اجتاحت مليشيات الحوثي الانقلابية محافظة إب وسط اليمن، قبل ثمان سنوات، وحولت المحافظة من اللواء الأخضر الذي اتسمت به خلال العقود الماضية نتيجة الخضرة والسكينة والاستقرار، إلى اللواء "الأحمر" بفعل الجرائم اليومية وأعمال القتل والنهب والسطو التي تمارسها المليشيا أو مقربين منها أو موالين لها.
ومع إحكام المليشيا قبضتها لمحافظة إب، سقطت جميع مديريات المحافظة، في الفوضى، فالفوضى والعنف والقتل وجرائم الفيد والسطو المسلح هي من تلازم أبناء إب في يومياتهم.
وباتت أخبار إب مادة يومية للمواقع والقنوات ووسائل الإعلام، للحديث عن فوضى المدن الواقعة تحت سلطات الانقلاب، ولا يكاد يمر يوم دون تسجيل حادثة هنا أو هناك تؤكد الفلتان الأمني الذي تشهده المحافظة وترعاه المليشيا الإنقلابية.
وغذت مليشيا الحوثي الخلافات الأسرية والقبلية في كافة مديريات ومناطق المحافظة ما أدى إلى ارتفاع معدل الجريمة بالمحافظة.
17 جريمة قتل وإصابة خلال أسبوع
خلال الأسبوع الماضي، شهدت محافظة إب تسجيل أكثر من 17 جريمة قتل وإصابة، وهو رقم يؤكد تفشي الجريمة والفوضى الأمنية بالمحافظة، بالتزامن مع تعمد المليشيا الحوثية، تغييب الأمن والقضاء وإحلال عناصرها وقياداتها بديلاً.
وشهدت مديرية يريم مقتل وإصابة سبعة أشخاص بينهم الشيخ "محمد ناصر صلاح"، برصاص مسلحين بمنطقة كتاب بمديرية يريم بمحافظة إب، في الوقت الذي قتل شاب يدعى "بلال الحداد" برصاص مسلح في قرية "الفقراء" بعزلة الحوج القبلي بمديرية ريف إب، حيث قتل أثناء تواجده بسطح منزله ليلاً.
حبيش وجثث الجريمة
وبالتزامن مع سقوط الضحايا في يريم وريف إب، عثر الأهالي على ثلاث جثث في منطقة "المشيريق" بمديرية حبيش، شمال محافظة إب، عقب إختفاء شاب يدعى "محمد عبدالباقي علي أحمد النجم"، حيث ظلت أسرته تبحث عنه في مديرية حبيش وبمدينة إب وعبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة.
وبعد عمليات بحث مرهقة، عثر مواطنون على جثمان الشاب "النجم" قتيلا، بمنطقة "غلاس العريفة" التابعة لمنطقة "المشيريق" تحت الأرض في مسافة غير عميقة، في الوقت الذي قادت الجريمة إلى جريمتين، حيث عثر على جثتين متقاربتين من موقع الجثة الأولى.
وتحدثت مصادر أن من يقف خلف الجريمة، عصابات تمارس عمليات القتل والتقطع في المديرية، بينهم شخص يدعى "محمد حمود سعيد المنصوب".
وتشهد مديرية حبيش انتشارا للعديد من العصابات التي تمارس الجريمة والقتل والنهب في عدد من طرقات ومناطق المديرية.
جبايات في مديرية القفر شمال إب
أصيب تاجر إصابة بالغة، برصاص مليشيا الحوثي، في ظل انتهاكات وجرائم تمارسها المليشيا بمختلف مديريات المحافظة.
مصادر محلية أفادت أن تاجراً يدعى "محمد الزبيري" أصيب برصاص مليشيا الحوثي في منطقة "رحاب" بمديرية القفر، لرفضه دفع مبلغ "أجرة" لأحد عناصر المليشيا قدم متنفذاً في وقت متأخر من الليل، فيما كان مبرر ذلك كله رفض التاجر دفع جبايات باهظة لمليشيا الحوثي.
مدينة "القاعدة" عنوان للفوضى
تحولت مدينة القاعدة إلى وكر للجريمة والقتل والسطو على ممتلكات المواطنين، بفعل الفلتان الأمني الذي يجري برعاية مليشيا الحوثي، والتي لا تحرك ساكنا تجاه العديد من الجرائم التي تشهدها المحافظة.
وسجلت مدينة القاعدة التابعة إدارياً لمديرية ذي السفال جنوب المحافظة، العديد من الجرائم خلال الأيام القليلة الماضية، إذ نجا الدكتور رياض العزعزي، مالك مركز "العزعزي" الطبي الكائن في حجر بن قيس على خط منطقة "الجعاشن"، نجا من عملية إختطاف وقتل، حيث تعرض لعملية نهب إثر رصده من قبل عصابة مسلحة، بدأ بتنفيذها مسلح يقود دراجة نارية، في الوقت الذي كان العزعزي متجها إلى منزله بمدينة القاعدة، عرض عليه سائق الدراجة النارية الصعود وتوصيله حيث ما يريد، ولم يكن يدرك أنه يستدرجه إلى فخ.وخلال الحادثة لجأ الدكتور العزعزي للقفز من فوق دراجته النارية ليسقط مغشيا عليه، غير أن اللص نهبه مبلغ وقدره خمسة آلاف دولار كانت بحوزته ولاذ بالفرار.
وفي ذات المدينة وبالتزامن مع الحادثة التي أصيب بها الدكتور العزعزي، أصيب شاب إصابة بالغة من قبل أحد المسلحين أثناء عمله على دراجة نارية، حيث تعرض الشاب لطعنات قاتلة بمنطقة الرقبة، أسقطته الأرض، ليقوم الجاني بنهب الدراجة النارية والفرار عقب الجريمة، في الوقت الذي ظن من شاهد الحادثة أن الشاب تعرض لعملية ذبح جعلتهم لا يقتربون منه لبعض الوقت.
559 جريمة وانتهاكا
كشفت تقرير لمليشيا الإنقلاب الحوثية، عن مئات الجرائم التي شهدتها مديريات محافظة إب خلال الشهر الماضي، إذ اعترفت بتسجيل 559 جريمة بينها 46 جريمة قتل وإصابة.
ولم يشر التقرير، إلى جرائم القتل التي مارستها المليشيا الحوثية، إذ سجلت المحافظة العشرات من الجرائم وأعمال القتل والنهب المختلفة، والتي تنوعت بين جرائم قتل مباشرة وأخرى شروع في القتل فضلا عن الإختطافات وأعمال النهب والسطو والإعتداءات.
65 جريمة سرقة
خلال شهرالتقرير الذي نشره ما يسمى "الإعلام الأمني في إب" والتابع لمليشيا الحوثي، أكد فيه تسجيل 65 جريمة سرقات متنوعة خلال مايو الماضي، بينها جرائم سرقات منازل ومحلات تجارية وسيارات ودراجات نارية ومجوهرا وغيرها من جرائم السرقات التي تفشت في المحافظة.
وأوضح التقرير، تسجيل 141 جريمة إيذاء عمدي خفيف، وجريمة حريق عمد، و36 جريمة تهديد، و91 جريمة إضرار بالمال ، و6 جرائم إقلاق السكينة العامة ، و27 جرائم سب وشتائم، وجريمة نهب الممتلكات الخاصة بالقوة، وجرائم أخرى مختلفة.
التقرير لم يتطرق لجرائم المليشيا وعناصرها التي شهدتها عدداً من البلدات والمديريات محافظة إب، في الوقت الذي تشهد العديد من المناطق وصول الكثير من جرائم المليشيا إلى وسائل الإعلام، نتيجة القمع والخوف الذي تمارسه المليشيا على المواطنين والناشطين والحقوقيين.
وتشهد محافظة إب الخاضعة لسلطات مليشيا الحوثي، آلاف الجرائم والانتهاكات طالت حقوق الإنسان في مختلف مديريات المحافظة، وكل مؤسسات الدولة منذ سيطرة الانقلابيين على إب في منتصف أكتوبر 2014م.
المصدر: الصحوة نت
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً