كلنا يعرف جيدا مدى كارثية الازمة التي مرت بها اليمن عموما وتعز على وجه الخصوص منذ إجتياح الحوثين عمران مرورا بسقوط العاصمة صنعاء في أيديهم وأستلامهم كل مقدرات الدولة العسكرية والأمنية والمالية وإجتياح المدن اليمنية الواحدة تلو الاخرى وصولا الي تعز وعدن ، وإستهداف القصر الرئاسي في عدن بطائرات الدولة وذلك بعد محاصرة الرئيس في صنعاء ووضعة تحت الاقامة الجبرية ، فإن كل شخص يستوعب ذلك يدرك حقيقة حتمية وهي أن الحكومة الشرعية ممثلة بقياداتها السياسية عبدربه منصور هادي وأحمد عبيد بن دغر قد لعبت دور أقل ما يمكن وصفه بالبطولي وصمدت صمود اقل ما يوصف بالأسطوري في معركة إستعادة الدولة والحياة التي أختطفتها عصابات القتل والدمار القادمة من أدغال مران. في ضل حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر أسست الحكومة الشرعية دولة من نقطة الصفر ، كلنا نعلم يقينا انها استلمت دولة لا تملك سوى أسمها فقط ، دولة مسلوبه الاركان ، مسلوبة الارض والجيش والسيادة والانسان ، الا من ورقة الشرعية التي تكاد تتهاوى أجزاءها ، لا وزارات لابنوك ولا أرصدة مالية ولا جيش لا امن لا سلاح لا حرية ، علاوة على ذلك ، الا انها تمكنت ان تنجو بهذا الشعب المغلوب وانقاذه في اللحظة الاخيرة من تحت مقصلة الاستبداد وأمسكت بيده قبل أن تغرق في وحل الجوع والفقر والحرمان والمرض ، ليس بأي شي الا بقوة إرادتها وحكمة سياستها ، وليس لاي شي الا لله وللشعب والوطن، حيث وأنها استطاعت أن تأسس المقاومة الشعبية في تعز وفي مختلف مناطق الجمهورية الامر الذي مكنها من إجلاء المليشيات الحوثية وتحرير أكثر من نصف مساحة الجمهورية . انه لمنجز عظيم استطاعت الخروج به من رحم الاحلام الي رحاب الواقع ، غير ان الاعظم منه والذي قد لا يشعر به الكثيرون هو عضها بالنواجذ على ورقة الشرعية . كما أن حكومة بن دغر لعبت دور سياسي ودبلوماسي تصب عصارته نحو توطيد وتقوية اواصر التحالف-الذي يعتبر سابقة فذة في تاريخ البلد الحديث والمعاصر -العربي لاستعادة الشرعية ، حيث أنه لم يحدث من قبل قط أن قد أختلطت الطين التي تبنى بها اليمن بدماء الاهل والاشقاء. جلبت حكومة بن دغر الدعم العسكري واللوجستي ليس لشي الا للإنتصار في معركة الوطن. الحكومة الشرعية بقيادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وضعت البنى الاساسية لأعمدة الدولة وأعادت المياة الى مجاريها و استعادة الحياة الطبيعية للإنسان اليمني وذلك من خلال القيام بتأسيس جيش وطني عقيدته الله ثم الوطن ، تتسم قياداته بالنزاهة والكفاءة، عن طريق ضم جميع أفراد المقاومة الشعبية وترقيمهم عسكريا ضمن وحدات الجيش والامن ، وكان لمدينة تعز شرف السبق في هذا العمل حيث بلغ عدد من تم تجنيدهم فيها مايزيد عن ٣٢ الف فرد تم توزيعهم على مختلف الوية الجيش الوطني في تعز ، كما دأبت حكومة بن دغر على إنجاح مراحل تشكيل الجيش الوطني إبتداء بمرحلة ضم الافراد الي بوتقة الدولة وتشكيل أنوية الجيش الوطني ممثلة بالالوية العسكرية ومن ثم هيكلتها وصرف مرتباتها وتأهيلها وتسليحها ورفدها بأحتياجاتها الاساسية التي تمكنها من اداء دورها بشكل جيد. ولان الجهاز الامني ذو أولوية ضمن إستراتيجية الحكومة الشرعية فقد ،حرصت الدولة أيظا على تنسيب أفراد من المقاومة الشعبية ضمن كشوفات وزارة الداخلية ، بلغ عددهم في تعز نحو ٣ آلاف مجند ، ليس ذلك فحسب بل عملت على تفعيل مؤسسة الأمن بمختلف شعبها النجدة وشرطة السير والاحوال المدنية والجوازات والامن المركزي والشرطة العسكرية ومختلف الواحدات الامنية داخل المحافظة وأفتتحت اقسام الشرطة ومكنتها من مزاولة عملها. كذلك عملت الحكومة على تفعيل كافة موسسة الدولة والمكاتب التنفيذية في المحافظات من خلال تجهيزها بكل الوسائل التي من شأنها ان تمكن هذه الموسسات والمكاتب من مزاولة عملها بشكل مرغوب ، ولا ننسى نقل البنك المركزي الي العاصمة عدن وأفتتحت فروعه في المناطق المحررة مثل أفتتاح فرع البنك المركزي في محافظة تعز. الجدير بالذكر هنا ان كل هذه الاعمال التي تم إنجازها بعد الزحف البربري الحوثي كانت آنذاك من وحي الخيال ، وحتى اللحضة التي يكون بأمكاننا أن نلامسها في الواقع ، ينبغي علينا ان نتذكر جهود جبارة بذلت في سبيل ذلك ، هي ليست بالامر السهل كما قد يذهب اليه البعض، إنها على العكس تماما من ذلك مع النظر الي حجم التحدي ووامكانات البلد التي سلبت ولم يبقى منها شي ، كما انه في المقابل لا يمكن القول بعدمية الأخطاء وأنتفاء العجز والتقصير في الاداء ، لكن الذين يدركون الواقع جيدا يعزون ذلك الي الضروف الحرجة التي تمر بها البلد بشكل عام وتعز على وجه الخصوص ، من قبيل شحه الامكانات والوسائل الامر الذي يصرف اهتمام الحكومة صوب قضاياء ذات أولوية. وبمختصر ومجمل القول نستطيع ان تقول ان حكومة بن دغر قدمت الكثير لمدينة تعز رغم شحة الامكانيات والحرب التي دمرت الوطن ارضا وانسان
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً