زيارة رئيس الوزراء لوادي حضرموت.. يدٌ تبني وأخرى تطبب الجرح

تقرير: الميناء نيوز

حرصاً من القيادة السياسية على تفقد أحوال المواطنين والاقتراب منهم لتلمس حاجياتهم وتلبية طلباتهم والوقوف إلى جانبهم، قام دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك بزيارة نوعية إلى وادي حضرموت طاف خلالها مدن ومديريات الوادي مترامية  الأطراف، وتفقد الكثير من المشاريع قيد الإنجاز، ووجه بأخرى في إطار تنمية المناطق المحررة من مليشيا الحوثي. 

وبعد مغادرته حضرموت إلى مأرب حدثت كارثة السيول التي طغت على معظم مدن وادي حضرموت، وكان لمدينة تريم النصيب الأكبر من الكارثة، ليعود على إثرها دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك من مأرب على عجل للوقوف على آثار الكارثة والتوجيه السريع باعتماد اثنين مليار ريال بشكل عاجل لمواجهة ما خلفته السيول ومعالجة الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين ومساكنهم وتعويض المتضررين وإصلاح البنى التحتية والممتلكات الخاصة، بناءا على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية.

كما قام خلال زيارته إلى مديرية تريم بتفقد الأضرار التي خلفتها كارثة السيول واستمع الى عدد من المواطنين المتضررين الذين تحدثوا عن الكارثة وما خلفته من أضرار بشرية ومادية والعوامل التي ضاعفت من حجم الكارثة.

وتحدث رئيس الوزراء إلى المواطنين المتضررين الذين عبروا عن تقديرهم لزيارته وإطلاعه بشكل مباشر منهم وفي الواقع على حجم الأضرار التي خلفتها كارثة السيول، وتطلعهم من الحكومة والسلطة المحلية إلى القيام بدورها تجاه المتضررين واتخاذ حلول لمنع تكرار الكارثة.

وأشار الدكتور معين عبدالملك، إلى أن المبلغ المرصود بملياري ريال سيخصص بشكل عاجل لمعالجة الأضرار وتعويض المتضررين وإصلاح الخدمات والبنى التحتية المتضررة، وأنها ستكون سنداً للسلطة المحلية في كل الإجراءات.. منوها بالإجراءات العاجلة التي اتخذتها السلطة المحلية في وادي وصحراء حضرموت لإيواء المتضررين.

وأكد رئيس الوزراء أن تكرار كوارث السيول وخاصة في تريم وما حدث في عام 2008م، تتطلب حلولاً جذرية يجب تكاتف الجهود الجميع على المستوى المركزي والمحلي لمعالجتها بشكل مستدام، بما في ذلك وضع الحلول للبناء العشوائي في مجاري السيول.

 وحرصاً من رئيس الوزراء د.معين عبدالملك على تفقد أحوال المواطنين وتلبية متطلباتهم، ترأس دولته في مدينة سيئون، اجتماعاً للسلطة المحلية والتنفيذية في وادي وصحراء حضرموت، لمناقشة الأوضاع الخدمية والتنموية والأمنية، والمشاريع المنفذة في هذه الجوانب، والدعم الحكومي لمساندة السلطة المحلية.

وتدارس الاجتماع، ءليات ضمان وصول التعويضات للمتضررين من كارثة السيول في مديرية تريم على ضوء توجيهات رئيس الوزراء بتخصيص مبلغ اثنين مليار ريال، بناءً على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، بما في ذلك إنشاء وحدة تنفيذية واعتماد الشفافية والرقابة في الصرف وسرعة التنفيذ، في إصلاح الأضرار بالبنى التحتية، والمضي في وضع حلول جذرية لعدم تكرار هذه الكوارث.

كما جرى مناقشة الوضع الأمني والخطط المعدة لتحقيق المزيد من الاستقرار في وادي وصحراء حضرموت وتجاوز التحديات القائمة، بما في ذلك تقوية قدرات الأجهزة الأمنية بالمعدات والكوادر البشرية، إضافة إلى المشاريع المنفذة في قطاع الكهرباء والطرقات والصحة والشباب، ومعالجة المشاريع المتعثرة وغيرها، وما تبذله السلطة المحلية من جهود في مختلف الجوانب.

والقى رئيس الوزراء كلمة في الاجتماع أكد في مستهلها على خصوصية وادي وصحراء حضرموت، والنموذج المثالي الذي يقدمه في العمل الإداري والمؤسسي لسلطات الدولة والحوكمة العريقة في اللامركزية.. منوهاً بالتحسن الكبير القائم في الجانب الخدمي خاصة الكهرباء، والخطط المعدة في مجال البنى التحتية بما فيها مشاريع الطرق والصحة.

وشدد على التسريع باعتماد تجنيد 3 آلاف فرد لتعزيز القطاع الأمني ورفده بمزيد من التجهيزات، وفقاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية.. مشيراً إلى أن الإشكالات القائمة في الجانب الأمني سيتم حلها وايلائها اهتماماً خاصاً خلال الفترة القريبة القادمة، والعمل بشكل تكاملي لسد الثغرات القائمة في هذا الجانب.. مؤكداً أن الحكومة ستكون سنداً للسلطة المحلية والأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها ومسؤولياتها.

وتطرق الدكتور معين عبدالملك، إلى زيارته الميدانية لمديرية تريم للاطلاع ميدانياً على الأضرار التي خلفتها كارثة السيول، مترحماً على أرواح الضحايا والتمنيات بالشفاء للمصابين، وأهمية تكاتف الجهود لوضع حلول جذرية لمنع تكرار هذه الكوارث بما فيها فتح امتدادات عمرانية خارج مجرى السيول.. موجهاً بالتركيز في المشاريع المستقبلية على التخطيط الحضري السليم، والعمل في ذات الوقت على اعتماد معالجات آنية لمشاكل البناء العشوائي في مجاري السيول.

واستعرض رئيس الوزراء التحديات التي تواجه الحكومة وما تبذله من جهود لتجاوزها وأهمية مراعاة الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن .. وقال: لسنا في ظروف عادية، لكننا سنبني ونقاتل حفاظاً على الدولة والجمهورية وضمان مستقبل أجيالنا القادمة.. علينا أن نكون عونا لبعضنا".
مشيراً إلى زيارته لمأرب التي تخوض معركة اليمن للقضاء على الانقلاب الحوثي العنصري والكهنوتي، وأهمية دعم الجميع لهذه المعركة.

 إلى ذلك كان لزيارة دولة رئيس الوزراء لحضرموت، وقفة مهمة مع الجانب الأمني والعسكري لما له من أهمية بالغة في المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن وما يواجهه من حروب مستمرة مع مليشيا الحوثي الانقلابية من أجل استعادة الدولة وتحرير العاصمة صنعاء وبقية المناطق التي تعبث بها المليشيا منذ انقلابها المشؤوم في 21 سبتمبر عام 2014م. 

وفي هذا الصدد زار رئيس الوزراء كلية الشرطة بحضرموت وألقى فيها كلمة هامة كان لها صدىً واسعا ، ولأهميتها نوردها هنا كاملة:

(( في الحقيقة ما شاهدناه اليوم مشرف، بعد قرار فخامة الرئيس منذ ثلاث سنوات أن نجد الكلية وقد قطعت هذا الشوط بوجود الأخ المحافظ اللواء فرج البحسني، أن نرى خيرة قيادات الشرطة والأمن في البلد من أبناء حضرموت وإقليم حضرموت، الطلبة الذين يدرسون الآن من جميع المحافظات تخرجوا، الموضوع لا يتعلق فقط بكلية الشرطة بل يتعلق بكلية نوعية نراها تتأسس الآن على أرض الواقع، سمعنا اليوم للشيخ أحمد (...) على الموقع العام، هناك أشياء كثيرة تحققت، والآن هناك مبانٍ خاصة اكتملت تقريباً، مباني الإدارة العام اكتملت، كثير من التجهيزات ستدعم الحكومة في إنهائها بشكل عاجل، من المهم إنجاز بقية الأمور التي تحتاجونها، نحن شاهدنا تفاصيل عن الموقع العام، نسبة الإنجاز تقريباً 30%، هذا الجزء الذي ينجز مهم، وبقية التفاصيل التي طلبتموها فيما يتعلق بمعمل الأدلة الجنائية وغيرها من التفاصيل التي يحتاجها الأمن سنعمل على تجهيزها بشكل كبير. 
كما قلنا فحضرموت نموذج لكل شيء، فعند الحديث عن كلية للأمن والشرطة فيجب أن تكون نموذجاً على المستوى الوطني، المرحلة القادمة ستكون أفضل رغم الصعوبات فنحن في ست سنوات حرب وانقلاب وميليشيات دمرت كل مؤسسات الدولة، لكننا نرى في ظل هذه الحرب بناء لمؤسسات الدولة وبشكل أفضل بإذن الله، ولا ننسى أننا في تعبئة ومعركة حالياً، المعركة في مأرب تدور رحاها بشكل كبير، الجبهات تقاوم في كل مكان، لذلك ينبغي أن يظل عنصر التعبئة موجود حتى في أثناء الحرب، والجاهزية يجب أن تكون على أعلى مستوياتها، نحن نحارب ميليشيات انقلابية ما زالت تسيطر على بعض أجزاء الوطن، وفي نفس الوقت نحارب إرهاباً يحاول استكشاف أي نقاط ضعف للنفوذ من خلالها.
بعد تحرير المكلا- وكان بالأمس احتفال التحرير- دور الأجهزة الأمنية كبير كما تحدثت معكم، الأمن هو الأقرب للمواطن، ليس هناك مسافة كبيرة بينكم وبين المواطنين، يجب أن تتلمسوا هموم المواطنين، نحن نعرف أن هناك ضغوطاً كبيرة، وأيضاً ضغوط اقتصادية كبيرة، لكن الأمن وترتيب قواه في التعامل مع كل أنواع الجرائم هو ما تعملون أنتم على بنائه مع طلابكم وإن شاء الله تخرج هذه الكلية أفضل القيادات الأمنية التي ستتولى المهام في مختلف أرجاء البلاد.
بالتوفيق لكم وبإذن الله الحكومة ستدعم بشكل كبير جهود إكمال الكلية حسب توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، تحياتنا لكم)).