عبدالرحمن جناح
الرئيس العليمي.. رجل المرحلة وقائد التحولات
الساعة 10:32 مساءاً
عبدالرحمن جناح
في وضع يكتنفه الغموض، وتسوده المتناقضات، وتتجلى فيه التعقيدات، وتتباين فيه المعضلات بمختلف أنواعها وأحجامها، وعلى مختلف الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية؛ يصبح من المحال أن تجد لليمن قائدًا كفخامة الرئيس الدكتور/ رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي: قائدٌ مغوار يتمتع بفلسفة مرنة وشفافة في القيادة، وسيرة نضالية كبيرة، بلغ فيها شأوًا بعيدًا في ميدان النضال، ويحمل في جوانحه خبرة الماضي، واقتدار الحاضر، واستشراف المستقبل.

هو نمط قيادي تحويلي صقلته الأحداث، واقتضاه العصر، وتُوِّج بالإشادة، ويمتاز بإعجاز قيادي يتوسم بسمات تميّزه كقائد ليس فقط بإدارته، بل أيضًا بفهمه العميق والراسخ لتحديات بلاده وآمال شعبه، وطموحات تتجاوز الظاهر وما خفي في أروقة السياسة. وهو يتمتع بمرونة عالية في اتخاذ قرارات مصيرية تقتضيها المرحلة الراهنة، من أجل استكمال قيادة المسار الوطني، واستعادة الدولة، وإخراج الوطن من ظلمات التخبط والشتات إلى آفاق البناء والإنجاز، والوصول به إلى مصاف الريادة.

فحين انسدت كل الآفاق، وركدت المياه في مجاريها، وازدادت حدة الاحتقان في المشهد اليمني خلال الحقبة السابقة من المرحلة الانتقالية.. أضحت الحاجة إلى من يعيد الأمور إلى نصابها، ويخرج اليمن من هذا المعترك ضرورة وطنية ملحّة.

وعملية كهذه لا يمكن أن ينهض بها إلا قائد ملهم، وسياسي وأمني مخضرم، يتسلّح بخبرات استثنائية، ويمتلك الدراية الكافية بإدارة الدولة، وتسيير شؤونها، ويجمع عليه مختلف الفرقاء، ويحظى بحضور فاعل في الداخل والخارج؛ كما هو حال فخامة الرئيس الدكتور/رشاد العليمي، ولهذا تعزّزت القناعة إقليميًا ودوليًا، وعلى وجه الخصوص لدى الرئيس هادي، بإصدار القرار التاريخي بتشكيل مجلس قيادة رئاسي يترأسه فخامة الرئيس العليمي، لمواصلة المشوار وتحقيق أهداف المرحلة والدولة المدنية المنشودة.

فاليمنيون جميعهم، على اختلاف مشاربهم السياسية، وتباين توجهاتهم الفكرية، يتوافقون عليه، ويلتفون حوله، ويرون فيه القائد الأقدر على إنقاذ اليمن من التيه، والأجدر بتجسيد الحكمة اليمانية.

لقد أثبت الرئيس العليمي، خلال مسيرته الوطنية، أنه رجل المهمات الصعبة، وقائد اللحظة، وصانع التحولات في حقبة تُعد من أسوأ الحقب في تاريخ اليمن الحديث، ومن أكثرها خطورة. فهو الرجل الأقدر - بدهائه وفطنته - على هيكلة البناء الإداري والاقتصادي والأمني للدولة، ويمتلك الدراية الكاملة بالواقع اليمني شديد التعقيد، ويدرك حجم التحديات، ولديه التصميم والإرادة لتحويل هذه المعرفة إلى خطوات عملية تسهم في بناء المستقبل وتحقيق تطلعات الشعب اليمني التوّاق إلى التحرر واستعادة دولته.

ورغم ما بذله ويبذله من جهود مضنية منذ توليه رئاسة المجلس وقيادة المرحلة، وفي ظل حالة من التشظي والانقسامات التي تعاني منها البلاد؛ إلا أنه استطاع، ومن خلال عمل دؤوب ليل نهار، أن يُلملم شتات البلد، ويصنع حالة إيجابية من التوافق العملي بين أعضاء المجلس الرئاسي، كما تمكّن من تقويم الاعوجاج، وتخفيف حالة الاحتقان التي كانت سائدة قبيل توليه المسؤولية، وحقق إنجازات ملموسة على مختلف الأصعدة، ولا سيما السياسية والدبلوماسية والعسكرية.

والمرحلة التي تمر بها اليمن اليوم هي من أهم المراحل وأكثرها حرجًا، وتولّي فخامة الدكتور/رشاد العليمي دفة القيادة يشكل فرصة تاريخية لبناء الدولة واستعادة الجمهورية، ونجاح هذه المهمة الكبرى يتطلب تحالفًا داخليًا برؤية واضحة، وهدفًا موحدًا، واصطفافًا وطنيًا شاملاً يضم جميع المكونات من مدنيين وعسكريين، وإعلاميين، وأحزاب، ومنظمات مجتمع مدني، وشباب، وغيرهم.

وبناءً على ذلك، يجب علينا كيمنيين استشعار خطورة المرحلة، والوقوف صفًا واحدًا، بثقة ومسؤولية، خلف فخامة الرئيس الدكتور/رشاد العليمي.. فالمتربصون بالوطن وقيادته كُثر، والمناوئون للمشروع الوطني أكثر.. وما نشهده مؤخرًا من حملات إعلامية مغرضة ومشبوهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف إلى التشويه والتشكيك والتثبيط، إنما هي ضريبة طبيعية يدفعها كل قائد مخلص يقف في وجه العبث والدمار، وينافح عن وطنه وشعبه بكل مسؤولية وضمير.

أخيرًا، وبملء أفواهنا، نقول لك يا فخامة الرئيس: سرِ على بركة الله، واستمر في البناء والإنجاز، وصناعة الفجر المشرق لليمن والمستقبل الزاهر لليمنيين... فنحن خلفك، وعين الله ترعاك، ولو عرّجت بنا إلى هام السحاب، وخضت بنا البحر العباب، فلن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لنبيهم: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".. بل سنكون معك قلبًا وقالبًا، قولًا وعملًا.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص