-
محافظات وأقاليمأول تصريح لرئيس الوزراء من العاصمة عدن
-
تحقيقاتالمخترعة دينا المشهري في حوار خاص: مشروعنا ليس منتجًا تسويقيًا بل اختراعاً علمياً يعيد التوازن البيولوجي للبشرة
-
اخبارعربية ودوليةاجتماع تنسيقي للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية تحضيرا لاجتماعات الحوار العربي - الأوروبي
-
صحةDindado Core: نواة يمنية مبتكرة في كوريا تخطف الأنظار عالميًا
-
محافظات وأقاليمالمجلس الوزاري الخليجي يجدد دعمه لمجلس القيادة الرئاسي لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن
-
إقتصادمؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضاً عند مستوى 10825.27 نقطة
-
محافظات وأقاليمالدعيس يناقش مع الصليب الأحمر تأهيل مشروع النحل ومرافق الزراعة وتعزيز برامج التدريب بتعز
-
رياضةالدوري الأمريكي: إنتر ميامي يفوز على كولومبوس كرو
صالح الحكمي
سالم بن بريك.. إرادة الدولة في وجه المستحيل
2025/06/04
الساعة 10:45 مساءاً

في زمن سياسي معقد واقتصاد يترنح على حافة الانهيار، خرج علينا دولة رئيس الوزراء الجديد الأستاذ/ سالم صالح بن بريك بكلمة أقل ما يمكن أن توصف به أنها إعلان صريح لتحمّل مسؤولية تاريخية. لم تكن كلمته التي ألقاها بالأمس، أمام فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي ترأس جانباً من اجتماع مجلس الوزراء، مجرد تصريح رسمي، بل خارطة طريق جريئة لانتشال البلاد من مستنقع المعاناة، بروح رجل قرر أن يتقدم الصفوف، لا أن يكتفي بالمراقبة من الهامش.
ولأن المواقف العظيمة لا يخلقها إلا الرجال العظماء، فقد أظهر بن بريك شجاعة نادرة بقبول المنصب في واحدة من أكثر المراحل حساسية. بلد يواجه عدواً حوثياً انقلب على شرعيته تدعمه إيران وجهات خارجية، وتتنازعه الانقسامات، وتثقله المآسي، ويئن شعبه من طول الحرمان، أزمة إنسانية خانقة، وانهيار اقتصادي مقلق، وتعقيدات سياسية وأمنية تكاد تخنق الأمل. لكنه، وعلى عكس الكثير من الساسة الذين يختبئون خلف المبررات، خرج ليقول: "نحن نسمع أنينكم، ونشعر بوجعكم، وسنكون حكومة صادقة لا تبيع الأوهام". ثم لم يتردد في الوقوف بثقة قائلاً: "لن نعد إلا بما نستطيع، وسنصارح شعبنا بما نواجه، ونجتهد بإخلاص".
خطاب أظهر أن لديه قدرة استثنائية في إدراك تعقيدات المرحلة، رغم الصعوبات الماثلة أمامه. من خلال رؤيته الواضحة والتزامه الصادق، وسيسعى إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في اليمن، كما بدا واضحاً من البداية في تحديد المهام العاجلة لحكومته: الحفاظ على المركز القانوني للدولة، مواصلة الإصلاح الشامل، مكافحة الفساد، إنقاذ الاقتصاد، وقف تدهور العملة، وتفعيل الموارد بعدالة. وهو بذلك يضع أسس مرحلة جديدة من الحكم الشفاف، مستنداً إلى دعم القيادة السياسية والشعب اليمني، ومؤكداً أن الحكومة ستكون في خدمة المواطن، لا سلطة فوقه.
هذا النوع من الخطاب لا يصدر إلا عن رجل يدرك أن القيادة لا تكون بالتصريحات الرنانة، بل بالفعل الحقيقي على الأرض. لقد تعهد بن بريك بأن يكون تحسين معيشة الناس واستعادة الثقة بين الدولة والمواطن هي البوصلة التي سيقيس بها أداء حكومته، واضعاً نصب عينيه خدمات الكهرباء والمياه، واستقرار العملة، وتفعيل الموارد، ومحاربة الفساد لا كشعارات، بل كأولويات عاجلة لا تحتمل التأجيل. وهو بتلك التصريحات يؤكد أنه سيحمل على عاتقه مسؤولية قيادة الحكومة في ظل تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية غير مسبوقة. سيواجه هذه المرحلة الحرجة بحنكة وخبرة ورؤية واضحة وإرادة صلبة.
إن اليمن اليوم بحاجة إلى عقل سياسي بارد ويد تنفيذية ساخنة، وإلى رجل لا تهزمه الظروف، بل يخلق منها فرصاً. وفي هذا التوقيت الدقيق، يبدو أن بن بريك لن يُمثل فقط رئاسة الحكومة، بل سيجسد إرادة الدولة التي قررت أن تنهض، مهما كانت كلفة النهوض. إنها لحظة رهان كبير، ورجال المرحلة لا يأتون بالمصادفة... بل حين يشتد الخطر، يصعدون إلى المسرح ليرفعوا راية القرار. ولقد رفعها بالأمس في كلمته بثقة وكذلك ما طرحه أثناء مجريات اجتماع المجلس وما خرج به المجلس من قرارات، نعم لقد رفعها وبإرادة رجل لا يعرف التراجع، هذا ما لمسته من خلال كلمته وتوجيهاته بإعداد خطط بالأولويات العاجلة الواجب تنفيذها خلال 100 يوم، وحتى لا يقال إنني بالغت فيما قلت، أو رفعت سقف التوقعات كثيراً، أقول إنني حاكمته إلى ما أبداه حتى الآن فعلاً وقولاً ولا أعتقد أن رجلاً تدرج في السلم الوظيفي وقاد عدة مؤسسات حكومية في مسيرته المهنية حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن سيقبل المغامرة والمقامرة في آن واحد بذلك الرصيد دون يقين وعلم مسبق بقدراته وما سيفعله، وهو ما أكده في أول اجتماع له.
ختاماً: إن الواجب الوطني والمسؤولية الأخلاقية تحتمان على الجميع ـ قوى سياسية ومجتمعية، إعلاميين ومواطنين ـ أن يقفوا صفاً واحداً خلف رئيس الوزراء في مهمته الشاقة. مع التنويه أن الرجل لم يعِد بالمعجزات، بل وعد بالصدق والعمل، وهذه وحدها بداية كفيلة ببناء الثقة واستعادة الأمل. لن تُبنى الأوطان بين عشية وضحاها، ولن تُصلح تراكمات السنوات بأشهر قليلة، لكن بالإرادة والنية الخالصة يمكننا أن نضع أول حجر في طريق التعافي. فلنمنحه الوقت، ولنصبر على خطوات الإصلاح، ولندعمه بكل ما نملك من كلمة وموقف، لأن النجاح لن يكون نجاحه وحده، بل نجاح لوطن بأكمله. وإن من حق هذا الوطن أن نحمي فرص نجاته، لا أن نُجهضها قبل أن ترى النور.
إضافة تعليق
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً