انقلاب للانتقالي بالجملة يصر مجلس عيدروس وابني بريك على تسجيله هذه المرة على كل من المرجعيات الثلاث المتوافق والمجمع حولها ، والمتفق بشأنها كونيا !!  وعلى مخرجات مؤتمر الرياض ، وإجماع التحالف ، والإجماع الدولي ، والإقليمي ، والقومي والمحلي .

فآخر انقلاب، وأول رد على مخرجات مؤتمر مجلس التعاون لدعم المرجعيات في الرياض، وآخر انقلاب كذلك على إرادة وإجماع التحالف بطله بجدارة المجلس الانتقالي كالمعتاد .

مجلس نخبة العبث والمصلحة الآنية وضمن توزيع وتقاسم التصاريح السياسية العبثية التي مبعثها لا يعدو سوى (فجور الخصومة في معارضة الحكومة) كعنوان بارز لكل ما يصدر عن مجلس شلة المقامرين بوطن وشعب، لا يعلم أنه يعبث بنار لا يعرف حجمها، ولا يعرف كيف سيطفئها فيما بعد ، إذ كل همه أن يعقّب على كل ما يصدر عن رئيس الحكومة بن دغر ، بسبب أن الرجل يتقن السياسة التي لا يتخلى فيها قيد أنملة عن الوطنية، بينما لا لعب الانتقالي سياسة ولا أدرك وطنية ، وكل ما فعله هو تأليب كلٍّ من الداخل والخارج ، وافتضاحٌ وتعرٍّ كل يوم أكثر، وبصورة مبتذلة، على الساحة، وفي مسرح الأحداث الأبرز الجاذب لكل الأنظار على وجه الكرة الأرضية بسبب سخونة الأحداث المحيطة أخطارا بمصالح الدول العظمى، وتسابق اقتصاديات العالم في الهيمنة والحضور في المنافذ والمساحات الجغرافية الاستراتيجية، التي تعد اليمن أبرزها على الإطلاق في المنطقة ، والتي يفضح فيها الانتقالي كل يوم نفسه ومعه داعميه أو مشجعيه على مزيد من الاستعراض الأراجوزي السخيف، الذي لم يرتق نحو الأداء المقنع ، أو يحافظ على ماء وجه القضية ، وفرط في كل شيء ، وزاد أن وتر كل شيء حوله من علاقات وجوار، وخرب حتى خططا وأجندات إقليمية ودولية كانت تستهدف به مستقبله ، لتعجل بالتخلي عنه ، إذ عبث سريعا فيما كان يظن بغباء أنه سياسة ... ففضح وافتضح !!!!

يوم إمس القريب يطل علينا من نافذة "تويتر" أحمد بن بريك مهددا متوعدا ، يرغي ويزبد، يقول ولا ينفذ، ويصرح بإن "مجلس شلته" ماضٍ في العناد ، وماضٍ في مخالفة كل المرجعيات المحلية والإقليمية و الدولية، بدءً من مخرجات الحوار الوطني الذي كان أيام انعقاده من مؤيدي مخرجاته، على الأقل في موضوع الأقاليم حينما كان محافظا لحضرموت تحت لواء الشرعية التي انقلب عليها بمجرد إقالته بعد طول صبر على فساده الذي أزكم الأنوف في محافظته التي تمثل قرابة ثلث مساحة الجمهورية اليمنية.

وكذلك يمضي الرجل و"مجلس الشلة" في عناد مرجعية المبادرة الخليجية ، والقرارات الدولية التي تتوعد بمعاقبة معرقلي التسوية السياسية في اليمن تحت طائلة البند السابع في مجلس الأمن ، ناهيك عن الرفع بأسماء جميع من معه في مجلس الغوغاء الانتقالي الذي لم يعره اهتماما أو يلتفت إليه الرئيس هادي والحكومة حتى الآن !! وإلا لتمت مخاطبة المجتمع الدولي بضم شخوصه إلى قائمة كل من العقوبات ومجرمي عرقلة المسار التوافقي في اليمن، ومقلقي الأمن والسكينة الإقليمية والدولية، في واحدة من أكثر مناطق العالم المطلوب فيها سلام وأمن ، لضمان سلامة الممر المائي الأهم والأبرز على مستوى العالم .

وتكتمل جملة انقلابات المجلس الانتقالي أيضا على الإجماع الخليجي والعربي الذي يمثله التحالف العربي لدعم وإعادة الشرعية في اليمن ، والذي يبحث الانتقالي عن التصعيد والمشاكل مع كل من مجلس التعاونةالخليجي ، والتحالف العربي، كي يستفزه في وقت ما بعد طول صبر وحلم إيضا، ليصنفه بعد نفاد صبره كعدو يعترض الأهداف النبيلة التي حملها التحالف، والذي من أجلها قام، وبسببها مايزال قائما ، وهي الأخطار المحدقة بالمنطقة العربية ، وتوتير وتفخيخ المنطقة بالصراع الآني والمستقبلي .. مايعني أنه أيضا بمواقف الانتقالي الجنوبي تم تحدي إرادة العرب ، بالانقلاب حتى على مخرجات التوافق العربي في كل القمم والاجتماعات الخاصة بالجامعة العربية ، والتي ما انفكت على مدى قرابة الأربع سنوات تؤكد في كل مرة وتشدد على إجماعها بدون ريب على وحدة وسلامة وأمن واستقرار الجمهورية اليمنية  .

انقلاب متكامل الاركان إذن ، وتحد غير مسبوق، ولا محسوب العواقب ، وسباحة ضد التيار يخوضها المتصدون للسياسة المجلس الانتقالي الجنوبي وهم غير مستوعبين للحاضر ، بل ومنفصمين عن الواقع حولهم، مغيبين عقولهم في تيه دائم عن الحقيقة، وللأسف لا يتركون حتى للوقت فرصة لتوضيحها لهم إلا وهم نائمون !!!!