الرئيسية - محافظات وأقاليم - الحكومة الشرعية تجدد موقفها من دعوات السلام غير المشروط مع مليشيا الحوثي
الحكومة الشرعية تجدد موقفها من دعوات السلام غير المشروط مع مليشيا الحوثي
الساعة 12:32 صباحاً

مع اقتراب وصول جو بايدن إلى كرسي الرئاسة الأمريكية ، سارع محللون للقول بأن الإدارة الامريكية الجديدة ستضغط على الأطراف الداعمة الشرعية وعلى الشرعية نفسها وبذلك ستهرول الشرعية لعملية سلام غير مشروطة مع مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران. 

وانعكست تلك التحليلات إلى مواقف منحازة لمليشيا الحوثي وبدأت بعض الأصوات تتعالى متبنية هذا الرأي بما في ذلك أصواتا تعمل في دهاليز دبلوماسية دولية، معتقدين بذلك أنهم يشكلون ضغطا على الشرعية تمهيدا للسلام ليس من أجل سلام اليمنيين أنفسهم وإنما تماشيا مع السياسة الجديدة التي ستسلكها الإدارة الأمريكية من مطلع العام المقبل برئاسة جو بايدن.

وبالنظر إلى عدد المبادرات والاتفاقيات التي تفاعلت معها الشرعية والتنازلات التي قدمتها على امتداد السنوات الخمس الماضية، من أجل سلام يشمل اليمنيين، فيظهر أن "موقف الضاغطين" على الشرعية يمشي خلف الطريق تماما التي يمكن أن تسير فيها عملية السلام.

وخلال السنتين الأخيرتين ، على سبيل المثال، يعيق الحوثيون تنفيذ اتفاق ستوكولهوم، كما لم يلتزموا بمبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن بشأن محافظة الحديدة ، بل إن المجتمع الدولي لم يتمكن من الحصول على موافقة من مليشيا الحوثي لصيانة خزان صافر المتهالك والذي ينذر بكارثة بيئية يقول خبراء أنها قد تمتد إلى أكثر من ثلاثين سنة للتعافي منها.

ومع كل ذلك، فقد أبدت الحكومة تفاعلها مع الإعلان المشترك، الذي يتبناه المبعوث الأممي وأفصح عنه عقب تنفيذ جزء من اتفاق ستوكولهوم، إطلاق عدد يسير من الأسرى والمختطفين.

مع ارتفاع أصوات الاتفاق مع الحوثي دون شروط ، بدت الشرعية تتخذ موقفها بوضوح من هذه الدعوات، مستندة على مبررات مقنعة تطرحها أمام المجتمع الدولي وكلها تدين مليشيا الحوثي، بحيث لا يتوفر عذر أمام أي إدارة لأي دولة لتجبر الشرعية على سياسة أمر واقع بسيادة منقوصة .

هذا ما أظهرته مؤسسات الشرعية على الأقل خلال هذا الأسبوع، وكان آخرها لقاء وزير الخارجية محمد الحضرمي، مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين لدى اليمن، يوم الخميس، حيث أكد وزير الخارجية حرص الحكومة على تحقيق السلام الدائم المبني على المرجعيات وبما يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومنع أي بذور لتوليد صراعات جديدة.. مشيرا الى أن الحكومة قدمت الكثير من التنازلات وتعاملت بكل ايجابية مع مبادرات المبعوث الاممي بما فيها مشروع "الاعلان المشترك".

واستدل وزير الخارجية بالعنف المتصاعد الذي يشنه الحوثيون على اليمنيين، كالهجمات المستمرة على محافظة مأرب، وقال إن تلك المحاولات تعكس حقيقة ميليشيا الحوثي الرافضة للسلام وأن على المجتمع الدولي معرفة حقيقة الوضع في تلك المحافظة التي رحبت وأوت وأمنت مئات الالاف من اليمنيين النازحين من الاضطهاد والعنف الحوثي.

وفي لقائه، أكد الحضرمي على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بمسئولياته للضغط على مليشيا الحوثي لإنهاء عرقلة معالجة خزان صافر كون الوضع لا يحتمل الانتظار.

أما وزير الإعلام في حكومة الشرعية، معمر الارياني فقد أوضح أن طريق إنهاء الحرب والمعاناة الانسانية في اليمن، يبدأ بوقف التدخلات الايرانية والضغط على مليشيا الحوثي للانخراط بجدية في مسار السلام المبني على المرجعيات الثلاث، والذي لن يتحقق إلا تحت الضغط السياسي والعسكري‏.

وفي تعقيبه على التقرير الذي نشره معهد بروكينغز، قال الارياني إن الحديث عن التسليم بمليشيا الحوثي كأمر واقع وإمكانية التعايش معها، يكشف عن جهل بتاريخها الدموي وفكرها وعقيدتها المبنية على القتل وممارستها الارهاب بحق المدنيين واضطهادها للأقليات وارتباطها العضوي بإيران، ويتجاهل مخاطر تسليم جغرافيا اليمن لإيران على الأمن والسلم في المنطقة والعالم‏.

وأكد وزير الإعلام بأن سنوات الحرب كشفت عن ضلوع ايران في تدبير وادارة الانقلاب الحوثي وتقديم الدعم المالي وشحنات الأسلحة وخبراء السياسة والاعلام والتصنيع الحربي بهدف احكام قبضتها على الجغرافيا اليمنية، وتحويلها إلى منطلق لاستهداف المملكة العربية السعودية وتهديد أمن الطاقة والممرات الدولية في باب المندب والبحر الاحمر‏.

وقال الإرياني بأن قيام «الأشقاء في المملكة العربية السعودية بدعم الحكومة والشعب اليمني في التصدي للمشروع التوسعي الايراني جاء تلبية للطلب الدستوري الذي قدمه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وهذا الدعم لا يقتصر على الجوانب العسكرية بل يشمل المجالات الانسانية والاغاثية والبناء والأعمار ودعم استقرار الاقتصاد ومنع انهيار العملة الوطنية»‏.

 

.المصدر: بصمة للاعلام

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص