الرئيسية - تقافة وفن - قصة (يموتون بؤساء).. بقلم/ رستم عبدالله
قصة (يموتون بؤساء).. بقلم/ رستم عبدالله
الساعة 06:56 مساءاً (الميناء نيوز- خاص)

 

دمرت الحرب كل شيء وقضت على الأخضر واليابس أخذ فرح يتأمل ما تبقى من أطلال منزله  وهو يغالب دموعه التي تساقطت من عينيه رغما عنه وأَخذ يطوف في أنحاء ذلك الركام ويستعيد حياته الجميلة الهادئة قبل أن يرحل  محمد سياد بري عن الحكم ويرحلان معه السلام والسكينة هنا كانت غرفة الاستقبال وهنا كان مكان أبي المفضل وهناك كانت تقعد آمي تعجن لنا وهي تغني بتلك الأغاني الصومالية الجميلة التي طالما أحببتها آه كم اشتاق إليك يا أمي  وكم أحن إليك يا أبي وقفز إلى خراب آخر هذه غرفة أخواتي الصغار هنا كانت تضحك وتكركر ملاء البيت أختي الصغيرة خدوج ذات العامين وهناك كان قاسم يقعد يتفرج التلفاز كم كان  شغوفا بأفلام الكارتون وقعت عيناه على بقايا لعبة ممزقة لخديجة وازداد جريان الدموع في عينيه لا لا استطيع البقاء بكى يا مقديشو لا مكان لي بعد أن دمرت الحرب حياتي وقتلت أسرتي وتركتني وحيدا أقاسي لوعة الشوق والحنين لماذا أنا الوحيد الذي نجوت من تلك المجزرة البشعة ؟ليتنا مت وعشتم انتم يا أبي وأمي وإخوتي يا تاج راسي يا أحب الي من نفسي روحي فداكم  آه آه سأرحل غدا صباحا  مضى عبر أزقة مقديشو الترابية الجافة حتى وصل إلى  احدي مدن الصفيح التي تكونت بعد الحرب الشرسة التي اندلعت العام1992م ووقف تحت إحدى العشش المبنية من بقايا المجنزرات والسيارات التي احترقت بالحرب و نادى على شولوف خرج شولوف الفارع الطول الهزيل وقد اشتمل بفوطة صفراء مزركشة فاقعة اللون وكان يرتدي  فانيلا بيضاء بعلاقي خرج وهو يهش الذباب الذي يحوم حول وجهه وهو يغالب النعاس وعندما أبصر شولوف العملاق فرح قال في ضجر  ويش فيك فرح أش تشتي  هذا الوقت؟ رد عليه فرح سأسافر غدا صباحا الي بربرة وسأهاجر الي اليمن لم يعد لي عيش في الصومال كل أسرتي ماتت وبيتي دمر ومزرعتي أحرقت ولا يوجد عمل والجفاف قضى على مابقي لي من ماشية نجت من الحرب ماذا اجلس اعمل هنا لا ماء لا كهرباء لا امن لا استقرار وعصابات حركة الشباب تسلب وتنهب من بقي له شيء يقتات به سأسافر بعد صلاة الفجر إلى بربرة وفيها سألتقي بالقرصان إدريس وسأعطيه أسورة ذهبية تعود لامي رحمة الله عليها و التي نجت من دمار منزلنا بأعجوبة وسألتقي به حدثني عنه صلاد ابن عمي الذي رحل منذ سنوات وهو الآن يعيش في اليمن يغسل السيارات في صنعاء اليمن بحي يدعى الصافية وعيشته جيدة بل من حديثه قال أنها صومال نبتت بوسط صنعاء ويطلق عليها اليمنيين مقديشو لقد شوقنا للرحيل والهجرة بل انه جاء بوقته لينقذنا من كل الحزن والآسى الذي يحيط بي ويعتصر قلبي ويفتت أكبادي وسحب الذكريات التي تكاد تصيبنا بالجنون حتي كدت أهلك شوقا لأهلي الذين اقتنصتهم يد المنون والعصابات المتناحرة طار النوم من عين شولوف وانفجر ضاحكاً مستطردا الي أين سترحل يا أخي فرح اعد عليا ماسمعته قال فرح وش فيك أخي شولوف قلنا لك لليمن هي لا تبعد سوي رمية حجر عن بربرة وهرجيسة كتم شولوف ضحكته وقال كان الرحيل في الماضي ممتعا وجميلا إلى اليمن أيام كانت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة يهتمون بنا ويلقون لنا بالا ويعتبرونا بشر أما ألان فمعسكرات استقبال اللاجئين أصبحت تشكو الزحام وتضيق بمن فيها والمانحون تراجعوا عما كانوا يعطوه بالسابق كما إن اليمنيون الآن صاروا يهاجرون من اليمن وأصبحت اليمن صومال أخرى لاماء لا كهرباء وأصبح المشايخ يتقطعون للناس وارزقهم تماما كأمراء الحرب عندنا وأصبح اللاجئون اليمنييون ينافسون اللاجئون الصومال ولا يقلون عنهم معاناة لقد اصبحو لاجئين ومشردين في وطنهم فكما لدى إخواننا اللاجئون الصومال في اليمن معسكر خرز بلحج والبساتين بعدن وجحين بابين لديهم لاجئون في مدارس عدن وأبين نتيجة حرب اليمن مع القاعدة ومخيمات للاجئين اليمنيين في المزرق بحرض سواء الذين شردتهم حرب صعدة أو الذين هجرتهم ورحلتهم المملكة العربية السعودية  وأصبح معسكر المزرق بحرض كالحقل الذي يسقي من ساقيتين قبل يومين كنت بمقهي كملخيه للانترنت وجلست جوار الصحفي محبوب وشاهدته يتصفح قصيدة شعرية لشاعر يمني كان عنوان القصيدة هي الصوملة ويقول فيها:
الي صومالنا اليمني    أخيرا صرت في وطني
جلبنا بؤسك. الافنى إلى صنعاء. إلى  عدني
وصدعا سد وحدتنا براه فأرنا المهني
فعفوا يا سعيدتنا هذا البؤس والمحن
ولا تسعفني الذاكرة بتذكر بقيت الأبيات
رد عليه فرح لقد عزمت على الرحيل وأردت أن أودعك وأوصيك تنتبه للأرض حتى وان كانت خراب ومحروقه والسماء لازالت تمطر جهاما ستظل أرضنا ومازلت احلم بتحرر الصومال من أمراء الحرب وأنانيتهم وتناحرهم على الحكم حتما سيعود صومال كما كان وستمتلي المروج والشعاب بالخضرة وستضج السفوح والمراعي بثغاء التيوس والبرابر والماشية وسيتدفق من جديد نهري جوبا وشبيلي
امتلاء ذلك الزورق المتداعي والمتهالك عن بكرة أبيه بعشرات الأجساد من النساء والأطفال والشيوخ كانوا فرحين ومتفائلين بتلك الرحلة وأخذ الزورق يمخر عباب البحر ويشق بطنه بقوة وراح فرح يمسح سطح القارب الصغير بعينيه ويتفحصه بفضول وتوقفت عيناه عند منظر لأم ترضع طفلتها ذات العامين من أثداء يابسة هزيلة لم يتبقى منهما إلا جلد والطفلة ترنو إليه بحيرة وعتاب كأنها تستنجد به وتستفسره عما حل بضروع أمها التي لم تألفها هكذا يوم ولدت وأكثر ما أبكاه تلك الدمعة بعين الطفلة وتحديها لها ورفضها البكاء والصراخ وذلك القهر والانكسار بوجه المرأة وجوارها أباها الشيخ العجوز هذا كل ماتبقى من أسرة صومالية هي الأخرى طحنت الحرب عائلها وشبابها ونسائها وبينما هو ينتحب من داخله دما وحزنا على الطفلة التي ذكرته بأخته خدوج التي قتلت في الحرب وكانت تقاربها بالسن وتشبهها فجأة بداء المركب يخفف من سرعته ويتهادي وتوقف تماما عن السير وتمركز خمسة عشر مسلحاً في أطراف المركب وهم يشهرون أسلحتهم الآلية ووقف ربان المركب قرصان التهريب يخطب انتباه أعيرونا أسماعكم مبروك وصلنا الى اليمن انتم الآن في المياه الإقليمية اليمنية حيث النعيم والخير ينتظركم, الآن بالدور وبهدوء كل واحد يأخذ سترة النجاة ويسبح باتجاه المكلا عاصمة مدينة حضرموت اليمنية ,أحتضنت الأم الصومالية صغيرتها إلى صدرها وراحت تستعطف الربان القرصان قائلة له:- الماء بارد والمسافة طويلة ولن استطيع العبور ببنتي كما أنها جائعة ومريضة وأبي شيخ كبير لايقوى على ذلك دحرها القرصان الغاضب بركلة من قدمه اليمنى في كتفها بدأت جلبة وعلامات تمرد على وجه اللاجئين لكن زخات من الرصاص لعلعت في ظلمات البحر المخيف كانت كفيلة لهم لاستعادة مآسي الحرب وأهلهم الذين قضوا فيها فلاذوا بالصمت وبدؤ باستلام أطواق النجاة المتهرئة وتقافزوا بقلوب واجفة في البحر الواحد تلوا الآخر كان آخر الذين بقوا المرأة وطفلتها وأباها أشفقت على طفلتها و توسلت إليهم أن يأخذوها لهم يربوها لاكن أحد القراصنة نخسها بسنكي بندقيته هيا لاوقت لدينا نضيعه معك لدينا مهمة أخرى لإعتراض السفن التجارية التي ينتظرنا الصيد الثمين على متنها نطقت الأم وأباها بالشهادتين وأمسكت بيد أباها اليابسة المعروقة واندلقوا في غيابة البحر وتلقتهم ظلمته الموحشة والتيار المندفع العنيف بصفعات وهيجان ومزيد من الاضطراب وبدأت آلاف من فقاعات حباب الماء تنقش ظهر البحر المضطرب مع كل جسد يغرق وكأنها حراشيف وحش خرافي من وحوش الأساطير القديمة
مدينة المكلا بزغ النهار وبدء رمح الشمس يرتفع ويرتفع وسطع قرص الشمس الاصفر بقوة فوق  شواطئ المكلا الجميلة وتجمعت جمهرة من الناس حيث لفظ البحر جسد عشرين جثة كان نفس المنظر يتكرر أمامهم بين الحين والآخر لكن ما أدمى قلوبهم وفطرها هذه المرة ذلك المشهد المؤثر والحزين لتلك المرأة الميتة والتي تمنطقت من وسطها إلى صدرها بملائه وقد ربطتها جيدا إلى عنقها وبها جثة طفلة رضيعة ميتة هي الأخرى وبينما هم في غمرة حزنهم ووجوهم ذلك تناهى إلى مسمع البعض أنين خافت كان يصدر من شاب أسود ملفوف بفوطة زرقاء ممزقة وقد تلطخت قدميه المرمريتين بسبخ البحر وتعفر شعره المجعد بالتراب وصلت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر اليمني  وتم حصر الجثث استعداداً لدفنها وتم إسعاف فرح تعافى فرح سريعا من حادثة الغرق وخرج يسأل عن صنعاء والصافية ورداع أخبروه أنها بعيدة وزوده بعض الأهالي بمزودة ماء وكيس به بعض الشطائر والخبز والكعك وأعطوه ملابس مستعملة لكنها جيدة ودلوه على الطريق الساحلي الذي يمر به ويسير رفقته الذين يلقيهم اليم للشاطئ والذين يقطعون مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام ميممين وجههم نحو المجهول والغربة والوحدة ينشدون صنعاء ورداع وصعده سواء للعمل في مزارع القات أو في مسح السيارات ربط فرح مزودة الماء بحبل وعلقها على كتفه واندفع نحو الطريق الساحلي وهناك شاهد رتلاً طويلاً من الأجساد السوداء النحيلة واندمج وانخرط بينهم بعد أن حياهم وانطلق معهم صوب المجهول لم يعرف فرح ما الوقت وكم قد قطعوا وبدأت قواه تخور وعضلات فخذيه تؤلمه وكان يجد صعوبة بالمشي كانوا قد ابتعدو كثيرا عن العمران وأوغلوا في الصحراء الشاسعة المترامية الأطراف كان الوقت عصر والزمهرير يشوي أجسادهم وفي الطريق قابلوا عدد من الكتل المتكورة على أنفسها وقد فارقت الحياة وبعضها قد سلبت ملابسهم حيث أخذها زملائهم لمكافحة الصقيع الشديد الذي ينخر العظام ويكاد يفتتها أخذوا يشخصون إليها بخوف وقد طاف بخاطرهم هاجس ان يلاقوا نفس المصير تلفتوا يبحثون عن مغارة اوتجويف صخري اوشجر يحتمون بها من شدة الصقيع لكن لم يجدو سوى الطبيعة الصامتة للصحراء الباردة وزمجرة الرياح التي أخذت تعوي بشدة كان عقد الرتل قد انفرط بفعل تساقط العديد من حباته البشرية بفعل الجوع والعطش وبعضهم قضى بفعل موجة الصقيع الشديدة لدرجة أنك لاتقوى على المشي حافيا من شدة برودة رمال الصحراء الناعمة والتي تجمد القدم وكأنها قدت من ثلج كان فرح هو الآخر لايقوى على المشي وقد نفد كل زاده ومائه وقد تورمت قدماه وبدء الجوع يعضه بنابه كان هو وخمسة من رفقته قد شردوا كثير وابتعدوا عن الرتل البشري المتصدع كانوا يمشون مترنحين أشبه بالموتى الأحياء الذين نشاهدهم بأفلام الرعب عندما لاحت لهم من بعيد أطلال مدينة وصلوا إلى أول المنازل طرقوا بوهن واستحياء طلبوا ماء وطعام بانكسار أطعمهم أهل المنزل والمنازل المجاورة وسقوهم تناولوا الطعام بشراهة وعبو من الماء كالهيم التي تظل في الصحراء لأسابيع وتعود شديدة الظماء سئلوا عن رداع وصنعاء ومعسكر خرز  ومعسكر جحين قال لهم الأهالي أنتم الآن بتخوم أبين والمعسكر يبعد بضع كيلو مترات نامو في إحدى الخرابات وعند الفجر مضوا ينشدون معسكر جحين للاجئين الصومال بلغوه بعد مسيرة نصف يوم وهم يقتربون من أسواره تصدت لهم عصابة مكونة من ثلاثين صوماليا مسلحين بالفؤوس والسواطير وقطع الحديد قالوا لهم بغلظة المعسكر لايتحمل المزيد ويضج بمن فيه ونصحوهم أن يحثو الخطى نحو رداع حيث العمل في مزارع القات مقابل المأوى والطعام أوصنعاء حيث العمل بمسح السيارات وأعمال البناء أو صعدة حيث بإمكانهم العمل بمزارع العنب والرمان  انهزموا عن أسوار معسكر جحين للاجئين وبدءو رحلة أخرى من المعاناة والسير الطويل نامو ليلتهم تلك في أنقاض إحدى المنازل التي دمرت بفعل حرب اليمن مع تنظيم القاعدة كان الجو باردا والصقيع شديد جدا تجمدت عظام أربعة من الرفاق وماتوا من وطأة القر والإرهاق سلب فرح ورفيقه ملابسهم المتسخة الخارجية والتفعو بها وأسنانهم تصطك بقوة وخبئوا في أكياسهم نعالهم البلاستيكية المتقطعة توجهوا في الصباح الباكر نحو إحد المطاعم طلبوا طعام هز صاحب المطعم رأسه كان كريما ورحيما بهم وضع لهم خوان ممتلي بالطعام آكلو حتى تعبو ونزلت دموعهم من مآقي عيونهم من شدة الأكل وشربوا حتى الثمالة ملئوا زوادات الماء وخبئوا باقي الطعام بأكياس أخذوا يغذون السير نحو صنعاء لابد من صنعاء وإن طال الزمن إصرار عجيب وشوق غريب لصنعاء وكأنها فردوسهم الموعود كانوا يمشون تحت قبة الليل اجتازوا عدة مدن وقرى مرورا بالحبيلين والضالع وقعطبة أخير وصلو يريم التي تتربع في شموخ فوق هضبة  نقيل صيد الشاهق والملتوي نامو في باحة إحدى المساجد حدث جوارى فرح مارايك لو نتوسل للسيارات المارة تقلنا الي صنعاء أو حتي ذمار وأشار إلى قدميه القذرتين المتشققة رد عليه فرح أنا أشعر بتعبك ومعاناتك لكن أنت تعرف إننا لاجئون والناس هنا لا يقوون على حملنا فالمواطن اليمني فقير ويعول أسرة ويبحث حتى يكاد يحصل على قوت أطفاله كما أن التوجس والخوف منا يجعلهم يعزفون عن صحبتنا ويقلونا معهم نام فرح الذي كان يحلم حلماً جميلاً بعمله في منظمة إغاثة في اليمن وراتب ضخم من الأمم المتحدة لكنه انتفض مذعوراً في الهزيع الأخير من الليل وقد تبدد حلمه على صرخة ألم  شقت سكون الليل من رفيقه جوارى الذي كان يتلوى كالثعبان ممسكا بمنتصفه بكلتا يديه من شدة الألم والوجع ولم يجد فرح ما يداويه سوي أن يحتضنه إلى صدره ويحاول أن يسقيه لكن جوارى رمقه بنظرة أخيرة وعلى شفتيه ابتسامة شاحبة قبل أن يشخص ببصره ويذوي كزنبقة في التراب ويفارق الحياة بسبب مغص كلوى حاد قضى عليه وضاعف من شدته البرد كانت ليلة ليلاء حالكة الظلام وشديدة القر أغمض فرح عيني جوارى و تأنيب الضمير يوخزه بقوة وكان يتمنى لو جوارى لم يمت بعد أو يعود للحياة لوافقه الرأي وتحمس لمقترحه كم أنت قاسي وأناني يافرح حتي في لحظاته الأخيرة ترفض أن تسعد ذلك البائس الذي لم يكن يرجو أن ينال  من حطام الدنيا سوى أن يريح قدميه المتعبتين من المشي ولو لكيلو متر واحد ,استوحش من المكان ومضى تحت جنح الليل البهيم  يسري ويتخبط لا يلوي على شيء مشى بكل إصرار وعزيمة اجتاز ذمار وقاع جهران ومعبر مر بخدار و بلاد الروس ونقيل يسلح هدئ من سرعته أمام نقطة تفتيش رمقه إحد الجنود بازدراء وهو يشير له بيد أن يواصل مسيره وبالأخرى كان يسف سعوطه الكريه الذي يطلق عليه بردقان, أصيب فرح بالتهتك العضلي لكنه اخذ يجري ويجري بكل مايملك من قوة وقد تخلص من مزودته وأكياسه وتحول إلى عداء أولمبي في سباق مارثون حتي كان على مشارف حزيز ودار سلم بدأت دقات قلبه تدق بعنف وأنفاسه تتسارع وأصابه الوهن  التام أخيرا نال مبتغاه وبدأت قدماه تثقلان وخر جثة هامدة وقد أصابه مرض التعب العضلي  وإجهاد السير الطويل الذي اتعب عضلات قلبه الحالم والبائس ومات , وغفي غفوته الأخيرة وصنعاء والصافية على مرمى حجراً منه
                               

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص