الرئيسية - محافظات وأقاليم - «حسان».. سفر نضال لبطلٍ في الجيش لم تثنه الإصابات من خوض المعارك حتى استشهاده
«حسان».. سفر نضال لبطلٍ في الجيش لم تثنه الإصابات من خوض المعارك حتى استشهاده
الساعة 10:07 مساءاً (الميناء نيوز- متابعات)
نذر حياته وشبابه للوطن، لم تعد له قضية سوى التواجد في مواقع العزة والشرف على طول الجبهات القتالية في مديرية نهم، شرق محافظة صنعاء، وجبهات محافظة مأرب، ضد المليشيا الحوثية المتمردة، مقاتلاً صلباً، يتقدم الصفوف، ويقتحم المواقع ويعتلي الجبال الشاهقة، ويخترق الصحارى الممتدة. للجندي الشهيد (حسان حسين علي يعقوب) وبقوامه اليماني الأصيل، حكاية تفرض نفسها بأن تروى، كبطل لا ينتظر أن ينفض عنه غبار معركة، إلا ويتوجه إلى أخرى، كما أنه لا ينتظر شفاء من إصابة وما أكثرها، إلا وكان في مقدمة الصفوف.. يصفه رفقاء الميدان وندماء المترس، بأنه أسد هصور لا يتوقف ولم يعرف يوماً الخوف والتقاعس إلى قلبه سبيلاً. ينحدر حسان إلى إحدى عزل مديرية كحلان، محافظة حجة، إلا أنه تركها مع والده ليعيش في خضم المعارك البطولية، التي تركت آثارها على جسده كإصابات وشظايا وندوب، لتبقى، لكنها ليست دليلاً على نضاله منذ خمس سنوات أو تزيد فحسب، بل كونها سفر نضال لبطل جمهوري، لا يختلف عن الكبار كعلي عبدالمغني، والقشيبي والشدادي، وغيرهم من الأبطال، وهكذا هم شهداء وجرحى الجيش الوطني، ممن نذروا أنفسهم لوطنهم، فصدقوه، وصدقوا جمهوريتهم وقضيتهم المقدسة حتى النفس الأخير. شاب يافع، وجد ضالته في جبهات القتال، منازلاً المليشيا الحوثية المتمردة، ملتحقاً في صفوف الجيش الوطني، كجندي في اللواء 121 مشاة، أحد ألوية المنطقة العسكرية السابعة، مرابطاً في جبهات عدة، حتى سقوطه مؤخراً شهيداً، في جبهة صرواح، غربي محافظة مأرب. يقول زملاؤه لـ "سبتمبر نت" بأن البطل حسان شارك في أغلب المعارك المحورية في جبهة نهم، حيث كان له شرف المشاركة في تحرير جبل البياض الاستراتيجي، ما زالوا يتذكرون إصابته الأولى عند تحرير قرن نهم. ويضيفوا: أصيب أكثر من ثمانية مرات، إصابات خطيرة، شملت قدميه الاثنتين ويديه وعينه أيضاً، وكانت آخر إصابة قبل استشهاده بسبعة أشهر، وهي الإصابة التي قطعت أوتار يده اليمنى، بعد أن خضع لعملية جراحية فيها، فكان أول عمل له أن توجه إلى بندقيته ليرى هل باستطاعته استخدام السلاح أم لن يستطيع. يؤكد والده أن الشظايا تملأ معظم جسم ابنه حسان، الذي لم يتوان عن أداء واجبه، مشيراً إلى أنه شارك في ميمنة نهم وميسرتها والقلب، ليرابط مع كتيبته في جبل المنصاع والقتب، كما أن له صولات وجولات في جبهات مديرية صرواح غرب محافظة مأرب، وذلك في جبل الزبير والمشجح وهيلان. مآثر لن تنسى الشهيد حسان يعقوب يعشق المعارك، والجبهات التي ذرعها بخطواته الواثقة، فقد شارك كما أكد زملاؤه في جبهات أخرى وهي الجفرة وميمنة المنطقة العسكرية السابعة، وفي نجد العتق والمخدرة وفي مأهلية جنوب مأرب. وأفادوا أنه امتلك صفات قيادية، منها التضحية والشجاعة يجدونه أمامهم مقتحماً لمواقع العدو بدون تردد، كما أنه صاحب رأي ثاقب، يعمل على تنفيذه بلا تردد بعد أن يشاركه من يكون جانبه مهما كانت الظروف. وهو ما ذكره أحد زملائه الذي يصف إحدى المعارك التي شاركا فيها معاً في تبة البياض، بأنه ذات ليلة، كانت شديدة البرودة، تعرضوا لهجوم خاسر منى قبل المليشيا الحوثية، واستمرت المعركة لست ساعات حتى تقهقر العدو وفر هارباً تاركاً جرحى له، أسفل من حسان والأبطال الذين معه. ويضيف أن جرحى المليشيا أخذوا في الاستنجاد والصراخ من الألم، طلباً لإسعافهم، بعد أن تركتهم خلفها يئنون ولم تعمل على إنقاذهم، فما كان من البطل حسان إلى وأن أخذ أفراداً بعد أن قرر لإنقاذهم وأخذهم كأسرى والاستفادة منهم في أي عملية تبادل للأسرى كما حدث من كانوا معه. شهادة أخرى من زميل آخر أكد أن الشهيد حسان كان يقدم الآخرين على نفسه إلا في المعرك’ كان يقدم نفسه في شكل دائم.. مضيفاً، كان يسأل الآخرين عن أحوالهم ويتفقد أسر من هم في الجبهة، بل كان ينفق من ماله الخاص على أي شخص يعرف أنه بحاجة ماسة للمال. وداع قائد ويؤكد بأنه على الرغم من أن حسان في مقتبل شبابه، إلاّ أنه كان قائداً كبيراً بأخلاقه وتصرفاته، افتقده كل من عرفه وقاتل كتفاً إلى كتف معه، ويقول: حين يشعر المقاتلون باليأس كان الشهيد حسان يسارع بتذكيرهم بالهدف الذي جاء الجميع من أجله، كان بارعاً بإحياء المعنويات لديهم. ودعه الجميع في موكب جنائزي مهيب، متذكرين لحظات رجوعهم من أي مهمة قتالية، يكون حينها الجميع منهكاً، إلا هو تجده يسأل عنهم جميعاً، "لم نر أشرس منه في المعركة، وأطيب منه في وقت الراحة، لقد كان أخاً وحبيباً وأنيساً وقريباً وصديقاً".
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص