
وأردف دولة رئيس الوزراء في الكلمة التي القاها في اللقاء التشاوري الأول لرؤساء الجامعات الحكومية والأهلية الذي أقيم اليوم، برعاية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في كلية الطب بجامعة عدن "لست متأكدا كيف يرانا اليوم كبار قادة التحرير والثورة في مراقدهم الأخيرة، أظنهم يرثون لحالنا، لقد دخلوا السجون الإمامية من أجلنا، ومن أجلنا تعرضوا للسجون الاستعمارية، سجنوا وعذبوا وقتلوا وعزِّر بهم، ولم يتراجعوا عن قيمهم ومبادئهم قيد أنملة، بل قاتل بعضهم حتى قضى نحبه، لم يتراجعوا بل وسلموا لنا وطن خالي من الإمامة العنصرية، ومن الإستعمار البريطاني، وطن ترفرف عليه أعلام الحرية والعدالة والمساواة والإخوة الحميمية، وها نحن نكاد نفارق قيمهم ومبادئهم، ونتخلى عن تضحياتهم".
وتساءل "ماذا سنقول اليوم للزبيري والنعمان والإرياني والسلال والعمري والحمدي، ماذا سنقول غداً لمكاوي ولقحطان وفيصل وسالمين وعبدالفتاح وعنتر ومصلح وشائع وسعيد صالح والسيلي ومطيع والخامري وعشيش، الذين قاتلوا لنصرة الثورة اليمنية ودافعوا عنها، قال البعض، لقد غلطنا ولنا حق التراجع عن غلطنا، نعم لكن حق التراجع فيما يخصكم، أما ما يخص الوطن فالكلمة فيه للشعب".
وفي سياق حرصه على النظام الجمهوري والوحدة وتقدم ورفعة الوطن ، عاد رئيس الوزراء، ليخاطب رؤوساء وأكاديميي الجامعات، قائلا "من المهم أن تبحثوا جيداً وبكامل الحرية في واقعنا الثقافي والعلمي وإرتباطه بواقع حياتنا الإجتماعية والاقتصادية، ففي الجامعات وعلى إيديكم يكبر جيل التحول نحو مستقبل أفضل ينبغي علينا أن نبحث في الأسباب التي أدت إلى سقوط الجمهورية في صنعاء، وتراجع قيم ومبادئ ثورة سبتمبر في المناطق الشمالية وفي اليمن عموماً، والتي كان من نتائجها ظهور حركة التمرد المسلح الحوثية العنصرية السلالية".؟
وأضاف " لقد كان لدى معظمنا قناعات راسخة ان اليمن هو هويتنا الوطنية القادمة من أعماق التاريخ المنتجة لثقافتنا، وكنت أعتقد ولا زلت أن هذا الموضوع لم يعد موضوعاً للنقاش منذ قيام الثورة اليمنية، لكن الأحداث فاجأتنا وفجعتنا أن هذه الهوية اليوم محل خلاف ونقاش حاد، وقبول ورفض وأن ما كان يمنياً ووطنياً قد غدى في تفكير البعض مشكوكاً فيه ومعزولاً عن تاريخنا وجغرافيتنا وثقافة وعادات وتقاليد شعبه".
وقال الدكتور بن دغر "لقد كانت ثورة سبتمبر وأكتوبر فتحاً جديداً في تاريخنا الحديث والمعاصر، لقد خلقتنا الثورة اليمنية خلقاً نوعياً قلب حياة الجهل والفقر والمرض إلى حياة يملؤها الأمل، لقد سالت أنهار من الدماء من أجل الحرية ومن أجل الجمهورية والوحدة، إن الانقلاب اليوم على قيم الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر لا يبدو لي منسجماً في السياق العام مع تاريخنا ومصالحنا المشتركة".
وأكد رئيس الوزراء "أن مدينة عدن لن تشهد أي قتال أو مواجهات مجدداً". مضيفاً "هذا أمر لن نمنحه لمن يريده لكننا سنبذل جهدنا لوقف التدهور المريع للأمن".
وتعليقاً على موجة الاغتيالات التي طالت عدداً من أئمة المساجد مؤخراً أكد بن دغر بالقول "سنسعى جاهدين لوقف عمليات الاغتيالات التي طالت العشرات من الدعاة وأئمة المساجد ورجال الجيش الوطني والأمن وقادة الأحزاب، فما حدث في الأشهر الماضية من جرائم في عدن ومحافظات أخرى يعد جرماً فضيعاً لن يفلت مرتكبية من العقاب" .مضيفاً "سنواسي عائلات شهداء العقيدة والكلمة والمبدأ، فلأسرهم وأبناؤهم حق علينا".
كما أكد أن عودة حكومته للعاصمة المؤقتة عدن الخميس الماضي، جاءت "لنوقف تدهور الأوضاع التي تفاقمت وللحفاظ على ما حققناه من نجاحات خلال العامين الماضيين، عدنا لنمنع المزيد من الضرر بمصالح الناس وحياتهم وأمنهم. عدنا وكلنا أمل في تعاون الجميع معنا مواطنين وشركاء ونحن وأنتم في المقدمة منهم".
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً