لقد تسلم الدكتور بن دغر رئاسة الحكومة في الثالث من أبريل 2016وهو يعلم علم اليقين أنه سيواجه حرباً خفية تستهدف كل ما من شأنه إعادة تطبيع الحياة أو تثبيت الأمن والاستقرار خاصة في عدن التي خرجت من حرب طاحنة دمرت كل البنى التحتية وجميع مرافق ومؤسسات الدولة لكنه حمل كفنه معه وعاد اليها في ظل تحديات كبيرة كان أبرزها الوضع الأمني المتأزم نتيجة وجود تشكيلات مسلحة ذات توجه عنصري ليحافظ على ما تبقى من أساسيات النظام وهيبته ويوطد دعائم الأمن والإستقرار ولتطبيع الأوضاع في عدن والمحافظات المحررة، وإطلاق عجلة إعادة الإعمار.
وعلى مدى عام ونصف سجلت حكومة الدكتور بن دغر نجاحات كبيرة على كافة الأصعدة والمستويات وفي مقدمتها الاقتصادية والخدمية والسياسية، الا أن تلك النجاحات المتسارعة أغاضت أعداء الوطن والنجاح فسارعوا في التخطيط لنشر الفوضى وممارسة الأفعال التخريبية الدنيئة سعياً لإفشال الحكومة وتعطيل مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن تؤججها جهات خارجية لا تريد لعدن أن تستقر أو تنعم بالأمن والأمان لكن الدكتور بن دغر استطاع بحنكته وحصافته وحسه الوطني ونظرته الصائبة على تجاوز كل تلك المؤامرات.
بالأمس فوّت الحكيم بن دغر الفرصة على هؤلاء العابثين الذين أرادوا أن يجروا عدن إلى مربع العنف على غرار أحداث ١٩٨٦ بعد اعتراضهم قوات الحماية الرئاسية التي كانت متوجهه لتأمين الاحتفال الذي أعدت له الحكومة بمناسبة اليوبيل الفضي لعيد الاستقلال 30 نوفمبر وأصدر قراره الشجاع والتاريخي بإلغاء الحفل وعودة القوات الى مواقعها ليس خوفاً من المواجهة وانما حرصاً على سلامة المواطنين ووأداً للفتنة التي أراد المخربون اشعالها وأعلنها صراحة بكلمات سيخلدها التاريخ بأحرف من ذهب "لا نقبل سفك الدماء لكي نحتفل..لن نحتفل وهناك من يرى في احتفالنا بالذكرى الخمسين للاستقلال مشكلة.. لتعود القوات المسلحة إلى مواقعها.وعلى المتقطعين أن يدركوا أننا لا نرغب في المواجهة مع أحد أي حد.شعارنا الحوار ومراعاة الوضع العام، هناك عدو أمامنا وفي أوساطنا عدو آخر.يقتل للقتل فقط".
تلك الكلمات جسدت ملامح الدولة المدنية الحديثة بأبهى صورها وكرست حب الوطن بأسمى معانيه وأثبتت عظمة هذا الرجل الذي انتصر للسلم والسلام وبينت الفرق الكبير بين رجل الدولة وقائد العصابة وأنقذت العاصمة المؤقتة عدن وأبنائها من مخطط كان يهدف للفوضى وسفك الدماء ونشر الفتنة وأكدت بشكل واضح وجلي أن الدكتور بن دغر رجل السلام الأول وبلا منازع والذي انتصر للوطن والخير والحق والعقل والفضيلة وما من شك في أن قراره التاريخي بالغاء الحفل قد مثل صفعة في وجه قوى الظلام وأصحاب المشاريع التخريبية الذين قبلوا أن يكونوا أداة بيد أعداء اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وتنفيذ مخططاتهم التي تهدف إلى تمزيق وحدة اليمن والقضاء على مشروع الدولة الإتحادية الذي يقاتل اليمنيون من أجله ونقول لمثل هؤلاء المتعطشين للحرب والدماء سيلعنكم التاريخ والأجيال وستفشلون في جر عدن الى دوامة العنف وسيحفظ الله عدن الحبييه وأبنائها وعاشت الثورة والجمهورية والوحدة والخلود لشهدائها والموت والخزي والعار لأعداء الوطن.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً