هو تاريخ أسود حمل لنا كل أحقاد تلك الحقبة من التاريخ لنستحضر صراع علي ومعاوية على جثث العراقين في بغداد، والحسين ويزيد في مدنية تعز وتدمر وحلب ومصانعها باسم الثائر ممن يسبون عائشة وفاطمة، ويتحول الحوثي في اليمن الى المختار الثقفي وحزب الله الى يوم كربلاء بحمص.
هكذا نعيش تلك الحقب السوداء رغم تنميقها من قبل كهنة العصر وتمجيد مراحلها وتحويل رموزها الباحثين عن الملك إلى ملائكة قدموا أرواحهم لخدمة الإنسانية، لم استطع أن أتخيل يوما أني أعيش في القرن الوحد والعشرين ولا في زمن عرف بما بعد عصر النهضة، وهو عصر اكتشاف الفضاء الخارجي ،وهو اكتشاف لم يكن لأمة القرن السادس أي دور يذكر غير الوسائل المستخدمة في أيديهم من التقنيات التي وفرها الكفرة الملحدين كما يصفونهم للأسف!
لم يكد يمر يوم إلا وأنا أعيش صفيين والجمل، وأعيش كربلاء رغم بعدها عنا بكشل يصعب الوصول اليها مئات السنوات وعشرات الاجيال، ولكن تستحضر لنا في شعارات الحوثي وعلى مراسم جثث ضحاياه لترسم لنا الجماعات السنية نفس المظلمة من التاريخ وتبكي عمر وتستحضر صراعاته وخلافاته السياسية لم تستحضر الجانب المشرق الذي يدعي كل طرف أنه موجود في صاحبه، ولم نلامسه أبدا ومع ذلك يطالبني بأن أقتدي بشيء لم ألمسه على أرض الواقع ممن يدعي أنه يمثله.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً