فايز البخاري
لهذا تأكل ميليشيا الحوثي أبناءها
2018/04/23
الساعة 11:52 مساءاً
حين نشرنا قبل أسبوعين خبراً عن خفايا وتفاصيل عزم الحوثي وأولاد عمه وإخوانه على تصفية صالح الصماد باعتباره ليس من نفس سلالتهم، ولكونه أصبح كرتاً محروقاً، إلى جانب وقوفه وتصديه لكثير من تجاوزات عبدالكريم الحوثي ومحمد علي الحوثي بالذات، إضافة لمحمد عبدالسلام وعبدالخالق الحوثي، كان البعض يشكك في ذلك.
لكن من يعرف فكر جماعة الحوثي الانقلابية لا يستغرب ما تفعله بأبنائها، كونها حركة عنصرية سُلالية إقصائية لا تؤمن بالآخر إلا تابعا.
فكيف لجماعة تنبني عقيدتُها على أباطيل حق الولاية وخزعبلات نظرية الاصطفاء أن تقبل بأشخاص لا ينتمون للسُلالة؟!
لهذا لم يكن مستغرباً لمن يعرف الفكر الشاذ لجماعة الحوثي أن يسمع بمقتل صالح الصماد، بل جاء الخبر ليؤكد تنبؤات سابقة.
ومنذ تم إزاحة صالح هبرة من رئاسة مجلس الحوثيين السياسي، ومن واجهة المشهد ككل، بعد أن مثلهم في الحوار الوطني الشامل، وكان له الصولة والجولة، توقع المراقبون أن يأتي الدور على صالح الصماد، حيث وقد سبق هذين الشخصين إقصاء رفيق الهالك حسين الحوثي المدعو الرزامي.
وبالمثل تمت إزاحة القيادات الأخرى في مناصب الدولة الحساسة لصالح عناصر السلالة، بعد أن استخدمتهم ككروت ثم رمتهم بأقرب برميل للنفايات.
وتأتي شدة الإزاحة الحوثية لأتباعها من غير السلالة متناسبة مع الولاء والطاعة التي يكون عليها الشخص. فالرزامي شخص مقاتل همجي يشهد له من عرفه بعجرفة وشراسة وغباء، تجعل منه شخصاً سهل القياد للحوثي وأهله، خاصة بعد أن غسلوا دماغه عقائدياً وأصبح لا يرى في الوجود أفضل منهم.
فيما كان صالح هبرة أكثر طاعة مع ترقب وحذر ليقينه بالخاتمة السيئة التي ترتقبه في حالة التمرد أو إظهار الشكيمة.
ولهذا جاءت إزاحته متناسبة مع شخصيته، فتم إبعاده عن المشهد دون أي ضجيج، وهو اكتفى من الغنيمة بالسلامة.
أما الصماد الذي برز للواجهة بقوة فقد كان لزاماً على الميليشيا الحوثية إزاحته بقوة.
ومنذ تفاقم الخلاف بينه وبين إخوة وبني عم عبدالملك الحوثي، وعلى رأسهم عبدالكريم الحوثي ومحمد علي الحوثي، بدأ المراقبون يتوقعون نهايته المحتومة على يد الميليشيا.
خاصة بعد أن حصلت بينهم مشادات بسبب احتكار وافتعال السوق السوداء للمشتقات النفطية والاستيراد الخارجي عليهم هم ومحمد عبدالسلام وبعض عناصر السُلالة البارزين.
ونظراً لعتابه المتكرر لهم عقب نقضهم لكل عهد يبرمونه مع القبائل أو الخصوم، والذي كان يتم الزج به في الواجهة، قرر الحوثيون تصفية الصماد وإزاحته لأنه أصبح في نظرهم متمردا، ولأن دوره المنوط به انتهى.
وهذا ما أوردناه في خبرنا بتاريخ 11 أبريل.
وحين قرر الحوثي بنفسه تصفية الصماد عقب فتوى هيئته الشرعية، تم محاصرة الصماد وإبقائه رهن الإقامة الجبرية، وكانوا يودون التخلص منه بهدوء، لكن تسريبات خبر إقامته الجبرية دفعتهم إلى إطلاق سراحه وتدبير مقتله بأسلوب مغاير يضمن عدم البلبلة في أوساط أتباعهم، وبالذات كبار المشرفين والقياديين من غير السُلالة الذين باتوا يترقبون الدور متى يأتي عليهم.
وظنت الميليشيا أنها بتلك المسرحية التي خرجت بها قد أقنعت أتباعها، ويأبى الله إلا أن يفضحها بأدلة عديدة، كان على رأسها الأخبار السابقة عن حبس الصماد رهن الإقامة الجبرية وخلافاته معهم وتهديدهم له.
وبالتمعن في الأمر نجد تناقضات وإرباك الحوثيين في مسرحية قتل الصماد تتشابه مع الأسباب في مسرحية قتل علي عبدالله صالح، فالخشية من تداعيات نبأ مقتلهما هي من دفعتهما لحبك تلك المسرحيتين الهزيلتين، اللتين أدانتهما أكثر مما برأتهما.
وتظل ميليشيا الحوثي آكلة لبنيها مادامت تقوم على أباطيل حق الولاية وخزعبلات نظرية الاصطفاء.
فهل يعقل أتباعها الرعاع؟!
إضافة تعليق
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً