بدأ وفدان قياديان رفيعان من حركتي حماس والجهاد الإسلامي زيارة للعاصمة المصرية القاهرة، يتخللها عقد “اجتماعات ثنائية” على مستوى المكتب السياسي، وأخرى مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، المشرف على رعاية عدة ملفات لها علاقة بالشأن الفلسطيني، من أبرزها ملفا المصالحة والتهدئة مع إسرائيل، والتي يجري الحديث في هذا الوقت عن تطويرها إلى “هدنة طويلة”.
وغادر أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس برئاسة إسماعيل هنية قطاع غزة ظهر الأحد من معبر رفح الحدودي، حيث سيلتحق بهم أعضاء المكتب السياسي المقيمون في الخارج، كما غادر القطاع وفد آخر من قيادات حركة الجهاد الإسلامي، حيث سيصل من الخارج أيضا أعضاء قيادة الحركة برئاسة الأمين العام زياد النخالة.
وعلمت “القدس العربي” أن اجتماعا مشتركا لقيادة الحركتين على مستوى المكتب السياسي سيعقد في العاصمة المصرية، على غرار اللقاء الذي عقد في شهر فبراير الماضي.
كذلك سيعقد قادة الحركتين بشكل منفرد ومشترك اجتماعات مع المسؤولين المصريين المشرفين على رعاية الملفات الفلسطينية.
وسيخصص جزء كبير من لقاءات وفد حركة حماس لملف الانتخابات الفلسطينية القادمة، بعد إعطاء الحركة موافقة على إجرائها وفق النظام النسبي الكامل، وأن تجري التشريعية منها قبل الرئاسية، خاصة وأن مصر تعد الوسيط الرئيس في ملف المصالحة.
كذلك ستبحث الحركتان وخاصة حماس في ملف “تطوير بنود التهدئة”، التي جرى التوصل إليها برعاية عدة أطراف من بينها مصر، قبل عدة أشهر، لتصبح “هدنة طويلة”، لا سيما في ضوء التطورات التي حصلت على الأرض خلال الأسبوعين الماضيين، اللذين أعقبا موجة تصعيد عسكري كبيرة، بعد اغتيال بهاء أبو العطا القيادي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي لـ”القدس العربي” إن وفد حركته لديه دورة اجتماعات للمكتب السياسي، وسيغادر من القاهرة للقيام بزيارة لعدة دول.
وكانت إسرائيل أعطت موافقة على تنفيذ مشاريع وردت في تفاهمات التهدئة السابقة، منها البدء بنصب المشفى الميداني الأمريكي، وكذلك إعطاء تسهيلات للصيادين، وأعلنت كذلك التزامها بتفاهمات التهدئة المبرمة عبر مصر، في وقت كشفت فيه عن مشاورات داخل الجيش لإقامة جزيرة عائمة أمام غزة، تستخدم كميناء ومطار، يربط القطاع بالعالم الخارجي.
في المقابل، لم تنظم على حدود غزة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، أي فعاليات لمسيرات العودة الشعبية، بناء على قرار من الهيئة الوطنية، التي بررت قرارها، لتفويت الفرصة على الاحتلال من ارتكاب أي حماقة ضد المتظاهرين.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن هناك مناقشات بين حركة حماس وإسرائيل بطريق غير مباشر من خلال الوسطاء نحو تهدئة واسعة.
ووفقا للصحيفة، فإنه وعلى الرغم من حديث الجيش الإسرائيلي عن “اتفاق طويل الأجل”، إلا أنه يشير إلى إمكانية أن تسوء الأمور، كما حدث عدة مرات من قبل.
يشار إلى أن هناك معلومات تفيد أيضا بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سينطلق بعد انتهاء اللقاءات في القاهرة، للقيام بجولة خارجية هي الأولى له منذ توليه منصبه قبل أكثر من عامين، بعد سماح السلطات المصرية له بالخروج من أراضيها لهذه الجولة، بعد أن اقتصرت زياراته السابقة على القاهرة فقط.
وفي حال خرج هنية من مصر في هذه الجولة، التي طالبت بها حماس مرات عدة، فإنها تعني تحسن مستوى العلاقات بشكل أكبر بين حماس ومصر، خاصة في ظل مواصلة الحركة الالتزام بالاتفاق المبرم مع القاهرة في عام 2017، بتأمين الحدود الفاصلة بين القطاع ومصر، ومنع عمليات التهريب والتسلل.
يشار إلى أن مصر سمحت قبل أشهر لقيادات من حماس بوزن أعضاء من المكتب السياسي بالخروج من مطارها إلى جولات خارجية، وآخرها السماح لعضوي المكتب خليل الحية وروحي مشتهى قبل أكثر من ثلاثة أسابيع بالخروج، حيث تواجدا في آخر ظهور لهما في العاصمة اللبنانية بيروت، ومن قبلهما خرج عدد من قادة الحركة ونوابها في زيارات مماثلة.
وكانت قيادة حركة حماس طلبت من المخابرات المصرية، الجهة التي تشرف على الملف الفلسطيني في مصر، السماح لهنية مرات عدة بالخروج في جولة دولية، دون أن تلقى ردا بالموافقة، حيث كان يتردد وقتها أن الرفض المصري للجولة نابع من عدم رضا القاهرة على زيارة هنية عواصم عربية وإسلامية على خلاف مع القاهرة.
وفي حال تمت جولة هنية، فإنها ستشمل بعد مصر دولا مثل تركيا وقطر ولبنان وإيران، ومن المحتمل أن يزور ماليزيا، ولا يعرف إن بقيت ترتيبات زيارته لروسيا قائمة أم لا، بناء على الدعوة السابقة التي تلقاها هنية من موسكو قبل أشهر.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً