نفذت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، نزولا ميداني إلى منطقة حسنات وعدد من أحياء ومناطق مديريتي صالة وصبر الموادم بمحافظة تعز، للتحقيق ميدانياً في عدد من وقائع استهداف المدنيين والأعيان التاريخة والتعليمية. 

واستمع الفريق إلى عدد من الضحايا والشهود في وقائع متفرقة خصوصا في منطقة حسنات الجبلية التي يقطنها أكثر من 1400 أسرة من العمال والمزارعين وعاش أبنائها منذ العام 2015م مشاهد القصف الذي خلف ورائه أعداد كبيرة من الضحايا قتلى وجرحى. 

وقام الفريق بتقييم حجم المعاناة التي لم تتوقف عند حدود استهداف حياة المدنيين وسلامتهم وتدمير ممتلكاتهم الشخصية وحرمانهم من المأوى والغذاء، بل طالت تلك الانتهاكات الأعيان التاريخية وأماكن العبادة والمدارس في المنطقة. 

وتحققت اللجنة من وقائع تفجير 10 منازل، وحرمان ملاكها من حقهم في السكن إضافة إلى حالات من التهجير القسري تحت تهديد السلاح، ومعاينة آثار التدمير الذي لحق بالآثار التاريخية ودور العبادة منها مسجد الحرازي الذي يعود بناؤه إلى أكثر من 400 عام ويعد من الآثار التاريخية الدينية في تعز التي تعود لأيام الدولة الرسولية التي كانت بساتينها في مناطق ثعبات وحسنات. 

كما تمت معاينة بقايا آثار قبة الطفيلي التاريخية التي تعرضت للتفجير بالعبوات الناسفة والاستماع إلى شهود الحادثة، إضافة إلى تحويل المدرسة الوحيدة في المنطقة إلى ثكنة عسكرية وحرمان الطلاب من التعليم طيلة عامين دراسيين، كما تم جمع عدد من الشهادات والأدلة المصورة التي تبين مسئولية الأشخاص والجهات المرتكبة لتلك الانتهاكات. 

ويأتي هذا النشاط تواصلا من اللجنة الوطنية للتحقيق في النزول الميداني إلى المناطق المتضررة من الحرب ومعاينة آثار القصف والتدمير والتحقيق في الانتهاكات المخالفة لقواعد القانون الدولي الإنساني والتي طالت المدنيين في عدد كبير من المحافظات اليمنية.