واستذكر رئيس الوزراء، في البرقية، الجهود المخلصة لفخامة الرئيس منذ انتخابه لبناء اليمن الجديد والدولة المدنية المنشودة التي رسمت معالمها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والمحطات والمواقف الشجاعة لفخامته في التصدي لمن عرقلوا ذلك المشروع، وإحباطه للمشروع الإيراني الخبيث في اليمن، بدعم سخي وأخوي من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

وفيما يلي نص البرقية:

فخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة

تحية تقدير واحترام وبعد :

يسرني باسمي ونيابة عن أعضاء مجلس الوزراء، أن أبعث لكم وعبركم إلى شعبنا اليمني العظيم، باسمى آيات التهاني والتبريكات، بمناسبة الذكرى السادسة لانتخابكم رئيساً للجمهورية اليمنية، في عملية تحول سياسي تاريخية في حاضر ومستقبل اليمن، حملت معها آمال وتطلعات وثقة جميع اليمنيون في قيادتكم لبناء اليمن الجديد المرتكز على مبادئ العدالة والمساواة وتجاوز مظالم الماضي والتوزيع العادل للثروة والسلطة.

وهي مناسبة، لنجدد لفخامتكم وقوفنا الدائم خلف قيادتكم الحكيمة، لخدمة قضايا الوطن والشعب، ودفاعاً عن الجمهورية والوحدة دولة اتحادية وتحقيق التطلعات التي دفع شعبنا اليمني اثمان غالية في سبيل الوصول اليها، عنها في وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي أجمع عليه اليمنيون في موقف تاريخي غير مسبوق ودعم إقليمي ودولي لا نظير له، وعشنا معكم وكل شعبنا لحظة بلحظة كل الجهود التي بذلتموها لتجنيب اليمن الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيات الحوثي المسنودة إيرانياً والمهددة لأمن واستقرار المنطقة.

فخامة الرئيس:

لقد عرف فيكم الوطن مناضلاً صلبًا، وقائدًا سياسيًا مجرباً، حقق نجاحاً لم يتوقعه الجميع، المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم في هذا الظرف الاستثنائي، وليس آخرها تعاملكم الحكيم والحازم مع الأنقلاب على الشرعية التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن مؤخراً، وتوجيهاتكم المستمرة للحكومة لتجاوزها وتطبيع الأوضاع بالتنسيق مع قيادة التحالف العربي.

فخامة الرئيس:

إننا ومعنا شعبنا اليمني، نتطلع بأمل وثقة إلى الانتصارات الكبيرة التي يسطرها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بإسناد من قوات التحالف العربي، في إنهاء كابوس الانقلاب قريبا واستعادة الشرعية، وبسط السيطرة على كل التراب اليمني، وحماية الجمهورية ومكتسباتها، لنمضي مجدداً في استكمال مشروعنا الوطني في بناء الدولة اليمنية الإتحادية، والمستقبل المشرق.

ونؤكد لكم أن الحكومة وبهدى من توجيهاتكم السديدة، تواصل بجهد دؤوب تحقيق المهام والمسؤوليات الواجبة عليها تجاه أبناء شعبنا اليمني في المحافظات المحررة أو تلك التي لا زالت تحت سيطرة الانقلابيين، وتعمل جاهدة على تجاوز كل الصعوبات والتحديات الموضوعية الناجمة عن تبعات الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإيرانية.

وتحت قيادتكم أخي الرئيس ستواصل الحكومة، جهودها للتغلب على ما تبقى من صعوبات، لتحسين الخدمات الأساسية في العاصمة المؤقتة والمحافظات المحررة، وتطبيع الأوضاع بشكل كامل واستمرار إعادة الإعمار، ومواصلة الدعم لأبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الحوثيين.

وبفضل دعمكم في العام الماضي حققنا نجاحات لمسها المواطن في المحافظات المحررة من استقراراً في المرتبات المدنية، واصراراً نحو تأمين المرتبات العسكرية بانتظام لتشمل الشهداء والمعاقين إعاقة تامة، واستقراراً في خدمات الكهرباء والماء وهي في تحسن مستمر، ودعمنا جهوداً يبذلها كل العاملين في قطاع الدولة لجعل الخدمات العامة متاحة لجميع المواطنين، وخاصة في مجالات الصحة والتربية والطرقات والنظافة والاتصالات والقضاء والادارة العامة.

لقد بذلنا جهدنا في إدارة البلاد وفق ما هو متاح في امكانيات على شحتها، وفي ظروف الحرب، والتناقضات الاجتماعية الحادة ، في مواجهة مستمرة مع عناصر الإرهاب القاعدة و داعش.. ووضعنا حجر الاساس لمشاريع يجري تنفيذها، واخرى تم انجازها، وثالثة يجرى التخطيط لها بخبرات وطنية وكفاءات محلية في كل القطاعات.

فخامة الرئيس:

مجدداً نؤكد لكم فخامة الرئيس

– إننا عازمون تحت قيادتكم على تجاوز كل الصعاب، وعهدنا الذي أقسمناه ووعدنا بتحقيق تطلعات اليمنيين المعبر عنها في مخرجات الحوار الوطني الشامل، لن نتراجع عنها مهما كانت جسامة التحديات، ولشعبنا نقول، لا تخافوا من المستقبل، لأن الأيام المقبلة ستحمل لليمن من جديد السلام والاستقرار والازدهار وسنبني معاً يمناً اتحادياً جديداً نتجاوز به أزمتنا الاجتماعية المتكررة ونتغلب جميعاً فيها على ثقافات الإقصاء والإلغاء، والعنف المصاحب للأنقلابات.

نكرر شكرنا وتقديرنا لمن شاركونا الهم والمصير ووقفوا ولا يزالون مع شعبنا اليمني في محنته، واستجابوا لندائه الأخوي في موقف بطولي صادق وشجاع وتاريخي، تجسد بتشكيل التحالف العربي الذي أطلقه ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبمساهمة فعالة من دولة الإمارات العربية المتحدة والشكر موصول لكل قادة وحكومات وشعوب دول التحالف البحرين، والكويت ومصر والسودان وكل من تعاطف مع قضيتنا، ونستذكر بإجلال وإكبار تضحياتهم ونترحم على شهدائهم الأبطال، وندعو بالشفاء للجرحى.

كما هي تحية إجلال وإكبار لأبطالنا الأشاوس المرابطين في جبهات العزة والكرامة من جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية الباسلة في كل ميادين الشرف والبطولة، الذين يسطرون الانتصارات المتوالية، ويسابقون الزمن لتتويج هذه التضحيات بالانتصار الكبير وتحرير باقي مناطق الوطن من سيطرة أذناب إيران وأدواتها ومخلفات الإمامة البائدة، ونترحم على كل الشهداء الأبرار، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى والمختطفين.

حفظكم الله ذخراً لليمن، فخامة الرئيس، وبوركت خطواتكم الحكيمة الوثابة على طريق بناء اليمن الاتحادي الجديد والانتصار لآمال وتطلعات الشعب اليمني.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الدكتور/ احمد عبيد بن دغر

رئيس مجلس الوزراء

21/2/2018

المصدر : وكالة سبأ