وهي رسالة قوية مفادها، أن المرحلة القادمة لن تستمر بين حلقات ضربات المدفعية وقذائف الدبابات.. بل سيكون للتنمية مكان والمستقبل اهتمام ورعاية مباشرة من كل مؤسسات الدولة المعنية.. هكذا فهمت الرسالة، ولخصتها باسطر.
أن التعليم العالي والبحث العلمي يعدان من أهم القطاعات في المؤسسات الحكومية التي تهتم ببناء قدرات الانسان، وتهتم فيهما الحكومات والدول باعتبارهما قطاعات لهما الأثر الايجابي ، على مستقبل التعليم والتدريب، ومن خلال مخرجاتها يكون بناء وطن أو تدميره والدلائل على ذلك كثيرة ومتعددة على مستوى الزمن الماضي ، والحالي كذلك.!!
وفي اعتقادي الشخصي، تقييم مخرجات التعليم العالي يتكون الحكم على مستقبل، اي بلد من البلدان، هل تتجه نحو التطور والبناء ، أم هي تسيير نحو التخلف والتراجع للوراء .!
لذلك تعد مؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية، اكثر اهمية، فهي صاحبة الاختصاص والتخصص في التأهيل والرقي بالتعليم العالي والبحث العلمي، وكذا في التدريب الكوادر في مختلف انواع العلوم وفنونه، وهي التي من خلالها يكون التقييم للتعليم العالي والبحث العلمي ومستواه.
وهنا..نجد أن دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كجهة حكومية واضعة سياسياتها العامة وخططها القصيرة والطويلة في الأجل، وتمارس عملها الرقابي والإشرافي على أداء مؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية على حدا سواء يبقى محل اهتمام من عدمه حسب الدور الذي تلعبه قيادة الوزارة إيجابا أو سلبا.
فكلما كان إيجابيا كان التطور والبناء وكلما كان سلبيا نجدها غارقة في أمور لا ترتقي للعلم إدارة جانبية غالبا تتجاوز اشكاليات شبيهة فيها في القطاع الخاص إدارة في أدنى مستوى السلم الإداري.
فقد حرص القانون اليمني ، في تشريعاته أن يكون لكل مؤسسة تعليمية شخصيتها المستقلة اداريا وماليا واكاديميا، حتى يكون بناء المؤسسات قائم على كوادرها وهي من تحكم على نفسها بالتطور السريع والعمل الجاد أو تحكم على نفسها بالفشل السريع أو التدريجي .!
حدد القانون بشكل واضح أن يبقى اهتمام قيادة الوزارة في العمل الرقابي الإشرافي، ليكون تحقيق أهداف التعليم العالي والبحث العلمي حاضرا بشكل دائم أمام القيادة .. وحتى لا تغرق بالتفاصيل التي تنسي قيادتها الأهداف الرئيسية الخاصة بالتعليم العالي لا بالمؤسسات ذاتها..!
أن ينعقد اللقاء التشاوري في ظل الظروف التي تعيشها اليمن، يعد حدثا مهما، لمناقشة وضع التعليم العالي والبحث العلمي ووضع مؤسسات التعليم العالي الحكومي والأهلي، فيه رسالة عظيمة ليس لليمنيين فقط بل لكل من يتابع ويهتم بالشأن اليمني، وهي رسالة أن انتشال اليمن من وضعها القائم القاتم، سيكون بأيادي يمنية وبرغبة وطنية خالصة، وباخلاص غير عادي وأن استمرت الحرب قائمة سيكون البناء مستمر ..!
أن تطلعاتنا لمخرجات اللقاء التشاوري ننتظرها بشوق، لأنه ربما كان الإعلان عن هذا اللقاء بمثابة غارق رأى فيه المنقذ بشكل فجأة ويخشى أن يتحول إلى حلم.!
لعلها مخرجات تعكس واقع المستقبل القريب، تلبي طموحات اليمني المتفوق، والوطني المثابر، والأكاديمي الباذل روح عطاءه من أجل الوطن والتنمية ، ومستقبل الاجيال القادمة..!
*مستشار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً