"بن دغر" ظل يرسم خطوط سيره في معالم واضحة الوطنية والانتماء ولم يتماهى بأهداف أيدولوجية عبر أطر ضبابية، حتى وهو يترأس حكومة للشرعية في وقت يناضل اليمنيون لاستعادة مؤسساتها من إنقلاب غاشم وفي وقت تواجه الشرعية خنجر غدر من قوى حملت على عاتقها معولا لتمزيق الوطن المسلوب لدى أذناب إيران.
لم تكن لديه خطوط رمادية بل كان واضحا حد الشفافية، فقد أعلن انحيازه لخيار الشعب الرافض لاستمرار الانقلاب وبروز قوى هدامة على هامش هذا الانقلاب البغيض كما سبق له ان أعلن التمرد على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وهو الذي كان أحد أبرز أركان نظامه وجناح حزبه بعد ان رآه ينحاز للانقلاب الميليشاوي ويتنصل عن مبادئه الوطنية.
ظل "بن دغر" يتربع باتزان على كرسي المهام الحكومية دون أن تدفعه مطامع آنية او ذاتية للتهور كما فعل أمثاله ركونا على فتات يجود بها آرباب المصالح.. لقد كان أكثر امتثالا في مواجهة التحديات المفتعلة لافشال حكومته والتي كان إحداها سحب الدولار من السوق وإختلاق الأزمات والفوضى وصولا إلى التمرد المسلح.
تمضي عجلة الاحداث والكل يرى في الدكتور أحمد عبيد بن دغر كنزا مدخرا في فك طلاسم الازمات فله حجمه الذي ظل يوازي المؤامرات التي تحاك لافشاله.
ولبن دغر كالعادة موقفا فوريا وجليا في مواجهة الانقلاب والانحياز الى الشرعية، فهو الذي لا يستسيغ مفهوما للمناورات السياسية ان كانت خارج قنواتها الشرعية ولتحقيق رغبات ومصالح بطرق التوائية، فهو الذي يحب ان يكون اكثر وضوحا في وقت يكون الاخرين اكثر التفافا ومرواغة.
ولهذا فهو رغم التربص به، لم يدع للمتربص فرصة الاجهاز عليه او التسلق على اخطائه.
جميع القوى اللاعبة على المسرح اليمني حاليا تدرك حجم شخيصة "بن دغر" وهي تدرس بعمق معنى تجاوز شخصية بحجمه رغم محاولات استهدافه وهو يتربع الان على منصب رئيس الحكومة ويخوض معركة استعادة الشرعية المسلوبة لدى عملاء ايران ومؤسسات الدولة اليمنية التي صادرتها مليشيا طهران بقوة السلاح لدى استغلالها الصراع القائم بين الاطراف السياسية في خضم ثورة 2011 حيث ان طبيعة هذه المليشيا استغلال الاحداث وتحقيق مطالب داعميها ولو على اشلاء ابناء الوطن، وهنا يكمن الفرق بين المنحازين للشرعية والمنحازين للانقلاب.
لذلك نرفع له القبعات احتراما وإجلالا لصموده الاسطوري في وجه الطوفان الفوضوي وعدم خذلانه لأبنائه الذين اثبتوا ان ولائهم للوطن ولبيرق العزة والصمود والنصر.. لقد خذله الإعلام مؤخرا وقصفته المقاتلات وحيكت له المؤامرات مرارا وتكرارا في محاولات بائسة لكسر عزيمته لكن أعدائه أيقنوا أنه يشتري لا يبيع وأن ثباته ودم رفاقه سيغرقهم جميعا.
أيها الأب الحنون والوطني الجسور يا قلبنا النابض ووجهنا الوطني المشرق وظهرنا الصلب الجسور.. يا دمنا الثائر وروحنا السبتمبرية الشامخة وعقلنا الوحدوي النقي الأصيل.. يا سليل النعمان ولبوزة والزبيري وعبود.. لقد أوجعوا رؤوسهم وهم ينطحون صخرة يمنيه صماء، لم تلتفت لمغامراتهم الصبيانية ولن تلتفت.
لقد مضيت صامداً شامخاً كما نحب أن نراك، فلك منا كل الحب وعظيم الإجلال والتقدير، ودمت شامخاً في زمن الإنكسار .
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً