تجاهل فلسطينيون في رام الله بالضفة الغربية اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب إطلاق خطته للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها، معتبرين أن أي خطة لن تنجح بدون الموافقة الفلسطينية.
وأعلن الرئيس ترامب الخميس أنّه يعتزم كشف خطّته للسلام في الشرق الأوسط قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الثلاثاء.
وقال ترامب لصحافيّين: “على الأرجح سننشرها قبل ذلك بقليل”.
وأضاف: “إنّها خطة ممتازة.. أرغب فعلاً بالتوصّل إلى اتّفاق” سلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين الذين لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع المقرّر بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، وسارعوا إلى تجديد رفضهم للخطة.
ونفى المتحدث الرسمي باسم الرئيس محمود عباس الجمعة، ان تكون الإدارة الأمريكية اتصلت بالقيادة الفلسطينية، وذلك ردا على ما قاله ترامب: “لقد تحدّثنا معهم بإيجاز”.
وفي رام الله المغلقة بسبب العطلة الأسبوعية، خيمت الأجواء الباردة والماطرة، وكان البعض حاملا سجادة الصلاة باتجاه المساجد.
لم يبد الكثيرون اهتماما بإعلان ترامب، لأن “كل خطة سياسية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن ان تنجح اذا لم يوافق عليها الفلسطينيون”، حسب قولهم.
يقول منذر ابو عواد (38 عاما) الذي كان متوجها لصلاة الظهر إن “ترامب رئيس مجنون وما اعلنه عن خطته هو لصالح اسرائيل وليس لصالحنا، نحن ننتظر صفقة لإطلاق سراح الاسرى وليس صفقة وخطة لضم أراض جديدة من اراضينا لصالح المستوطنين”.
في حين اعتبر محمد درويش (33 عاما) الذي يعمل كهربائيا ان “ما اعلنه ترامب ليس مستغربا لأننا نعيش اليوم احتلالا أمريكيا للعالم في اليمن وليبيا والعراق، واليوم تعتقد الإدارة الأمريكية اننا في فلسطين جزء من دولة الاحتلال”.
لكن بعض الفلسطينيين قالوا إنهم لم يسمعوا اعلان ترامب.
ودان شيخ مسجد جمال عبد الناصر في رام الله خطة ترامب للسلام.
اعلان لصالح إسرائيل
يقول ناصر نصار ( 57 عاما)، ويعمل سائق سيارة اجرة، إن “ترامب يعتبر نفسه رئيسا العالم وليس فقط رئيس الولايات المتحدة، والحقيقة انه يعمل لصالح اسرائيل”.
وأضاف أن “الفلسطينيين سيفشلون الخطة لكن القيادة اوصلتنا الى مرحلة الركض وراء لقمة العيش ونسينا كل القضايا المهمة”.
وقد ابدت القيادة الفلسطينية مرارا معارضتها خطة ترامب التي يطلق عليها تسمية “صفقة القرن”.
وحاولت إقامة دولة فلسطينية من خلال التوصل إلى اتفاق سلام مع اسرائيل عبر المفاوضات التي وصلت الى طريق مسدود.
وكانت اسرائيل احتلت الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية وقطاع غزة وأجزاء من هضبة الجولان السوري في الخامس من حزيران 1967 .
وضمت اسرائيل القدس الشرقية في خطوة لم تحظ باعتراف دولي، وشرعت ببناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية التي يسكنها أكثر من 630 ألف مستوطن فيما ترى الأمم المتحدة وغالبية المجتمع الدولي تلك المستوطنات غير قانونية.
وأظهرت إدارة ترامب دعما ثابتا لإسرائيل، ففي 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، مثيراً غضب الفلسطينيين. ويعدّ وضع هذه المدينة المقدسة أحد النقاط الأكثر تعقيداً في النزاع.
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ان بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات “غير متسقة مع القانون الدولي”.
ماذا سيكون الرد؟
قبل اعلان الخطة الثلاثاء، لا توجد معلومات دقيقة حول تفاصيلها.
كتب ترامب في تغريدة الخميس ان “التقارير حول تفاصيل وتوقيت خطة السلام التي نحتفظ بها بشكل سري تبقى مجرد تخمينات”.
لكن تسريبات اعلامية ذكرت أن الخطة ستعطي السيادة الكاملة لاسرائيل على مدينة القدس والاعتراف بالمستوطنات في الضفة الغربية.
ويبدي محللون سياسيون فلسطينيون واسرائيليون شكوكا ازاء امكانية تطبيقها.
تقول المحللة السياسية نور عودة: “اذا تأكدت التفاصيل المسربة سيكون من المستحيل على اي قيادي فلسطيني القبول بها”.
وتضيف متهكمة: “كأن ترامب يطلب من الفلسطينيين الانضمام الى حزب الليكود”.
ويأمل ترامب ان تنال الخطة دعما عربيا.
إلا أن المعلق السياسي في صحيفة “يديعوت احرنوت” ناحوم برنيع يقول “إن تفاصيل الخطة تجعل من تطبيقها امرا مستحيلا”.
وأضاف: “لا أحد من الزعماء العرب، مثل الامير السعودي محمد بن سلمان، والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيكون بمقدورهم تأييد الخطة بشكل علني”.
وتابع المعلق انه بعد اعلان الخطة يتوجب على الاجهزة الامنية الاسرائيلية القلق بشأن الردود الفلسطينية الشعبية عليها.
(أ ف ب)
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً