حسين باسليم
ذكرى مؤلمة..
الساعة 02:37 مساءاً
حسين باسليم
حقيقة ذكرني الفيس بوك بحلول هذه الذكرى المؤلمة وإن كانت محفورة في ذاكرتي وذاكرة كل من عاشها من اسرتي وجيراني وكل سكان حي المعلا وشارعها الرئيسي. عادت بي الذاكرة الى ليل الرابع وفجر الخامس من يوليو من العام 2015 اي الى قبل عشر سنوات بالتمام والكمال!! في تلك الليلة المشؤومة كانت قوات كبيرة من مليشيا الحوثي الارهابية معززة بدبابات ثقيلة وحديثة تابعة لماكان يعرف ب(الحرس الجمهوري) تتسلل الى المعلا عبر الشارع الخلفي الموازي لميناء المعلا بأتجاه مديرية التواهي وكانت اصوات القصف العنيف والطلقات النارية تصم الاذان مصحوبة برائحة دخان خانق. تم قطع الماء والكهرباء عن الحي بأكمله وبدأ زجاج النوافذ في التحطم بشكل كلي جراء القصف العنيف. كانت امامنا فرصة ضئيلة للنجاة ، لكن والدتي وخالتي رحمة الله عليهما رفضتا بكل قوة وشجاعة مغادرة منزل الاسرة والنزوح الى اي مكان ٱخر وفي الحقيقة كان هذا ايضا موقف سكان الشقق الخمس الاخرى في العمارة ذانها والتي تحمل اسم مالكها الاصلي (عبدالعزيز سلام) وإن اشتهرت وعرفت بأسم (عمارة هاير) نسبة الى المعرض الشهير للاجهزة الكهربائية من نفس الماركة والذي يقع اسفلها. حمل عدد من شباب المعلا ارواحهم على أكفهم وبأسلحتهم الخفيفة نوع (كلاشنكوف) خرجوا لصد جحافل الحوثيين ودبابات الحرس الجمهوري دون خوف او وجل لمنعها من التوغل في الحي خاصة وإن بعض الدبابات بدأت بالتسلل من الفتحة المؤدية من الميناء الى شارع المعلا الرئيسي الذي تقابله عمارتنا وكانت احداها قد تمركزت فعليا امام فندق المعلا بلازا !! لم يمكن الشباب احدى الدبابات من التقدم ، وشاغلوها كثيرا بزخات متواصلة من الرصاص فماكان ممن على متن الدبابة الا اطلاق قذيفتها المدمرة على موقع المقاومين لتسقط بالقرب من عمارتنا السكنية لتهتز العمارة بقوة وليتحطم ماتبقى فيها من زجاج ويندلع حريق هائل بدءا من معرض هاير لينتشر في العمارة بأكملها كما تبين الصور المرفقة. قبل اندلاع الحريق بشكل كامل صعد احد الجيران مسرعا ليطلب منا سرعة المغادرة لان الحريق بدأ في الانتشار في العمارة ، فما كان منا الا مغادرة منزلنا بشكل سريع وبالملابس التي علينا وقام احد الجيران بحمل والدتي على ظهره الى الشارع لانها لاتقوى على السير وقمت انا بأنزال خالتي وبعض الجيران. لحظات مرعبة وقاسية عشناها في تلك الليلةالمشؤومة، وبقينا لفترة في الشارع ننظر بحسرة للنيران وهي تلتهم منزلنا بما فيه والذي عاشت فيه اسرتي لأكثر من ستة عقود متصلة من الزمن لنصبح نازحين في وطننا حتى يومنا هذا بعد مرور عشر سنوات من الزمن !! نزحنا يومها فجرا الخامس من أبريل 2015 الى منزل اخي وصهيري الدكتور خالد زين السقاف زوج شقيقتي الدكتورة هدى باسليم في مدينة الشعب، وواجهتنا في طريق النزوح مصاعب جمة نظرا لسيطرة الحوثيين على كافة الطرق من المعلا وحتى خورمكسر عبر الخط البحري المواجه لمطار عدن ولكن هذه قصة أخرى يطول شرحها ربما اتناولها في سياق آخر !! قوات ميليشيا الحوثي منعت سيارة الاطفاء التابعة لصوامع الغلال الواقعة في ميناء المعلا والتابعة لمجموعة هائل سعيد انعم التجاربة من التقدم لاطفاء الحريق رغم علمهم بوجود سكان في هذه العمارة وفي مايجاورها من عمارات، جرائم مع سبق الاصرار والترصد ارتكبتها هذه الميليشيات في احياء عدن آنذاك تذكرنا بما جرى ويجري في غزة اليوم من جرائم بحق سكانها الفلسطينيين !! حقا انها ذكرى في غاية الايلام والقهر لي ولاسرتي ولسكان هذه العمارة التي بعد حريقها سقط نصفها وتحولت الى كومة خراب ودمار حتى يومنا هذا دون ان تلتفت سلطة المحافظة لاعادة اعمارها !! قصة ربما اطلت فيها لكن ذلك ناجم عن حزن وقهر عظيمين، فما بالنا بمن استشهد او جرح في هذه الحرب المدمرة التي اشعلتها ميليشيا الحوثي الارهابية ومازالت مستمرة في طغيانها وحربها على كل اليمن واليمنيين. * عدن 7 ابريل 2025
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص