فيصل علي
بن دغر وضوح الرؤية والموقف
الساعة 10:50 صباحاً
فيصل علي

 

استمعت إلى خطاب دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر في مؤتمر مرجعيات الحل السياسي في اليمن الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، و توقفت كثيراً في أجزاء و مقاطع خاصة منه، الرجل تحدث بوضوح المثقف الشارح للمشكلة بدون مواربة ، عارضاً القضية اليمنية منذ الانقلاب إلى اليوم بروح المؤرخ و المشفق على بلد تناوشت الحروب أجزاء منه و أتى عليه الانقلاب الحوثي من جهة و المحاولات المستميتة للانفصاليين في ما يدعى بالمجلس الانتقالي من جهة أخرى ، أهم ما في خطاب دولة الرئيس الوضوح في الرؤية و الموقف، ففي القضايا المصيرية لابد من توفر هذا الوضوح بشقيه عند القادة و عند المثقفين، و بدونهما يكون دور القادة التنفيذين المزيد من المهادنة و التسيب ويكون دور المثقف الهروب من الواقع و اختلاق الأوهام و الوساوس حتى يواري بها ذاته.
لوهلة تمنيتُ ما تمناه صديق مقرب لو أن الخارجية اليمنية تبنت مثل هذا الخطاب و تبنت هذا الوضوح في إيصال القضية اليمنية لمختلف الدول و المحافل العالمية، لهذا الشعب قضيته العادلة فلماذا يتم السماح للأدعياء و الأوصياء على الشعب بتسويق قضاياهم الصغيرة على حساب الوطن الكبير و جراحه و الآم و تطلعات شعبه، لابد من الطرح بقوة و من الحديث بمصداقية مع الجميع أن هناك انقلاباً طائفياً لا يمكن تجميله و لا مداهنته و لا مهادنته على حساب مصالح شعبنا ، و أن هناك مشاريع صغيرة تشبه هذا الانقلاب وتتمنى تمزيق اليمن الكبير إلى جزء طائفي و جزء مناطقي جهوي، لن نخسر هذه الحرب ما دمنا صادقين مع أنفسنا و مع شعبنا.. نخطئ فنُقر بالخطأ أياً كان و نصيب و نطلب من الناس تقييمنا و تقويمنا كنخبة ثقافية و سياسية و إلا فإن النصر سيحتاج إلى المزيد من الوقت و الجهد و التضحيات الجسام.
“إن خطورة الدعوة للانفصال، تتساوى تماماً في خطرها على مستقبل اليمن و مستقبل المنطقة و أمنها كخطورة الحوثيين الذي أسقطوا النظام الجمهوري و الوحدة” هذا ما قاله بن دغر في خطابه فهل بعد هذا الوضوح من وضوح؟!
الرجل بذاكرة ليست مثقوبة كالبعض ممن يتناسون الأحداث فمخرجات الحوار قد ضمنت حلولاً لمشكلات الجنوب و صعدة، لكن المشاريع الصغيرة تظل صغيرة في مطالبها و أهدافها، من يعتقدون أن اليمن لهم وحدهم فهم واهمون، فصمود هذا الشعب خلال هذه السنوات الأربع كان أسطورياً، لقد ملَّ الناس الحروب و النزاعات ويريدون دولة تلم كل تكتلات المجتمع و قواه الحية لخدمة البلد و صناعة الاستقرار و العمل لأجل التنمية المستدامة ، فالدولة اليوم أصبحت حلم الجماهير في كل أجزاء البلاد، فلا مظلوميات و لا طائفية و لا عنصرية و لا أوهام يروج لها الدجالون.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص