توفيق علي
كلمة بن دغر أغنية محبة لحنها السلام!
الساعة 01:08 صباحاً
توفيق علي
لم يسبق أن استمعنا لخطاب بليغ ومسؤول ومؤثر جداً كالذي ألقاه بن دغر اليوم في اجتماع مجلس الوزارء. كان خطاباً ينم عن نوازع الخير والحكمة وبعد النظر وهي سمات يتمتع بها السياسي ورجل الدولة بن دغر ووضعت النقاط على حروف المأساة التي تسبب بها انقلاب المجلس الانتقالي.
 
في المقابل نجد الكثير من المغرر بهم، أومن غره بريق شعارات مجلس عيدروس، ما يزالوا يرفضون التعاطي المنصف والمتجرد مع خطاب بن دغر ودعوته اليوم التي كانت بمثابة تطبيب لجراح عدن التي خلفها انقلاب الأسبوع الماضي وحملت في مضمونها عنوان “إذهبوا فأنتم الطلقاء” وقبلها دعواته المسؤولة والحكيمة منذ توليه قيادة دفة الحكومة.
 
كنت أتمنى أن يتعاطى المجلس الانتقالي بإيجابية مع ما جاء في خطاب بن دغر لا بث لغة التشكيك والتخوين مجدداً . وهنا نتساءل لماذا لم يقتنعوا بما جاء في كلمة بن دغر . هل لأنه ساوى بين من قتل معتدياً في صفكم ومعكم بعد أن غررتم به، وبالشهداء الذين دافعوا عن الشرعية وعن أمن عدن واستقرارها ونهضتها المنشودة؟، أم لأنه دعا لمصالحة اجتماعية تنهي آثار الإنقلاب وتهيء عدن لخطط الحكومة الواعدة بدعم الأشقاء والأصدقاء ؟ أم لأنه قال اذهبوا أنتم الطلقاء شكلوا حزب سياسي دون سلاح، ام لانه دعا الأشقاء للتحقيق في ادعائكم بالفساد ؟
لماذا تتذمرون؟ هل لأنه طلب منكم تشكيل حزب سياسي للوصول للسلطة دون اللجوء للاقتتال والانقلاب واغتصاب السلطة ومؤسسات الدولة فعرفتم حجمكم الحقيقي ؟ أم كنتم تريدون الوصول للسلطة بسرعة مختصرة على أشلاء ودماء أبناء الوطن الواحد ؟
 
أم ضاقت صدوركم لأنه دعا إلى مصالحة وطنية اجتماعية في عدن والمحافظات المجاورة تنظف ما علق بالنفوس من حقد وبغضاء بين الاخوة التي تسبب بها زيف ما زرعتموه في نفوس أبناء البيت الواحد جراء الحشد اللامسؤول لآلتكم الإعلامية غير المسؤولة وغير المنصفة ؟ هل يعقل أن يغضب أحد من دعوة رجل الدولة للمصالحة وطي صفحات الكراهية والتصعيد الهدّام ؟
 
أم لانه وصف ماحدث في عدن بالتمرد والانقلاب ، فإن غاضكم هذا الوصف فماذا تريدونه ان يسميه وقد وجهتم أسلحتكم بكافة أنواعها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة نحو قصر الدولة واقتحمتم دار القضاء الأعلى والمقر الحكومي وأطحتم بصورة الرئيس رمياً بالرصاص ودستم على علم البلاد ورمزية الدولة؟ ماذا يمكن أن يسميه؟ اقل مايمكن أن يسمى انقلاب وتمرد والأعظم من ذلك خيانة عظمى .
أم لم يعجبكم مساواة الرئيس شهداء جيش الدولة الرسمي بمليشياتكم واعتماد الجميع شهداء ومنح الجميع تعويض مالي واعتماد مرتبات لأسرهم؟ نعم لانكم سوف تخسرون الكثير.. وقد خسرتم أبناء عدن وأسر من غررتم بهم
 
كلمة بن دغر اليوم أشبه بأغنية سلام ومحبة جمعت في حروفها الحكمة وثقافة المفكر السياسي وقدمت بلحن وطني فيه من بعد النظر وتغليب المصلحة العليا الكثير والكثير من الشجن والعذوبة ليؤكد مجدداً أنه رجل المرحلة بامتياز.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص