الرئيسية - منوعات - اليمن.. عاصفة حب نادرة تكسر حاجزا اجتماعيا راسخا لقرون لهذا اليوم.
اليمن.. عاصفة حب نادرة تكسر حاجزا اجتماعيا راسخا لقرون لهذا اليوم.
الساعة 12:21 مساءاً

تتحكم بالمجتمع اليمني عادات وتقاليد اجتماعية في التمييز العنصري راسخة منذ قرون، وأبرزها في رفض زواج "القبيلي" من "مهمشة"، أو ما يطلق عليهم "الأخدام"، والعكس.

لكن طاهر وفريدة، كسرا حاجز هذا التقليد الراسخ منذ قرون، وتوجا حبهما، أخيرا، بعقد نكاح شرعي، عقب ستة أعوام من قصة حب عاصفة، ظلا يكتمانها سراً خوفاً من نظرة المجتمع لهذا الزواج الذي تعتبره العادات "عيبا كبيرا".

فريدة عبده محمد أحمد المقرمي (22 عاماً)، وهي من فئة المهمشين، قالت إنها حرمت من التعليم ووالدها متوفٍ ويعولها شقيقها الأكبر من الأبوين عبده، يعمل بمهنة إسكافي، ورفضت عدداً من المتقدمين لطلب يدها للزواج من أبناء جلدتها، بعد أن أحبت طاهر وبادلها نفس الشعور.

وعن نظرة المجتمع لها قالت فريدة، "إنها لا تعير هذا الموضوع أي اهتمام مهما يقول الناس عنا"، وعبرت عن ثقتها بأنه لن يتخلى عنها بعد أن كسرا حاجز الخوف والتهميش.. مؤكدة أن أهله عندما علموا بنيته الزواج بها اتهموه بالجنون وتخلوا عنه.

ويحكي زوجها، طاهر عبده أحمد (35 عاما) خريج دبلوم حاسوب، عن قصة ارتباطه بمهمشة، ورفض الأمناء الشرعيين كتابة عقد الزواج.. وقال: "انتظرت فترة من الزمن وخطبتها منذ ستة أشهر وترددت على أربعة أمناء شرعيين بالمنطقة لكتابة العقد فرفضوا العقد الشرعي بحجة التفرقة العنصرية فالزوج قبيلي والزوجة مهمشة".

وأضاف: "اليوم أشعر بالسعادة بكتب الكتاب وستكون الوليمة بأقرب وقت بعد تجهيز المهر المتفق مع أهلها".

ويؤمن طاهر بأنه لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى، وعندما "تعرفت عليها وجدتها تبادلني الحب وصبرت 6 سنوات، حتى تكلل بالزواج ولم تبق إلا الوليمة والإشهار".

طاهر بدا سعيدا وواثق من أسرة فريدة واصفا إياهم بالناس الطيبين وأخلاقهم عالية أما كلام الناس، فقال لا يهم ما سيقولون فقد ارتبط بفريدة عن حب لا يمكن وصفه إلا بحب فوق السحاب.

وحرر القاضي خالد علي عبدالله بن غازي، عقد النكاح الشرعي بين فريدة وطاهر، في مقر منظمة إنترسوس العالمية بمديرية التربة محافظة تعز وسط اليمن (حيث يقيم العروسان)، بحضور عدد من الشهود.

وذكر محامي المنظمة، عادل الحمداني أنه" يوجد تفرقة عنصرية في #المجتمع_اليمني وقد حاول الشابان عدة محاولات لإجراء العقد فرفض الأمناء الشرعيين في المنطقة، بسبب أن الزوج قبيلي والزوجة مهمشة وهذه تفرقة يمقتها الشرع والدين الإسلامي، ويجب القضاء على هذه الظاهرة، وقد سعينا للتوفيق بين الشابين من خلال إتمام عقد قران المذكورين لدى منظمة انترسوس".

وتعد قصة حب طاهر وفريدة من القصص النادرة في المجتمع اليمني، إلا أنها تثبت أن القضاء على التمييز العنصري الراسخ في البلاد منذ قرون ممكن، وليس كما يخشى كثيرون.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص