وأصلت أسعار النفط الإنهيار وفقًا لتعاملات الساعات الأخيرة من مساء أمس الإثنين، حيث تراجعت بأكثر من 4% مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أثار مخاوف من ركود اقتصادي قد يُضعف الطلب على الخام، في وقت تستعد فيه مجموعة أوبك+ لزيادة المعروض.

أسعار النفط تواصل الإنهيار

تراجع خام برنت وغرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتهما منذ أبريل 2021.

وانخفضت عقود خام برنت بمقدار 4%، لتسجل 62.93 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 12:23 بتوقيت الرياض.

فيما هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بحوالي 4.36%، إلى 59.31 دولاراً للبرميل.

انهيار أسعار النفط 

وكان النفط قد هبط بنسبة 7% يوم الجمعة بعد أن كثّفت الصين الرسوم الجمركية على السلع الأميركية، مما زاد من حدة الحرب التجارية ودفع المستثمرين لتسعير احتمالية أعلى لحدوث ركود اقتصادي. وقد خسر خام برنت وغرب تكساس الأسبوع الماضي 10.9% و10.6% على التوالي.

ركود محتمل

قال هاري تشيلينغيريان من مجموعة أونيكس كابيتال (Onyx Capital Group): لا تزال حالة عدم اليقين بشأن السياسة الجمركية قائمة. العديد من البنوك الكبرى في وول ستريت قامت بتخفيض توقعاتها الاقتصادية وتحدثت عن احتمالات أعلى بكثير لحدوث ركود اقتصادي... وهذا هو ما يحرّك الشعور العام في السوق.

وقد توقعت غولدمان ساكس (NYSE:GS) (Goldman Sachs) يوم الإثنين احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة بنسبة 45% خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، وخفضت توقعاتها لأسعار النفط. من جانبها، قالت جي بي مورغان (NYSE:JPM) (JPMorgan) الأسبوع الماضي إنها ترى أن احتمالية الركود في الولايات المتحدة وعلى الصعيد العالمي تصل إلى 60%.

وردًّا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلنت الصين يوم الجمعة أنها ستفرض تعريفات إضافية بنسبة 34% على السلع الأميركية، مؤكدة بذلك مخاوف المستثمرين من بدء حرب تجارية عالمية شاملة.

ورغم أن واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة استُثنيت من الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، إلا أن السياسات التجارية الحالية قد تؤدي إلى زيادة التضخم، وإبطاء النمو الاقتصادي، وتفاقم النزاعات التجارية، وكلها عوامل تضغط على أسعار النفط.

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة إن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب أكبر من المتوقع، ومن المرجح أن تكون التداعيات الاقتصادية كذلك.

قرار مجموعة أوبك+

وزاد من الاتجاه النزولي قرار مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، بتقديم موعد خطط زيادة الإنتاج. وتستهدف المجموعة الآن ضخ 411 ألف برميل يوميًا في السوق خلال شهر مايو، ارتفاعًا من 135 ألف برميل يوميًا كانت مقررة سابقًا.

وقالت سوغندا ساشديفا، مؤسسة شركة الأبحاث إس إس ويلث ستريت (SS WealthStreet) ومقرها نيودلهي: إن هذا التدفق المحتمل للإمدادات، والذي يعكس نهاية التخفيضات التي استمرت على مدار العامين الماضيين، يمثّل تحولًا كبيرًا في ديناميكيات السوق ويُعد عائقًا كبيرًا أمام ارتفاع الأسعار.

وفي عطلة نهاية الأسبوع، شدد وزراء أوبك+ على ضرورة الالتزام الكامل بأهداف إنتاج النفط، وطالبوا الدول التي تجاوزت الحصص المحددة بتقديم خطط تعويضية بحلول 15 أبريل.

وتبدو مؤشرات الطلب ضعيفة بالفعل، حيث أظهرت بيانات جمعتها وحدة أبحاث النفط التابعة لشركة إل إس إي جي (LSEG Oil Research) أن واردات الخام في آسيا تراجعت خلال الربع الأول من العام.