دعت الحكومة اليمنية غداة هجوم الحوثيين بطائرة مسيرة على ميناء قنا النفطي في محافظة شبوة دول العالم إلى تصنيف الجماعة ضمن قوائم الإرهاب، فيما تبنت الميليشيات الهجوم وهددت بمواجهات بحرية واعتداءات أكثر عنفا.
وكانت الميليشيات الحوثية استهدفت الأربعاء ميناء قنا جنوب محافظة شبوة على البحر العربي بطائرة مسيرة مفخخة أثناء رسو سفينة لتفريغ شحنة من الوقود في سياق هجماتها لمنع تصدير النفط دون أن يتسبب الاعتداء في خسائر بشرية.
ويعد الهجوم هو الثالث من نوعه بعد هجومين استهدفا ميناء الضبة النفطي في حضرموت وميناء النشيمة في محافظة شبوة حيث تسعى الميليشيات الحوثية إلى ابتزاز الحكومة الشرعية لإرغامها على تقاسم عائدات بيع النفط الخام المستخرج من المحافظات المحررة.
وحذرت الحكومة اليمنية في بيان رسمي «من تداعيات الهجمات الإرهابية الحوثية على تدهور الوضع الإنساني والحالة الاقتصادية للمواطن اليمني وحملت الميليشيات الحوثية الإرهابية عواقب ذلك».
بيان الحكومة اليمنية الصادر عن وزارة الخارجية، أوضح أن الميليشيات الحوثية أقدمت على ارتكاب هجوم إرهابي آخر بالطائرات المسيرة مستهدفة ميناء قنا التجاري بمحافظة شبوة، وذلك في استمرار لعملياتها الإرهابية واستهداف المنشآت المدنية.
وقال البيان إن «الهجوم الإرهابي يعكس الوجه العدواني لهذه الميليشيات الإرهابية في مخالفة واضحة منها لجميع النداءات الدولية التي دعت إلى وقف التصعيد والتوقف عن استهداف البنية التحتية ومقدرات الشعب اليمني الاقتصادية، والتي ترتكبها الميليشيات خدمةً لأجندة النظام الإيراني المارق ولزعزعة الأمن والسلم الدوليين».
وطالبت الحكومة اليمنية، جميع الدول باتخاذ إجراءات صارمة لتصنيف الميليشيات الحوثية المارقة منظمة إرهابية لمنع تكرار هذه الهجمات وتجفيف منابع التمويل لها وبما يحفظ استقرار وأمن المنطقة والعالم.
وتعهدت الحكومة اليمنية في تصريحات سابقة بأنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية المنشآت الحيوية والاقتصادية بما فيها الموانئ الخاصة بتصدير النفط، في حين كرر قادة الجماعة الانقلابية تهديدهم بشن المزيد من الهجمات.
وبسبب هذه التهديدات الحوثية الإرهابية، أفادت مصادر يمنية مطلعة بتوقف عمليات تصدير النفط الخام رغم المساعي الحكومية لإيجاد حلول لحماية سفن الشحن وتأمينها.
في غضون ذلك، هدد القيادي الحوثي عبد الله علي الحاكم المدرج على قوائم العقوبات من قبل مجلس الأمن والمعين رئيسا لاستخبارات الميليشيات بتوسيع الاعتداءات وصولا إلى ما وصفه بـ«بمواجهة بحرية» زعم أنها ستكون الأشد. وفق ما نقلته عن وسائل إعلام حوثية.
هجوم الميليشيات على ميناء قنا النفطي تزامن مع محاولات أخرى لاستهداف مخيمات النازحين في محافظة مأرب النفطية، حيث تمكنت القوات الحكومية من إسقاط مسيرة مفخخة تابعة غرب مدينة مأرب كانت تحاول استهداف مخيما للنازحين، وفق ما أكدته مصادر رسمية.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر أمني قوله «إن الدفاعات الجوية لقوات الأمن الخاصة أسقطت مساء الأربعاء طائرة مسيرة حوثية كانت محملة بالعبوات المتفجرة قادمة من غرب المدينة باتجاه أحد مخيمات النازحين، وذلك قبل أن تتمكن من الوصول إلى هدفها».
وترفض الجماعة الحوثية المدعومة من إيران حتى الآن المساعي الأممية لتجديد الهدنة وتوسيعها بعد أن انقضت في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث تطرح شروطا وصفها مجلس الأمن الدولي بـ«المتطرفة».
ويوم الخميس، شدد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، على السلطة المحلية بمحافظة تعز والأجهزة الأمنية والعسكرية لمضاعفة جهودها والاستعداد لكل الاحتمالات للتعامل مع التحديات المستجدة، على ضوء رفض ميليشيا الحوثي تمديد الهدنة الإنسانية والتنصل عن التزاماتها في رفع حصارها عن تعز بموجب بنود الهدنة، واستهدافاتها المتكررة للمدنيين.
ونقلت المصادر الرسمية عن عبد الملك أنه أكد خلال لقائه محافظ تعز نبيل شمسان، على «دعم الحكومة وبتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي لمحافظة تعز وقيادتها لتخفيف معاناة المواطنين وضبط الأمن والاستقرار وتحقيق سيادة القانون».
ويخشى الشارع اليمني أن يقود التصعيد الحوثي والتهديد بالهجمات الإرهابية ضد المصالح الاقتصادية والمنشآت الحيوية، إلى نسف الجهود الأممية والدولية الرامية إلى إحلال السلام في البلاد، وإلى استئناف الأعمال العسكرية على نطاق واسع.
وفي وقت سابق قالت الحكومة اليمنية «إن التهديدات الحوثية المستمرة للمنشآت الاقتصادية الوطنية والبنى التحتية المدنية في اليمن ودول الجوار، سيتم التعامل معها بحزم لحماية مقدرات الشعب اليمني والملاحة الدولية، واستقرار الطاقة العالمي».
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً