بقصفها مطار عدن الدولي قدمت مليشيا الحوثي الارهابية، محطه وقوف ذهبية للقوى السياسية المتصارعة لمراجعة حساباتها، ومعرفة حاجتها الى تغيير نظامها العقلي البدائي المغلوط، الذي جعلها تتمترس ضد بعضها، وتتخذ من مشاريعها، الصغيره ومصالحها الذاتيه وطناً بديلاً، يخوضون ضد بعضهم صراعات وحروب من أجلها.
وبقدر حزننا العميق على ضحايا هذا القصف الارهابي إلا انه مثل جرعة علاجية لمشكلة الإعاقة العقلية للطبقه السياسيهطة والحزبية اليمنية، تلك المشكله التي ادت الى شلل إرادتهم السياسية، وعقم أفكارهم الوطنية .. فعلى مدى سبع سنوات عجزوا في ان يستوعبوا الواقع الكارثي لليمن والخطر المحدق الذي تمثلة مليشيا الحوثي الايرانية.
إن مابعد حادثة قصف مطار عدن الدولي ليس كما قبلها، فأنا على ثقة بأنه سيتولد لدى القوي السياسية شعور عميق بأنهم في ميزان المليشيا الحوثيهطة هدف واحد وجميعهم واحد وان خلافاتهم وصراعاتهم ضد بعضهم، لا تغيير في ميزان الحوثي موقع احدا منهم الى كفة النجاة .. وانه لا فرق لديها بين انتقالي أو شرعيه ولا بين شمالي أو جنوبي او اصلاحي أو مؤتمري، بل ان جميعهم هدف واحد مستباح اليوم سيدركون ان مصالح الفرد والجماعة تتحقق مكتمله في اطار مشروع وطني جامع.
لقد صار من الضرورة بمكان تجاوز خلافات الماضي القائنة على اساس سياسي وايديولوجي ومناطقي، وذلك من اجل وحدة الصف الجمهوري في مواجه الكهنوت الايراني، .. وطبعا ذلك ليس عملاً وطنياً وحسب، بل أنه ايضا ضروره وجوديه بالنسبة للقوى السياسيهدة المناهضه للمشروع الامامي.
وامام هذه الكارثه المراد بها ابادة الحكومة بكل طاقمها، ظهرت الاخيره برباطة جآش منقطع النظير واصرار عنيد وملتحد وطني يشع بالامل المفقود .. ومن وجهت نظري ان موقفها هذا كان ردا صاروخا، والفرق بين صاروخ الحوثي وصاروخ معين عبدلملك رئيس الحكومة، ان الاول استهدف الابرياء الامنيين، ويصنف بكل القواميس عمل ارهابي جبان .. بينما الثاني استهدف معنويات القيادات الحوثية، ويصنف عملا وطنيا موفقا.
وبطبيعة الحال فإن هذا الحادث يمثل فرصة تاريخية امام الشعب اليمني بمختلف قواة ومكوناته وافراده منحته اياه الاقدار ليتخطى مأساته من خلال انتهاز هذه الفرصة والالتفاف حول حكومته الشرعيه والعمل على مساندة مواقفها الوطنية وتأييد ومباركة خطواتها، ودعمها بكل الوسائل والطرق حتى تتمكن من تحقيق كافة غاياته التي تعد عملية انهاء الانقلاب واستعادة الدولة في صدارتها.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً