"أجنبي" يشارك في "تجمع غير قانوني"، هكذا وصفت طهران حادثة اعتقال السفير البريطاني روب ماكير أثناء وجوده في وقفة لتكريم ضحايا مأساة الطائرة الأوكرانية المنكوبة.
وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد أن بلاده أوقفت لفترة وجيزة السفير ماكير بعدما اشتبه بأنه أجنبي يشارك في "تجمع غير قانوني" وأُطلق سراحه بعد التعرف عليه.
وكتب عراقجي على تويتر "لم يتم احتجازه. أُوقف كأجنبي مجهول في تجمع غير قانوني " مشيرا إلى أنه أطلق سراحه بعد ربع ساعة من التعرف عليه".
وأشار إلى أنه "عندما أبلغتني الشرطة باعتقال رجل يدعي أنه من بريطانيا. قلت إن هذا أمر مستحيل! وبعد اتصال هاتفي معه تعرفت عليه، وكانت مفاجأة كبرى، إنه هو. وبعد 15 دقيقة تم إطلاق سراحه".
من جانبه نفى السفير ماكير الأحد مشاركته في أي تظاهرة ضد السلطات كما أفادت وسائل إعلام إيرانية.
وكتب ماكير على تويتر "يمكنني أن أؤكد أنني لم أشارك في أي تظاهرة".
وأضاف "لقد ذهبت إلى حدث قدم على أنه وقفة لتكريم ضحايا مأساة طائرة الرحلة بي إس 752" التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية التي أُسقطت قرب طهران الأربعاء بواسطة صاروخ إيراني.
وأقرت طهران السبت بمسؤوليتها عن هذه الكارثة التي أودت بحياة 176 شخصا وأثارت موجة تنديد في إيران، بعد نفي السلطات على مدى ثلاثة أيام لفرضية إصابة الطائرة بصاروخ التي طرحتها أوتاوا منذ مساء الأربعاء.
وكتب ماكير "من الطبيعي أن أكون أرغب بتكريم" الضحايا خصوصا أن بعضهم "بريطانيون".
وأكد في تغريدات باللغتين الإنكليزية والفارسية "غادرت مكان الوقفة بعد خمس دقائق من بدء البعض بإطلاق هتافات" ضد السلطات. وأشار إلى أنه اعتقل بعد نصف ساعة من مغادرته المكان.
ومساء السبت، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب اعتقال ماكير من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقال إن "اعتقال سفيرنا في طهران بدون مبرّر أو تفسير هو انتهاك صارخ للقانون الدولي".
وبحسب صحيفة ديلي ميل، اعتقل السفير للاشتباه بأنه "حرض" متظاهرين غاضبين حيال السلطات في طهران بعد الكارثة التي راح ضحيتها أيضاً عدد من الإيرانيين.
وليل السبت، أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية القريبة من المحافظين المتشددين، عن اعتقال السفير لبضع ساعات.
وبحسب الوكالة، تمّ استجوابه بشأن تورطه في "أعمال مشبوهة" أثناء تجمع أمام جامعة أمير كبير في طهران.
وفرقت الشرطة الإيرانية مساء السبت طلابا كانوا يهتفون بشعارات ضد نظام خامنئي أثناء تجمع تكريما لضحايا تحطم الطائرة، حيث أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس أن التجمع تحول إلى تظاهرة مناهضة للسلطات. وهتف الحشد بشعارات تندد بـ "الكاذبين" مطالبا بملاحقة المسؤولين عن المأساة والذين حاولوا التغطية على الحادث، وفق قولهم.
وخرجت تظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران، منذ أمس السبت، قبل أن تمتد إلى مدن أخرى من بينها أصفهان وذلك بعد أيام من إسقاط إيران طائرة أوكرانية بصاروخ بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران، الأربعاء.
وتداول مغردون، السبت، فيديو لطلبة إيرانيين أمام جامعة بهشتي في طهران، وهم يرددون شعارات "الحرس غير الكفؤ الذي قتل الشعب"، في إشارة إلى استهداف الحرس للطائرة الأوكرانية التي كانت تقل مواطنين إيرانيين.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً