إن كان هناك من خطأ جسيم شاركنا جميعاً في صناعته فهو في ذهابنا بخلافات الجمهوريين إلى حد القطيعة، وعلينا أن نلملم الصفوف دون الحاجة لتوجيه الإتهام أو اللوم لطرف من أطراف الأزمة، لو تمترسنا في مواقفنا كما كانت قبل سنوات قليلة، فنحن إنما نقدم خدمة للأئمة الجدد ولإيران في المنطقة. لأن الانشقاق في جبهات القتال سيبرز وقد يصبح حتمياً.
نحن نتعامل باحترام مع ومعتقدات الآخرين، وكثيراً ما تكون هذه المعتقدات في تناقض تام مع ما نعتقده ونؤمن به. وعند البعض منا وممن نقف معهم على خط واحد في هذه المواجهة الكبرى بين الحق والباطل في اليمن، يبلغ الاعتقاد لدى بعضهم على الأقل بصوابية فعل التغيير في فبراير كثورة حد القدسية وذلك حق لهم، فهل ينبغي علينا الاستمرار في الخصومة لأننا اختلفنا بالأمس معهم حول هذه القضية، أو لأننا نختلف اليوم حول وصف ماجرى بثورة أو انتفاضة أو حدث.
يختلف البعض معنا منذ سنوات حول شكل الدولة الاتحادية القادمة. نحن نراها دولة اتحادية من ستة أقاليم بينما يرونها هم في إقليمين، نقف معهم في الصفوف الأمامية لمواجهة العدو ، ويشكلون عضواً أساسياً في كياننا الكبير في هذه المواجهة التاريخية، كما وتتوحد رؤانا معهم على مجمل القيم الانسانية الكونية الأخرى وفي نظرتهم للدولة، لقد حملوا معهم قيم العدالة والمساواة حتى اليوم فهل ينبغي علينا تأكيد خلافاتنا معهم. ونَصعَد بها حد المواجهة.
من لديه رسالة كبرى، وقيماً وأهداف مثلى وقد وضعت تحت الإختبار وحتى الاختبار العنيف، عليه أن يتمثل التجربة الإنسانية وما خلصت إليه في هذا الشأن، وأكدتها الأديان الكبرى ومنها تلك القيم التي حملتها الرسالة النبوية في الصفح والعفو والإحسان المتبادل، كي نتعايش ونصل للأهداف المشتركة، وفي نفس الوقت نؤكد إنسانيتنا. فلسفة القضايا خير من تسييسها، في الأولى نتجه نحو العقل والضمير الإنساني، وفي الثانية نغوص في المشاعر والأحاسيس التي لا تفرق أحياناً كثيرة بين الإنسان والحيوان.
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً