في مشهد يعكس المأساة التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، أبرزت وسائل إعلام الجماعة الحوثية ما قالت إنها مبالغ كبيرة بالدولارات جمعت تحت مسمى الزكاة، ولم تستخدم، في وقت يعرض فيه أحد مهندسي النفط إحدى كليتيه للبيع لتغطية نفقات أسرته.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب الحوثية غير المعترف بها التبرع بملايين الريالات في سياق الدعاية لجمع الأموال لمصلحة ما يسمى بالمجهود الحربي فيما يتضور نحو 170 ألف معلم وأسرهم جوعاً بسبب سطو الجماعة على رواتبهم منذ 2016.
فقد فوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بقيام مهندس نفط بعرض كليته للبيع كي يتمكن من إطعام أولاده، كما فوجئوا بوسائل إعلام الحوثي تستعرض مبالغ ضخمة من الدولارات المغلفة، تقول إنها مبالغ الزكاة التي جمعتها العام الحالي، بالتزامن مع تدشينها حملة لجمع التبرعات لما تقول إنه دعم لفلسطين في حفل شهده قطاع التعليم الذي لم يتسلم منتسبوه رواتبهم.
ويقول المهندس عبد المجيد المقطري: «أعرض بيع كلية من جسمي حتى أستطيع العيش أنا وأسرتي.
الموضوع جاد، وليس للاستهلاك». وأضاف، في منشور آخر، أنه عمل مع وزارة النفط اليمنية وهيئة استكشاف وإنتاج النفط 22 عاماً دون توقف في كثير من القطاعات النفطية.
وعلّق صديق المهندس مستنكراً حالة الفقر التي وصل إليها الناس في ظل حكم الميليشيات الحوثية بالقول: «هذا مهندس نفط يعمل في هيئة استكشاف وإنتاج النفط في صنعاء منذ 22 سنة، وصل به الحال إلى هذه المرحلة التي أجبرته على عرض كليته للبيع، ليستطيع إطعام أولاده».
ويضيف: «مهندسون وأطباء ومعلمون وكوادر اليمن يموتون بصمت في بيوتهم من عزة أنفسهم، واللصوص (يقصد الحوثيين) يسوقونها مليارات لقتل الشعب اليمني».
وعلى خلاف هذه الصورة القاتمة، تستعرض وسائل إعلام ميليشيات الحوثي الأموال التي جمعتها تحت مسمى الزكاة، والأغرب هي اللقطات التي بثتها وتظهر كماً كبيراً من العملات بالدولار الأميركي ما تزال مغلفة، والتي تم عرضها في حفل لجمع مزيد من التبرعات تحت مسمى دعم الجهاد.
وفي وقت سابق أعلنت نقابة المعلمين اليمنيين أن 170 ألف معلم في مناطق سيطرة الحوثيين يعيشون بدون رواتب منذ 4 أعوام، وأعلنت وزارة التربية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها تدشين حملة التبرع التربوية لدعم القضية الفلسطينية، كما تزعم.
وتعمد قادة في الميليشيات أخيراً عرض أسلحتهم الشخصية للبيع تحت مسمى دعم الجهاد في فلسطين، بالتزامن مع إرغامهم التجار على تقديم ملايين الريالات تحت هذا المسمى، وهي الذريعة التي عادة ما تلجأ لها الجماعة لجني مزيد من الأموال لتمويل مجهودها الحربي.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً