكتب الاقليمي للدول العربية في برنامج الموئل الدكتور عرفان علي، على انشاء مكتب الموئل في العاصمة المؤقتة عدن لإعداد إطار التعاون ما بين برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وحكومة الجمهورية اليمنية وتحديثه باستمرار من أجل تعزيز وإدارة كلاًّ من الأنشطة، والمشاريع والبرامج التي ينفذها البرنامج في الجمهورية اليمنية ككل أو في أي من محافظاتها ومدنها ولتشجيع تنفيذ الأنشطة في مجال التنمية الحضرية المتكاملة، والشمولية والمستدامة.

ويهدف البرنامج لتوفير الدعم اللازم لتطوير المدن المستدامة اجتماعيا وبيئيا ولدعم السلطات والمجتمعات المحلية على صعيد اعتماد آليات التنمية الحضرية الأكثر استدامة عبر اعتماد مجموعة واسعة من الأدوات والحلول المعيارية والفنية وغيرها من الخدمات الاستشارية ، والأنشطة والمشاريع الهادفة لمعالجة قضايا متعددة، كما ينص الاتفاق، على حشد التمويل، جنباً إلى جنب مع المكتب الاقليمي والمقر الرئيسي للبرنامج بالتعاون مع الشركاء لصياغة وتنفيذ النشاطات في الجمهورية اليمنية، وإنشاء شبكه تضم الجهات المانحة والحكومة اليمنية والمنظمات غير الحكومية لدعم عمليات تعبئة الموارد لتنفيذ المبادرات المتصلة بالتنمية الحضرية في اليمن.

وقد رحب رئيس الوزراء بفتح مكتب لبرنامج موئل في العاصمة المؤقتة عدن.. مؤكدا انه سيكون داعما لتنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم وتقديم كافة التسهيلات لإنجاح مهمة المكتب.. لافتا إلى ان اليمن بأمس الحاجة للخبرات التي يقدمها المكتب لتطوير البنية التحتية وعملية اعادة الاعمار والارتقاء بأداء الكادر الوطني.

• المصدر : الوطن نيوز