تحل الذكرى السابعة والعشرون لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح في الثالث عشر من سبتمبر 1990م، ووطننا يواصل مسيرة التحرير شمالا ويتعافى جنوبا من آثار الانقلاب الدموي الذي نفذته أدوات إيران ممثلة بجماعة الحوثي وحليفها صالح، وما تلا ذلك من إشعال للحرب في كل المحافظات.
إن الحديث معكم عبر هذه المناسبة فرصة للتواصل معكم، واستحضار محطات عظيمة تشرفنا خلالها وكل أعضائنا بخدمة الوطن وخدمة عدن الباسلة والتي تستحق منا الكثير ولم نوف بحقها علينا بعد.
مجددا باسمكم جميعا الثناء والتقدير لموقف الأشقاء في دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، مثمنين جهودهم ومواقفهم الأخوية التاريخية.
ولا يفوتني في ذكرى تأسيس الإصلاح أن أتوجه بكل عبارات الوفاء والعرفان لجهود المؤسسين الأوائل والصف المناضل للحركة الوطنية الإصلاحية في مدينة عدن وعموم اليمن وعلى رأسهم الإمام محمد بن سالم البيحاني والشيخ عمر طرموم والبروفيسور محمد علي البار والشيخ محمد جابر والمناضلان عبدالله حسين مساوى (أبو هاشم)، وأبو بكر عبدالله شفيق وغيرهم كثير ممن كانوا مشاعل نور وإصلاح تحب الخير للجميع.
ولقد ظل منتسبو الإصلاح وأنصاره رواد تنوير وتحضر وخير ودعاة لتعزيز الترابط والتآخي وتعزيز قيم التعايش وتحقيق السلم ومصدر طمأنينة واستقرار، ومفاتيح بناء وتنمية. وقدم الإصلاح صورة ناصعة للتمسك بالعمل المدني السلمي الرافض للتطرف والعنف والإرهاب، بل وتعرضت مقراته للاقتحام والاحراق وتعرض أحد رموزه المؤسسين للاغتيال وهو الشيخ صالح بن حليس، بهدف جر الإصلاح إلى مستنقع العنف والتخلي عن سلميته و مدنيته، لكن الإصلاح ظل متمسكا بقناعاته ومواقفه المبدئية.
لقد سعينا وسنظل نسعى لمد أيدينا لكافة القوى السياسية والمدنية لتعزيز قيم الشراكة الوطنية والعمل المشترك لما من شأنه الحفاظ على الثوابت الوطنية ودعم الشرعية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي وإنهاء الانقلاب وخوض مرحلة البناء من جديد.
يا أبناء عدن:
لقد حملنا على عاتقنا نحن وكل الغيورين والشرفاء واجب العمل المكثف للتخفيف من معاناة اهلنا وبذل كل السبل لتذليل الصعاب والمعوقات أمام النهوض بمدينتنا والعودة بها إلى سالف عهدها ومكانتها التي تستحق، والارتقاء بكافة شرائح المجتمع وعلى رأسها المرأة و الشباب.
نجدد التأكيد أننا سنظل أوفياء لهذه المدينة العظيمة واهلها الطيبين، مكرسين كل الجهد للتخفيف من همومهم والتعبير عن تطلعاتهم وآمالهم.
ولقد اختارت هذه المدينة سبيل العزيمة في مواجهة الانقلابيين ورفضت القبول بالأمر الواقع، وقدمت في سبيل ذلك أغلى ابنائها شهداء أبطال وجرحى ميامين، وضربت أروع الصور في البطولة والتضحية حتى أضحت قصيدة عز وفخار تتناقلها الأجيال، فلا أقل من تجديد مطالبتنا للحكومة ببذل مزيد من الاهتمام بملف الشهداء والجرحى، مقدمين التحية لكل الأبطال في الجيش الوطني والمقاومة الباسلة في كافة مواقع الشرف والبطولة في مواجهة الانقلاب المسلح.
وفي هذا المقام، دعوني اصارحكم القول إن مدينة عدن تعاني الكثير من السلبيات من خلال انحسار المظاهر المدنية لصالح قيم دخيلة يستوجب معها تكاتف الجميع للوقوف تجاهها ومعالجتها بمسئولية، ومن المؤلم أن تتسيد ثقافة الإقصاء والتهميش وبث خطاب الكراهية وتأجيج نوازع العنف في مدينة عرفت بتنوعها واحتوائها لمختلف المشارب الثقافية والدينية والفكرية، وتجسيدها لقيم العيش المشترك والقبول بالآخر، وريادتها للعمل المدني المنظم منذ بدايات القرن الماضي، كأرقى صيغ العمل الجمعي التي عرفتها الانسانية.
وفي هذا الصدد نعبر عن اشادتنا بكل المضامين التي احتواها حوار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مع صحيفة (القدس العربي)، مؤكدين في هذا السياق تمسكنا بهدف إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وإعادة الشرعية.
يا أعضاء وجماهير الإصلاح في العاصمة المؤقتة عدن، أنتم ومعكم كل الخيرين، عبق التاريخ وبسمة الحاضر وأمل المستقبل المنشود لمدينتكم، اجعلوا من عدن حزبكم الكبير، ولا تدخروا جهدا في خدمتها وأبنائها، وابذلوا مزيدا من التلاحم مع مجتمعكم وارفعوا من عزائمكم للبذل والعطاء واحملوا معها أحلامكم مبشرين بقادم أجمل ننشده جميعا يضمن الحرية والعيش الرغيد والعدالة والمساواة في ظل دولة المؤسسات والنظام والقانون.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً