من يتنقل من موقف لموقف مضاد، تحت مبرر عجيب، التماشي مع الوضع، واتقاء للشر وهو مخطئ 100٪، فالحياة مواقف، ومواقف صادقة غير خاضعة لمصلحة شخصية، أو (مراضاة) لهذا وذاك، بل إني أخشى على من يروجون لأفكار تتناقض مع طبائعهم وسجاياهم خدمة لمشاريع الموت والدمار والتخلف، اخشى عليهم، أن يصبحوا جزءا أساسيا من تلك المشاريع التدميرية، ولن ترحمهم الأجيال القادمة.
سيندم كل منهم حينما يقف، بوما ما، أمام أبنائه وأحفاده، وهو يحدثهم عن قضيته وسنوات الحياة، ومواقفه من الظلم والجور الذي وقف ضده يوما، وروج وطبل له يوما آخر ، بل إن نفسه ستعافه، وسيعاف هو نفسه، ويسألها: لماذا وقفت هذا الموقف؟ لماذا؟ لماذا؟ وحينها فإن إجابته قد تصعقه حين يعود لرشده.
يا هؤلاء..نقول : اليمن وقضاياه تحتاج لصدق في القول، ووضوح في المواقف، وإعلاء لمصالح بلد يتفتت تحت رحمة دعاة التفتت، والتمزيق الطائفي والعنصري والمناطقي البغيض.
قفوا مع بلدكم وقضاياه بصدق، قفوا مع مستقبل اليمن، قفوا مع دولة لا مع مليشيا، قفوا مع دعاة التمدن والتحضر والعلم وليس مع دعاة العصبوية والعنصرية والتمذهب، قفوا مع من يدعو{ثابتا لم يتغير} إلى دولة العدل والمساواة.
دولتنا التي سنبنيها بعد أن تزول الغمة وتختفي المليشيا، دولة تحمينا جميعا، وتأخذ بأيدينا نحو البناء والتعمير، والتنمية الشاملة، وتأخذ على أيدينا حين نخطئ أو نخالف القانون ، أمام ضابط مؤهل في القانون وعلوم الشرطة، لا أمام المليشيا ومشرفيها.
أمام قضاء محترم ومحترف، دولة يحمى فيها الجميع، ويتساوون جميعهم أمام القانون، الضعيف والقوي، الفقير والغني، صاحب (مطلع)، وصاحب (منزل)، أبو لحية وابو ربطة عنق، ابو بنطال، وأبو ثوب، من يضم، ومن يسبل.
دولة تحول حملة مشاريع الموت إلى مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم ونفس الواجبات، بعيدا عن السلاح، دولة لا مكان فيها للسلاح والعصابات، ويكون السلاح فيها حكرا على الجيش والشرطة فقط، دولة يسودها التعايش والسلام والحب بين الجميع.
أيها اليمانيون : الحالة الراهنة بقدر مرارتها، إلا أنها أفرزت لنا الرجال ومواقفهم، فمنهم من تضعه على هامتك فخرا واعتزازا، لم تبدله الأحوال أبدا، بل ظل مخلصا لبلده وقضاياها، حتى وإن صمت لوقت من الزمن كونه واقع تحت رحمة مليشيا لا تعرف الرحمة، لكن صمته شرف له، أما من تحول لبوق يروج لدعاة الموت والقتل والدمار فإنه قد دخل(واديا) يصعب عليه الخروج مهما أجاد التمثيل في بداية مشواره.
أقول هذا بحب ورغبة لكي نقلص حجم الخسارة وفاتورتها، إما بالوقوف الواضح، أو أقلها بالصمت المعبر كما يقال. والله من وراء القصد...
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً