د.عبدالرقيب الحيدري
دماء أبناء القبائل الأحرار تكتب ملحمة الدفاع عن الجمهورية
الساعة 12:52 صباحاً
د.عبدالرقيب الحيدري
في صفحات المجد التي تسطرها اليمن اليوم، تبرز أسماء خالدة من أبناء القبائل الأحرار، الذين اختاروا طريق الكرامة دفاعا عن الجمهورية والثورة، في وجه المشروع الكهنوتي الحوثي الذي يسعى لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وإحياء النظام الإمامي العنصري الذي لفظه اليمنيون قبل أكثر من نصف قرن. آخر هذه القامات الشامخة، هو ابن الشيخ المجاهد منصور الحنق، أحد فرسان ميادين الشرف، الذي ارتقى شهيدا في ميادين البطولة، مقبلا غير مدبر، وهو يدافع عن تراب الوطن، ويجسد أعظم صور الوفاء لقضية الجمهورية. هذه التضحية لم تكن غريبة على بيت آل الحنق، الذين عرفوا بمواقفهم الصلبة والثابتة في وجه مشروع الكهنوت الحوثي منذ بداياته، وتسطروا معركة الدفاع عن الجمهورية وبذلوا كلما يملكون من أجل اليمن الجمهوري وهويته العربية. وقبله، مضى على الدرب الشهيد عبدالقوي سلطان العرادة، نجل محافظ مأرب، الشيخ سلطان العرادة، في تأكيد واضح أن قيادات الشرعية والجمهورية لا ترسل أبناء الناس فقط إلى الجبهات، بل تقدم أبناءها اولا، وتضعهم في مقدمة الصفوف. ومثلهم الشهيد علي عبدربه الشريف، والشهيد حمزة بن اللواء مفرح بحيبح، والشهيد البطل صالح بن الشيخ عبدالواحد القبلي نمران، وأسرة بدير، وآل الدعام، وغيرهم كثير من أبناء القادة والمشايخ ورجال الدولة الذين زفوا أبناءهم إلى الجبهات دون تردد، ليكونوا مع إخوتهم من سائر أبناء القبائل اليمنية كتفا بكتف، ودما بدم. وإن تسطر كتب التاريخ فلن يكون الشيخ ربيش على وهبان العليي إلا في صدارة المجد، وهو الذي ارتقى في جبهة الدفاع عن الحرية والكرامة، وهو الشيخ المعروف والبرلماني والسياسي الذي عرفه الجميع. لا يمكن ان نحيط في هذه العجالة بكل تلك النماذج العظيمة التي لبت نداء الوطن، وضحت بالغالي والنفيس، فالشعب اليمني يعرفهم، ومواقفهم ستخلد بأحرف من نضال. هذه المسيرة النضالية ليست لحظة عابرة ولا موقفا فرديا، بل هي طريق واضح المعالم، تتوارثه الأجيال، ويقسم فيه الأحرار على أن لا عودة للإمامة، ولا تهاون مع المشروع الحوثي الذي يستهدف عقيدة الناس، وحريتهم، وكرامتهم. لقد أثبت أبناء القبائل اليمنية، من مأرب إلى الجوف، ومن البيضاء إلى شبوة، أن الجمهورية ليست مجرد شعار، بل هي قضية حياة أو موت، وأن التضحيات مهما عظمت، فهي تهون في سبيل أن تبقى اليمن حرة أبية، لا يحكم شعبها بالسلالة، ولا يصنف أبناؤها على أساس العرق أو المذهب. إن درب الشهداء هو الدرب الذي سنمضي فيه جميعا، دون تردد، ودون مساومة، ودون أن تضعف فينا الإرادة. ففي كل بيت يمني حر، مشروع شهيد أو مقاتل أو داعم لهذا الوطن، ولن يكون في اليمن الحر مكان لعبودية العمامة، ولا لحكم السلالة، مهما طال الزمن أو عظمت التضحيات. المجد والخلود للشهداء الأبرار.. والنصر للجمهورية والثورة على الطغيان والكهنوت.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص