الرئيسية - تحقيقات - نادي أدبي في عمق صنعاء العاصمة يتحدى الحوثة ويمارس الحياة عكس رغبتهم (صور وتفاصيل)
نادي أدبي في عمق صنعاء العاصمة يتحدى الحوثة ويمارس الحياة عكس رغبتهم (صور وتفاصيل)
الساعة 01:53 مساءاً (الميناء نيوز- متابعات)
ربما هي عجلة الحرب فقط الدائرة في اليمن، وما عداها يشهد شللاً كاملاً، بما في ذلك الحراك الثقافي. لكن جهوداً فردية يحاول من خلالها أدباء ومثقفون تحريك المياه الآسنة، في المشهد الثقافي والأدبي. فمساء كل أربعاء يلتقي كتاب وشعراء ونقاد ومبدعون، في مقر نادي القصة اليمني "إل مقه"، لإقامة ندوات ثقافية تتنوع، بين النقد والاحتفاء بإصدارات أدبية أو فعالية تكريم رمزي لرواد الأدب والثقافة في البلاد. و"إل مقه" اسم غريب ورد أكثر من ألف مرة على النقوش المكتشفة في آثار الجنوب اليمني، واصطلح على أنه يرمز لإله معبود، كما جاء في كتاب "الديانة العربية القديمة" للمؤرخ الدنماركي ديتلف نيلسن. ومنه استمد كتاب القصة اليمنيين، الذين ينتمون لجيل التسعينيات، رمزاً لتجمعهم الأدبي "نادي القصة اليمني" الذي شُكل في 1996. لكن النادي يمثل اليوم واحداً من الظواهر الأدبية والثقافية، ومتنفساً لمثقفي ومبدعي البلاد، خصوصاً بعد توقف الحركة الأدبية منذ اندلاع الحرب مطلع 2015. تلك هي الفكرة الرئيسية في محاولات الأدباء والمثقفين اليمنيين، التمسك بقشة أمل من الحركة الإبداعية والفنية، حيث لا صوت يعلو على صوت الحرب والبندقية والمدفع. في قاعة صغيرة بمقر نادي القصة اليمني، وسط العاصمة صنعاء، تتوزع كراسي بشكل غير مرتب. ويبدو أن الحضور كانوا في دائرة نقاش أدبية، درج النادي على تنظيمها بشكل مستمر. ويعم الهدوء مدارج النادي الصغيرة، بما يعكس الحالة الثقافية اليمنية الراهنة. وفي الصالة الرئيسية يتبادل ثلاثة شبان الحديث بود عن الحالة الأدبية الراهنة، وكان أحدهم يحمل آلة "جيتار"، ويعزف للحضور، في ندوة انتهت للتو. يقول موسى سلمان، شاب يدرس الأدب الفرنسي في جامعة صنعاء، للأناضول، إن نادي القصة يمثل آخر الوجهات الثقافية للمبدعين، في زمن الحرب وانهيار كل ما له صلة بالحياة والجمال. ويضيف "نحن نتنفس في النادي، نشعر بأن الحياة تعود لنا، ونحن مواظبون على الحضور بشكل دائم". ويتفق معه القاص محمد الغربي عمران، رئيس النادي، ويقول، للأناضول، إن النادي يحاول لملمة المبدعين اليمنيين، وتقديمهم للمجتمع، رغم ظروف الحرب القاسية. ورغم تلك الجهود، اضطر النادي إلى تعليق فعاليات أدبية، وإلغاء أخرى. وخلال الأسابيع الأخيرة، احتفى النادي بأول رواية في تاريخ الأدب اليمني والجزيرة العربية "فتاة قاروت"، صدرت في العام 1927، للروائي الراحل، أحمد عبدالله السقاف. كما نظم حفل توقيع رواية "ثورة عاشق" للأديب فاروق مريش، وكرم الروائية نادية الكوكباني بدرع النادي، كأبرز روائية يمنية للعام 2017. ويقول الغربي عمران، إن ندوات النادي استمرت بشكل منتظم ولم تتوقف، رغم الحرب المستمرة، وانهيار الوضع الاقتصادي والإنساني. وحول الكيفية التي واجه بها النادي ظروف الحرب، قال عمران "الأدب فسحة أمل لنا، ونلتقي (نحن الأدباء) كما يلتقي الأصدقاء". ويضيف "أجزم بأن الحرب لم تبدأ بعد في صنعاء". ووفق عمران فإن النادي له نشاطات عديدة، منها طباعة 7 إصدارات، والاحتفاء بكل إصدار جديد، وتكريم بعض الشخصيات، وتنظيم جلسات نقدية، وإلقاء نصوص للشباب. لكن النادي يعتمد بشكل كبير على جهود ذاتية، ولا تحظى نشاطاته بأي دعم حكومي أو أهلي. وعزا القاص اليمني ذلك إلى الحب الجارف للأدب، وقال "حين تؤمن بشيء وتعشقه يكون الأمر سهلا، نتبرع لأنشطته بحب، ولا يوجد أي تمويل حكومي، أو غيره". ولأن لقمة العيش هي ما تشغل بال اليمنيين، لذلك لا تحظى أنشطة النادي الثقافية بتفاعل كبير، لكن الحضور يبقى "جيداً، والتفاعل أروع"، وفق عمران. أدب الحرب له حيز من فعاليات النادي، وتظهر في الأعمال الإبداعية، مثل القصة والرواية، لكن النادي لا يتطرق لها من جانب سياسي. وأغلب أنشطة النادي تتمحور حول النص، والنقد، والمبدع، ولا يناقش أهل الحرب. وينعكس نشاط النادي على المشهد الثقافي، مما دفع الغربي عمران لأن يقول إن المشهد الثقافي جيد، وهناك إصدارات أدبية من القاهرة ومن بيروت وغيرها. وأضاف "قد تستغرب إذا قلت لك إن القصة والرواية في اليمن تتطور وتنتشر، في مقابل موت وشلل لدى الشعر والشعراء، الذين استهلكوا أدواتهم ويكرروا ما قيل". وكانت عجلة الإنتاج الأدبي قد عادت للدوران في اليمن، رغم الحرب، في أغسطس/آب 2016، وبدأت معها حكايات الحرب والثورة والفقد والحنين وتراجيديا المصائر الإنسانية. وبدأها الأديب والقاص محمد الغربي عمران في روايته "مسامرة الموتى"، التي صدرت عن دار الهلال المصرية، وبعدها صدرت العديد من الأعمال الروائية والقصصية. ومنذ نحو 3 أعوام، تشهد اليمن، حربًا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" من جهة أخرى. خلفت الحرب المتواصلة أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات أكثر من 20 مليون شخص، أي 80% من سكان البلد العربي الفقير، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة. وأعلنت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، الحصول على تعهدات من المانحين بقيمة ملياري دولار، لخطة الإغاثة في اليمن 2018.، من إجمالي 3 مليارات دولار طلبتها. المصدر: الأناضول

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص