وفي سبيل إستعادة الدولة المنهوبة .. كان لابد من حشد عدة جبهات .. تبدأ بالجبهة العسكرية وتمر بالمترس الإقتصادي .. والمترس الاعلامي .. والسياسي ووصولا إلى الجبهة الإدارية ..الذي يقع على عاتقها مسوولية توفير قاعدة المعلومات .. وإيجاد آلية علمية وعملية ومنهجية .. للملمة حالة الشتات .. التي سيطرت على الواقع الإداري.
ويحسب للجبهة الإدارية التابعة للحكومة الشرعية .. سلسلة إنتصارات من أهمها على الاطلاق .. التمكن من صرف مرتبات الموظفين في المحافظات المحررة .. وإصلاح ومعالجة الاختلالات الناجمة عن عبث المليشيا الانقلابية.. بقواعد البيانات والمعلومات، وبناء نظام مالي واداري دقيق.. من الصفر .
وهنالك جنود مجهولون هم في حقيقة، أبطال هذه الجبهة، وبإعتقادنا ان من الإنصاف التعريف بهم وتكريمهم، والإفصاح عن نضالاتهم الكبيرة، وماحققوه من نجاحات وانجازات عظيمة في هذا المضمار والتي كان لها الفضل في تسيير شئون الدولة في جوانبها المالية، والحد من الاختلالات والعبث وقطع دابر الفساد الذي من شأنه أن ينشأ في ظل هكذا ظروف.
المترددون على وزارة المالية في العاصمة المؤقتة عدن .. يستطيعون وبشكل تلقائي ومباشر ملامسة وادراك ذلك .. فقد تمكن القائمون على هذه الوزارة التي كانت في الاصل عبارة عن مكتب بسيط خاص بمحافظة عدن - من تحويل ذلك المكتب وفي وقت قياسي ووجيز الى وزارة تعنى بشئون كافة محافظات الجمهورية، وكافة ابناء اليمن بشكل عام.
لم يحتاج أولئك الابطال وهم معدودون بالاصابع الى امكانات وموازنات وتجهيزات ودراسات واجتماعات ولجان وغير ذلك مما اعتدنا عليه في بعض المرافق .. بل إنهم ادركوا طبيعة المرحلة وظروفها وتحدياتها ومتطلباتها أيضا، وبالتالي كرسوا جهودهم وامكاناتهم واوقاتهم في سبيل تخليق وصناعة نظام مالي عام بنفس الامكانات والتجهيزات والمتاحات السابقة، وبالفعل تمكنوا من ذلك متخطين كافة العراقيل والمعوقات.
أربعة أشخاص قاموا وانجزوا وحققوا واداروا ما كان يقوم به آلآف الموظفين والمدراء والوكلاء والعاملين في وزارة المالية بصنعاء، والذين كانوا يتقاضون مقابل ذلك ملايين الريالات .. ليثبتوا من خلال انجازهم الكبير هذا، ونجاحاتهم العظيمة والمتواصلة أن المسألة ليست بالكثرة، ولا بالتجهيزات وهدر المال العام - بقدر ماهي كفاءة وحنكة ومهارة ادارية، وحس وطني يراعي ظروف البلد وحاجات الناس.
الدكتور/منصور البطاني - نائب وزير المالية .. الاستاذ/على طه العبادي - مدير عام المالية ..الاستاذة/بلقيس مصطفى عبدالحميد - مديرة أدارة الوحدات الاقتصادية..الاستاذ/عدلي محمد جارالله - رئيس القطاع الخدمي بالوحدات الاقتصادية) أربعة كفاءات نستطيع القول بأنهم يعدون الدينمو المحرك لوزارة المالية، وبالتأكيد هناك جنود مجهولين آخرين يعملون معهم .. لكن هؤلاء يعتبرون الركيزة الاساسية لوزرة المالية حيث نجدهم على الدوام يعملون بكل تفان واخلاص وجد واجتهاد ومثابرة .. في سبيل خدمة الناس كبيرهم وصغيرهم وانجاز وتسيير وتسهيل معاملاتهم بعيدا عن الروتين الممل .. ودون اللحوء الى أي تعقيدات.
أربعة متواضعون وبسطاء وطيبون وخلقون ونبلاء .. يصغون ويستمعون لكل من يتردد عليهم .. يراعون ظروف وحاجات ومآسي الجميع .. وبعيدا عن التصنيف والتمييز والتفرقة .. كل الناس في نظرهم سواء .. وكل همهم كيف يلبون لهم حاجاتهم ومتطلباتهم .. يسعدون ويبتهجون كثيرا عندما يشعرون بأنهم خدموا وانجزوا لشخص ما حاجته أو معاملته .. أنهم حقيقة مثال حي لكل موظف واداري ومسؤول يمني ووطني.. يستشعر واجبه ويقدر ظروف بلده..وحاجات البسطاء من أبناء جلدته.
حقيقة مهما قلنا أو شرحنا ووصفنا..أو كتبنا عن هؤلاء لن نفيهم حقهم .. لأن ما يقومون به من دور، وما يتحلون به من صفات وقيم..واخلاقيات راقية وعظيمة - تظل أكبر من كل الكلمات .. فلهم منا وكل من معهم كل الشكر والتقدير والاجلال والاكبار والثناء .. وكم نتمنى أن يحذو موظفي ومسئولي هذه البلد حذوهم، ويتخذون منهم..قدوة ومثالاً حياً للموظف الاداري والوطني الحقيقي..الذي لا يقل دورة من حيث الاهمية عن تلك الادوار والبطولات العظيمة.. التي يسطرها أبطال الجيش الوطني في ميادين وجبهات القتال .. وآخر ..أمانينا أن يحضى هذا الفريق المتفرد بالتكريم المستحق من قبل حكومتنا الشرعية.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً