الرئيسية - محافظات وأقاليم - دورات ثقافية ومناهج طائفية .. وسائل حوثية لتطييف المجتمع اليمني (تقرير)
دورات ثقافية ومناهج طائفية .. وسائل حوثية لتطييف المجتمع اليمني (تقرير)
الساعة 12:20 صباحاً (الميناء نيوز- متابعات )

 

حرب أخرى غير مرئية أشد وطأة تشنها مليشيا الحوثي منذ انقلابها في 2014 على المجتمع اليمني بموازاة حربها العسكرية، إنها حرب المفاهيم والقيم والحرب على الهوية الوطنية ومحاولة تتويه أجيال اليمن في مناطق سيطرتها.
المتتبع لإستراتيجية مليشيا الحوثي في تطييف المجتمع يجد أن هنالك مسارين تنتهجهما أولاها المدارس وثانيهما المراكز الصيفية أو ما بات يعرف حاليا بالدورات الثقافية. 
منذ سيطرة المليشيا الحوثي على وزارة التربية والتعليم في صنعاء، شرعت في سحب جميع المناهج الدراسية لكل المراحل وقامت بطباعة مناهج تعليمية جديدة تتضمن دروسا تمجد رموز الجماعة التاريخية والدينية، وتنشر أفكارا تخدم توجهها الطائفي.
استبدال المعلمين 
 كانت تدرك المليشيا أن تغيير المناهج فقط لا يحقق هدفها لذا عمدت بعد تغيير المناهج الدراسية في كل المراحل التعليمية من الأساسي وصولا إلى الجامعة، عمدت إلى ممارسة عمليات إقصاء وفصل تعسفي لآلاف المعلمين والمعلمات واستبدالهم بعناصرها الضعيفة ثقافيا وتربويا لتحقيق استراتيجيتها.
استبدال النشيد الوطني 
المليشيا ومن أجل تطييف جيل المدارس انتهجت عدة أدوات، وتدرجت حتى وصلت إلى إحلال نص البيعة لزعيم المليشيا، وترديد الصرخة بشكل يومي في طابور الصباح بدل النشيد الوطني الذي يتم ترديده في الإذاعة المدرسية. 
تغيير أسماء المدارس
خطوات متسارعة تتخذها مليشيا الحوثي لتطييف المجتمع اليمني آخرها الإجراء الذي قامت به قبل أيام تمثل في إقرار تغيير أسماء مدارس بالعاصمة صنعاء.
بموجب تعميم صادر عن مكتب التربية والتعليم في صنعاء الخاضع لسيطرتها، تم استبدال أسماء 5 من كبريات المدارس في العاصمة صنعاء بأسماء لرموز طائفية أو مناسبات سياسية مرتبطة بالمليشيا.
تغيير اسماء تلك المدارس لم يكن الأول فقد سبق وأن قامت مليشيا الحوثي في وقت سابق بتغيير عدد من أسماء المدارس في صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، واستبدلتها بأسماء أو مناسبات مرتبطة بها.
فرض الملازم 
تدريس ملازم مؤسس المليشيا حسين بدر الدين الحوثي أصبح إلزاميا على طلاب المدارس والجامعات بل جعلت المليشيا الرسوب عقوبة تطال كل من يتغيب عن تلك المحاضرات. 
الملازم الحوثية عممت على المراكز الصيفية والمساجد وجميع الفعاليات والمناشط التعليمية، وأنشأت دورات تثقيفية كما تسميها لتدريس فكرهم وتمجيد رموزهم في كل المدن والأرياف الخاضعة لسيطرتهم.
مراكز طائفية 
في يونيو/حزيران 2019 أعلنت مليشيا الحوثي عبر وسائل إعلامها إنشاء ما يزيد على 2000 مركز صيفي في مناطق سيطرتها لاستيعاب 250 ألف طالب وطالبة.
لجانا صيفية شكلتها المليشيا على مستوى أحياء ومديريات صنعاء والمحافظات التي تقع تحت سيطرتها تستهدف الطلاب والشباب للانخراط في المراكز الصيفية ودعت الشباب والأطفال إلى التوجه إليها.
قيادات حوثية ألزمت مدراء المدارس الموالين لها ومكاتب التربية في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها فتح مراكز صيفية لاستقطاب الأطفال بهدف استدراجهم وغسل عقولهم، ثم الدفع بهم إلى الجبهات لتعويض خسائرهم المتوالية في عدد من الجبهات.
دورات ثقافية 
مؤخرا انتهجت المليشيا ما يسمى بالدورات الثقافية التي من خلالها تستدرج الشباب والأطفال وتزج بهم في معارك خاسرة وقد انتشرت قصص كثيرة تروي تفاصيل كيف تخدع مليشيا الدمار الأطفال والشباب بأن هناك دورة تثقيفية تستمر أيام فقط وسيحصل من يشارك فيها على مبلغ من المال بالإضافة إلى النزهة إذ تأخذهم خارج محافظاتهم وطبقا لتلك القصص المتكررة فإن المليشيا تزج بهم في المعارك بعد أن تبقيهم ليوم أو يومين في مقارها وأوكارها ولطالما عاد صورة من انخدع بتلك الدورات. 
بإشراف إيراني المخيمات الصيفية والدورات الثقافية في مناطق المليشيا تحولت إلى معسكرات مغلقة لاستقطاب الأطفال وتعبئتهم بالأفكار الإرهابية المتطرفة وتدريبهم على القتال. 
طمس الهوية
يؤكد مراقبون أن تلك الإجراءات هدفها تطييف المجتمع اليمني إذ هي إجراءات مستوردة من إيران لطمس هوية اليمنيين ، وإحداث قطيعة بين اليمنيين ورموزهم التاريخية والدينية.
يقول محللون: إن اليمن أصبح أمام كارثة كبرى إذ يعيش اليمنيون حقبة مظلمة تتسم بحالة من الارتداد عن قيم الجمهورية والمواطنة وحقوق الإنسان، والعودة إلى ماضي الإمامة بكل أوزارها وأثقالها بالإضافة إلى الخمينية المتعجرفة.
معركة صراع الهوية 
تثبت المليشيا الحوثية يوما بعد آخر أن خلافها مع اليمنيين أكبر من أن يكون خلافا سياسيا بل أعمق من ذلك، إذ هو مشروع طائفي يعمد إلى محاولة تسخير كل مقدرات اليمن وإرثه ومكتسباته لخدمة كيان سلالي قائم على مفاهيم عنصرية متخلفة على نقيض المشروع الوطني الجامع لكل اليمنيين، عوضاً عن كونه مشروعاً إيرانياً بامتياز.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص