الرئيسية - محافظات وأقاليم - الغام الحوثيين .. سبب آخر لشقاء اليمنيين (صورة + تفاصيل)
الغام الحوثيين .. سبب آخر لشقاء اليمنيين (صورة + تفاصيل)
الساعة 06:24 مساءاً (تقرير /الميناء نيوز /رويترز )
كان ياسر ياسين يقود سيارته على طريق على الساحل اليمني المتعرج على البحر الأحمر عندما طارت السيارة التويوتا هايلوكس في الهواء بفعل انفجار.

وعندما استعاد التاجر البالغ من العمر 30 عاما وعيه أدرك أنه لا يستطيع تحريك ساقه اليمنى أو يرى بعينه اليمنى.

كانت سيارة ياسين قد داست على واحد من آلاف الألغام المضادة للدبابات التي خلفتها مليشيا  الحوثي وراءها قبل ثلاثة أشهر عندما انسحبت من منطقة ميناء الخوخة عقب تعرضها لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، على أيدي قوات الجيش والمقاومة هنالك.

لم يكن شفاؤه سهلا رغم المساعدة التي قدمها له التحالف العسكري المناهض للحوثيين ومن أبرز أعضائه السعودية والإمارات.

وقال ياسين وهو يستند على عكازه أثناء زيارة لمستشفى المخا لمتابعة حالته بعد الانفجار الذي وقع في فبراير الماضي ”أخذوني (التحالف) إلى عدن وهناك عالجوا ساقي لكن حصلت مشكلة في الأجزاء المعدنية وأصيبت ساقي بعدوى“.

 ولحق باليمن دمار شديد خلال الحرب الدائرة منذ ثلاثة أعوام والتي تقاتل فيها حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من الائتلاف العربي بقيادة السعودية لطرد الإنقلابيين  الحوثيين من المدن التي سيطروا عليها في عامي 2014 و2015.

وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم وتقول جماعات حقوقية،أن من  بينها ناتج، مما زرعه الحوثيون من ألغام محرمة مضادة للأفراد.

ولم يرد مسؤولون حوثيون على طلب من رويترز للتعليق.

ويمكن رؤية نتائج استخدام الألغام الأرضية في ممرات المستشفى في مدينة المخا الواقعة على مسافة غير بعيدة شمالي مضيق باب المندب الاستراتيجي، حيث كانت تمتلئ بالضحايا والزائرين خلال زيارة رويترز للمستشفى في الآونة الأخيرة.

 مزروعة عشوائيا

شق الأطباء ومعاونوهم طريقهم بين رجال مسلحين لتقديم الإسعافات الأولية للمرضى المصابين في انفجار ألغام والمصابين بالشظايا وفي انفجار قذائف المورتر.

قالت رشيدة ابنة الثلاثة عشر ربيعا والتي تم تركيب ساق صناعية لها ”كنت أسير مع أخي ودست على لغم وانفجر“.

وقال والدها إنها لم تذهب قط إلى المدرسة لأن أقرب مدرسة من قريتهم في محافظة تعز تقع على مسافة 30 كيلومترا وأغلقت بعد اجتياح الحوثيين تعز.

وقال سكان وعاملون في القطاع الطبي في المخا وقرى قريبة منها إن الألغام تسببت في خسائر بشرية أكبر من خسائر الاشتباكات في المنطقة التي شهدت إخراج الحوثيين من بعض المناطق الساحلية على البحر الأحمر منذ 2016.

وأضافوا أن المتفجرات مدفونة عشوائيا في مختلف أنحاء المنطقة بما فيها مناطق سكنية وملاعب وتحت الأشجار حيث اعتاد اليمنيون الجلوس لمضع القات.

ولم يتضح عدد من فقدوا حياتهم بسبب تلك الأسلحة غير أن طبيبين ومسؤولا حكوميا قالوا إن العشرات ماتوا في مناطق المخا والخوخة الساحلية منذ أن طرد الحوثيين منهما في أوائل 2017.

وقالت القوات المسلحة في الإمارات والقوات اليمنية إنها تزيل ما بين 250 و300 لغم أرضي كل أسبوع في المنطقة الغربية.

وتم التخلص من أكثر من 40 ألف لغم منذ أن سيطرت قوات الجيش والمقاومة، بدعم من  التحالف العربى،  على ساحل البحر الأحمر في سلسلة من المعارك بدأت في 2016.

محلية الصنع

وقالوا إن نحو 90 بالمئة من الألغام الأرضية مصنوعة محليا وأغلب الضحايا من المدنيين.

وقال خبير في المتفجرات بالقوات المسلحة الإماراتية طلب عدم ذكر اسمه ”لديهم(مليشيا الحوثي) أيضا ألغام أرضية روسية الصنع أخذوها من مخازن الحكومة عندما اجتاحوا العاصمة صنعاء“.

وسلحت الإمارات ودربت وتدفع أجورا لآلاف المقاتلين من المحافظات الجنوبية الذين يطلق عليهم المقاومة الجنوبية من أجل السيطرة على مناطق ساحلية في غرب البلاد ودفع الحوثيين إلى التقهقر لمعاقلهم الرئيسية في شمال البلاد.

وتدخل الحرب في اليمن عامها الرابع هذا الشهر، وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها الحوثيون في مناطق بغرب اليمن فهم لا يزالون يسيطرون على أغلب المناطق المكتظة بالسكان.

ويجد ملايين المدنيين أنفسهم محصورين بين الضربات الجوية المكثفة التي يشنها التحالف والحملات الصارمة التي ينفذها الحوثيون فيما تضرر ما يقدر بنحو ثمانية ملايين شخص من المجاعة والكوليرا والدفتريا بينهم مليونا طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش العام الماضي الحوثيين إلى التوقف عن استخدام الألغام الأرضية واحترام معاهدة أوتاوا الموقعة عام 1997 والتي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 1999. ووقع اليمن على المعاهدة عام 1998.

وقال غسان مسعودي مدير مستشفى المخا ”أغلب الضحايا الذين نجوا فقدوا ساقا أو الاثنتين، وأصبح الكثيرون معوقين وغير قادرين على القيام بأي عمل بدني“. وأضاف أن الجناح العسكري في المستشفى يعالج أيضا ضحايا الألغام من المدنيين.

ويحظى هذا الجناح من المستشفى بأكبر قدر من الاهتمام من الحكومة المعترف بها دوليا ومن التحالف الذي تقوده السعودية إذ يقدم العلاج لمقاتلين من جبهات في منطقة الجراحي- التي تبعد نحو 90 كيلومترا- حيث تواجه المقاومة الجنوبية وحلفاؤها من السودان العضو في التحالف قصفا مكثفا من الجانب الحوثي.

وقال ياسين إن التحالف لن يدفع مقابل رحلته إلى الهند، حيث ينشد كثير من اليمنيين الرعاية الطبية، عندما احتاج لجراحتين جديدتين في عينه وساقه لأنه ليس مقاتلا.

واضطر ياسين للدفع بطريقته الخاصة.وقال ”بعت بقايا السيارة وذهب أمي وزوجتي، وذهبت إلى الهند حيث أنفقت 8500 دولار. ما زلت لا أرى بعيني“.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص