منذ الخامس عشر من سبتمبر، أفادت وسائل إعلامية بأن قوات الحوثيين اعتقلت عبد الملك عوش وهو دكتور وناشط حقوقي معروف بالدفاع عن حقوق الإنسان، ومفقودا حتى الآن. لم يقدم الحوثيون لعائلة عوش أي معلومات عن مكان احتجازه او مصيره.
 
وأعتقلت مليشيا الحوثي، قبل 100 يوم عوش على مدخل صنعاء بعد عودته من خارج البلاد ونقلته إلى احد سجونها.. دون السماح لأهاليه بالوصول إليه .

وقدم أقارب عوش، طلبا للنائب العام بالكشف عن مصير ابنهم بعد إخفاءه عقب اعتقاله في نقطه أمنيه تابعه للمليشا على مدخل العاصمة في الخامس عشر من سبتمبر الماضي.

وقالت مصادر حقوقية، بأن مليشيا الحوثي أخفت عوش ولم تسمح لأقاربه بمعرفه مكان اعتقاله حتى اللحظه. 

وقدمت والده عوش نداء استغاثة لمنظمات حقوق الإنسان، لإنقاذ ابنها من الموت في سجون الميليشيات، والعمل بكل الوسائل الحقوقية والقانونية والإنسانية للكشف عن مصيره والإفراج عنه دون قيدٍ أو شرط.

ولا تزال والده عوش تعاني مرارة الفقد وغموض المصير وتقول : " أصبحنا نعيش حالة من القلق والخوف". ومساعيها من أجل الإفراج عن ولدها.

وسيطرت جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أواخر سبتمبر/أيلول 2014 على صنعاء ومدن يمنية أخرى، وبدأت بحملة اعتقالات شملت المئات من مناوئيها، بينهم سياسيون وصحفيون وناشطون.

وفي صنعاء وحدها، يقبع مئات المعتقلين السياسيين، بينهم عشرة صحفيين، وتتهم عائلاتهم جماعة الحوثي بإخفائهم ومنع الزيارة عنهم وتعريضهم للتعذيب.

وكشف تحالف يمني معني برصد انتهاكات حقوق الإنسان، عن آلاف التجاوزات التي خلفها الانقلاب الحوثي على اليمنيين خلال 4 سنوات.. خلال مشاركته في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية .

اعتقال وقتل وحكم بالإعدام

وأطلق التحالف اليمني لرصد الانتهاكات (رصد) التقرير العام الماضي للأوضاع الحقوقية بالبلاد خلال 4 سنوات.

وأعلن التحالف أن مليشيا الحوثي تصدرت قائمة الانتهاكات بقتل 9 آلاف و16 مدنياً، وإعاقة أكثر من 22 ألفا و187 آخرين، في مختلف المحافظات اليمنية.

وسجل التقرير اختطاف واعتقال واحتجاز 16 ألفاً و565 مدنياً بينهم 368 طفلا و98 امرأة و385 مسناً، بالإضافة إلى إخفاء قسري لـ3 آلاف و544 بينهم 64 طفلا.

وتصدرت محافظة صنعاء لائحة المدن اليمنية بانتهاكات الإخفاء القسري، وذلك بواقع 552 اختفاء قسريا، تليها محافظة الحديدة بواقع 536، فيما جاءت محافظة حجة ثالثة بواقع 487 اختفاء قسري

وتطرق التقرير إلى الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي ضد صحفيين وناشطين، حيث تم رصد 601 انتهاك، تنوعت بين القتل بواقع 37 حالة، والإصابات بواقع 71.

وتعرض 246 إعلاميا للاحتجاز والاختطاف، و44 آخرون للإخفاء القسري، و62 للتعذيب، فيما تعرضت ممتلكات 141 إعلاميا للاعتداء.

وأشار إلى أن جرائم التعذيب من قبل الميليشيات الحوثية للمختطفين تنوعت بين الضرب والصعق والحرمان من النوم ومنع الأكل والشرب وغيرها.

ولم تتوقف الانتهاكات الحوثية عند هذا الحد؛ بل قامت المليشيا بإحالة 10 صحفيين محتجزين لديها منذ أكثر من 3 أعوام إلى محكمة جزائية متخصصة بمحاكمة الإرهابيين في موقف قوبل بتنديد واسع من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.

وكشف التقرير عن اعتقال 4 آلاف و242 سياسياً، وإخفاء قسري لـ837 وتعذيب 233 والاعتداء على ممتلكات 961.