قلبت أسعار الذهب مسارها لتتراجع أمس الخميس، إذ صعد الدولار، فيما تتجه أنظار المستثمرين إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لاستقاء المزيد من المؤشرات بعد تبني مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي توقعات اقتصادية أكثر إشراقا رغم إبقائه على موقف سياسته المائل للتيسير. وهبط الذهب في التعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1780.10 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0803 بتوقيت غرينتش. وارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.4 في المئة إلى 1780.50 دولار للأوقية. وقال هارشال باروت، كبير مستشاري الأبحاث لجنوب آسيا في «ميتالز فوكاس» لتجارة المعادن «حقيقة أن مجلس الاحتياطي الاتحادي متفائل حيال التعافي الاقتصادي تعني أن أسعار الذهب ستواجهه صعوبة في العودة للارتفاع على الفور. في الولايات المتحدة، يعني الزخم الاقتصادي أيضاً أن عوائد السندات ستميل للزيادة، وهو ما سيبقي الذهب تحت ضغط». وقال جيفري هالي المحلل لدى «أواندا» للسمسرة «ظل مجلس الاحتياطي الاتحادي قريباً من نبرته المائلة للتيسير الليلة الماضية في آخر اجتماع للجنة الاتحادية للسوق المفتوحة. مع إزالة نقطة المخاطرة هذه، هرع المستثمرون مرة أخرى إلى تعاملات مدفوعة بالتعافي العالمي، مما حدا بالدولار إلى الانخفاض، مع بقاء عائدات السندات الأمريكية دون تغيير». وكان مجلس الاتحادي قد قال أمس الأول أنه من السابق لأوانه التفكير في التراجع عن دعمه الطارئ في وقت لا يزال فيه الكثير من العاملين فاقدين لوظائفهم بسبب الجائحة. ويميل الذهب للاستفادة من إجراءات التحفيز واسعة النطاق لأنه يعتبر تحوطا في مواجهة التضخم. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم 0.7 في المئة إلى 2948.43 دولار للأوقية، وذلك بعد أن بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق عند 1962.50 دولار يوم الثلاثاء الماضي. واستقر البلاتين عند 1219.01 دولار، وربحت الفضة 0.8 في المئة لتسجل 26.37 دولار للأقية. على صعيد آخر أظهرت بيانات «مجلس الذهب العالمي» أمس تراجع الطلب على الذهب خلال الربع الأول 2021 بنسبة 23 في المئة على أساس سنوي، وسط انخفاض شهية المستثمرين لاقتناء الذهب مع تحسن الظروف الاقتصادية بعد اكتشاف لقاحات كورونا. وقال المجلس في تقريره الفصلي أن التدفقات الخارجة للصناديق المتداولة قادت هبوط الطلب، إلا أن تحسن طلب المستهلكين الأفراد قدم بعض الدعم. وهبطت حيازات الصناديق المتداولة في البورصة العالمية من الذهب بمقدار 178 طناً خلال الربع الأول 2021، بضغط ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وتحسن أداء الدولار. وحسب التقرير، انخفض سعر الذهب المقوم بالدولار بنسبة 10 في المئة في نهاية مارس/آذار الماضي. ورصد التقرير نمو الطلب على سبائك الذهب والعملات المعدنية للربع الثالث على التوالي. وبلغ الاستثمار في هذه المنتجات 339.5 طناً، وهو أعلى ربع منذ الفصل الأخير 2016. وأورد التقرير أن الطلب على المصوغات الذهبية حقق انتعاشاً قوياً قياساً على الربع الأول 2020 الذي عانى من الإغلاق. ونمت احتياطيات الذهب لدى البنوك المركزية العالمية بمقدار 95.5 طن خلال الربع الأول، لتواصل تعزيز احتياطاتيها للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية. وانخفض إجمالي المعروض من الذهب بنسبة 4 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول، بضغط تراجع إعادة التدوير المتأثر بسبب ضعف الأسعار، وفق التقرير. وشهد الذهب إقبالا كبيرا خلال العام الماضي باعتباره أحد الملاذات الآمنة وقت الأزمات ومخزناً للقيمة، وسط تصاعد حدة التداعيات الاقتصادية المصاحبة لتفشي الوباء، إلا أن الطلب على المعدن الأصفر تأثر سلباً منذ نوفمبر/تشرين ثاني الماضي بفعل اكتشاف لقاحات فعالة.