أحمد غيلان
الحوثية وكر الخداع ورمز التبعية القذرة
الساعة 08:57 مساءاً
أحمد غيلان
كلما تعرضت عصابة الحوثي الإرهابية إلى ضغط أو نكسة تسارع إلى الهروب منها بخدعة أو بكذبة أو بدعاية ناعمة تخفف عنها الضغط وتقلل الخسائر.

وعلى سبيل الاستشاد -لا الحصر- نسرد أمثلة بسيطة يتذكرها الناس عن أكاذيب العصابة الحوثية وخدعها، فهي معروفة ومشهودة، وإن نسيها أو تناساها البعض:

- فمنذ تمردات العصابة الستة في صعدة كانت الوساطات والتعهدات تقفز مع كل نكسة تلحق بالعصابة، لتوقف حملات دحرها وكسر شوكتها، وتمنحها الفرصة تلو الأخرى لالتقاط انفاسها.

- ومنذُ أن التحقت بساحات الفوضى -شكليًا- عام ٢٠١١م لتعمل على التوسع والسيطرة ومد النفوذ من خلف الجميع، إلى الاتفاقات والهدن وعقود الصلح التي أبرمتها مع الدولة ومع الشيخ الوادعي ومع الأحزاب ومع المشايخ ومع القوى السياسية، إلى إتفاقية استوكهولم والهدن التي شهدتها سنوات الحرب عقب سيطرة المليشيا على العاصمة صنعاء بقوة السلاح.

- تاريخ طويل من نقض العهود والغدر بالشركاء والحلفاء ونقض المواثيق والاتفاقيات، ولا توجد قوة سياسية أو مكون وطني يمني أو قبيلة أو منطقة إلا وتعرضت لغدر الحوثي ومكره وخداعه، وعرف اليمنيون جميعهم أن عصابة الحوثي لا عهد لها ولا ميثاق، ولا أمان ولا ذمة، ولا أخلاق، ولا رادع يمكن أن يردعها عن الغدر والخيانة والنكوص عن أي موقف إيجابي يمكن أن تتخذه.

وبتطور مستوى الدعم السياسي والإداري الإيراني الذي يقود مطابخ العصابة الحوثية، تطورت أساليبها للهروب من النكسات بافتعال أحداث وأكاذيب وفرقعات إعلامية، تشغل بها المغفلين، وتلهي الداخل والخارج عن جرائم وأفعال شنيعة تقترفها في الداخل أو الخارج.

ولم يعد جديدًا على اليمنيين القول إن كل حديث ناعم أو إعلان يدغدغ عواطف الناس أو كذبة إعلامية يطلقها الحوثي لكسب عواطف المغفلين خلفها مكيدة وخدعة وعشرات الجرائم التي تحاول العصابة أن تصرف أنظار الناس عنها.

ويكفي أن نتابع كم خدعة ناعمة أطلقتها عصابة الحوثي خلال شهري مايو ويونيو ٢٠٢٤م، وهي أمثلة بسيطة ايضًا:

- الإعلان عن إطلاق ١١٢ معتقلاً من طرف واحد، وهو إجراء هربت إليه العصابة الحوثية للتنصل من استحقاق وطني وإنساني وقانوني وأخلاقي تم الإتفاق عليه في جميع الحوارات والمشاورات السياسية، من حوارات الكويت الى حوارات استوكهولم والأردن والسعودية وعمان، وهو (إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين على قاعدة الكل مقابل الكل).

- تصريحات الإستجابة لفتح بعض الطرقات -رغم انها خدعة وستنكشف- وهي عبارة عن فرقعة لإمتصاص الغضب والغليان الشعبي، رغم معرفة الجميع أن فتح جميع الطرقات كان بنداً من بنود كل الاتفاقات السابقة، وأعلنت القيادة الشرعية وحكوماتها وجميع وحداتها المرابطة في خطوط التماس عن فتح جميع الطرقات من طرف واحد منذُ توقيع إتفاقية استوكهولم.

- تصريحات فتح الطرقات وحتى الإجراءات الحوثية التي تبعتها هي مجرد دعاية لا فضل للعصابة فيها، وأعلنتها ضغوطات داخلية وخارجية، أهمها إعادة تصنيف العصابة كجماعة إرهابية، وانحسار الدعم والمساندة الأمريكية والبريطانية والصهيونية للجماعة ولإيران التي ترعاها، وكذلك صغوطات قرارات البنك المركزي وما تبعها وسيتبعها من إجراءات، تحاول العصابة الحوثية التخفيف من آثارها.

- وإلى جانب الهروب من آثار هذه الضغوطات تعمد عصابة الحوثي إلى إستثمار انشغال الرأي العام بمثل هذه المتغيرات الصغيرة، لتنفيذ مخططات أخرى داخلية، إما للانتقام من مناوئيها في الداخل وخصومها المشردين، وإما لتوسيع حضورها وسيطرتها بالقوة والعنف وممارسة مزيد من جرائم التصفيات والاعتقالات والسطو.

- خلال العشرة الأيام الاولى من شهر يونيو ٢٠٢٤م أبدت عصابة الحوثي مرونة مع الجهود التي تبنت حملة فتح الطرقات، وأعلنت استعدادها لتعويض المواطنين في المناطق بدلًا عن العملات القديمة، وأعلنت عن دعم البرلماني أحمد سيف حاشد بمبلغ خمسة عشر ألف دولار ليسافر للعلاج.

- ورضخت لإجراءات تسفير الحجاج من مناطق سيطرتها، وأخيراً أعلنت أنها ستفرج عن القاضي عبدالوهاب قطران المعتقل بلا جريمة منذ مطلع العام ٢٠٢٤م، وكل هذا لإمتصاص غضب الداخل والخارج، ومحاولة تنويم كل جهد يتحرك ضدها في الداخل والخارج.

- وبالمقابل تحاول العصابة الحوثية التغطية على جرائمها في تهامة وفي البحر الأحمر وفي رداع البيضاء، وهي جرائم مشهودة لا تشبهها إلا جرائم الصهاينة في حق الفلسطينيين.

- وعلى هامش الدعايات والأكاذيب تشن حملة مداهمات للبيوت والمكاتب، وتعتقل عشرات اليمنيين، ممن يعملون أو عملوا من قبل لدى بعض المنظمات والسفارات، رغم أنهم عملوا وكانوا يعملون تحت نظرها وفي مناطق سيطرتهة منذ أن سيطرت على بعض المحافظات بقوة السلاح عام ٢٠١٤م.

- وإلى جانب ما سبق وعلى الهامش تحاول إخفاء وفاة رجل الأعمال (راشد الشميري) الذي لقي حتفه بعد سنتين من التعذيب في معتقلات العصابة، كما تحاول تمرير قرار تصفية جماعية لنحو ٤٨ يمني، لفقت لهم المليشيا تهمًا كاذبة ومفتعلة وقررت إعدامهم.

- وفي ظل الدخان القبيح الذي تطلقه عصابة الحوثي ترتكب عناصرها جرائم مداهمات وسطو ومصادرات وترويع واعتقالات في (صنعاء والحديدة والبيضاء وإب) وفي غيرها من المحافظات والمدن.

- وحتى شعائر حج بيت الله الحرام لم تسلم من فتنة وصلف العصابة الحوثية، ففي الوقت الذي قدمت الحكومة الشرعية والقيادة السعودية التسهيلات لتفويج رحلات للحجاج من العاصمة المختطفة صنعاء، قابلت عصابة الشر والغدر والقبح الحوثية هذه التسهيلات باللؤم والكيد والزيف والاستفزازات، إذ كرس الدجال العميل عبد الملك الحوثي أيامه وزبانيته للنيل من السعودية وإجراءاتها وشتم قادتها على مدار أيام الأسبوع السابق لأيام الحج.

- كما أرسل مجموعة من الحمقى والمغفلين ضمن الحجاج لمحاولة إثارة الفتنة وإفساد شعائر الحج بالهتافات الطائفية العنصرية، وترديد شعارات الخرافات في الأراضي المقدسة، وهي ممارسات استفزازية قبيحة، لا يمكن احتمالها من قبل أجهزة السعودية، ولا يمكن قبولها من أي مسلم سوي.

- والسكوت عنها هو تفريط في حق كل المسلمين الذين يؤدون شعائر الحج، وهنا لا بد من التوضيح بأن ما فعله الحوثيون في أثناء الحج ما هو إلَّا تنفيذ لتوجيهات مرشد الضلال علي خامنئي، الذي دعا لفتنة أثناء الحج، في تغريدة على منصة إكس بتاريخ ٦ مايو ٢٠٢٤م.

لم يشهد تاريخ البشرية عصابة عميلة قذرة تستثمر كل مأساة وتتاجر بكل ألم مثل هذه العصابة، التي نشأت وترعرعت على العمالة والغدر والخيانة، وتعيش على الأوراق القذرة، وستموت وتُدفنُ بقذارتها.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص